عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

بقادي الحاج أحمد - السعودية

في وداع محمود درويش


أيها الصاعد إلى السماء – في حضرة الموت والحياة – سلاماً سلاما

بقادي الحاج أحمدعرف محمود درويش (1941- 2008) كشاعر قضية؛ قضيته كانت ولا تزال وضعية بلاده وشعبه. إلا أنه كان مبدعا حقا يفيض إحساسا، لغته الشعرية متميزة بمعجمها وبالصورة المبتكرة وبالتغييرات المستحدثة، ثقافته واسعة تنهل من الأساطير الإنسانية والأديان والحياة اليومية.

في حضرة الحياة

(تجلس المرأة في أغنيتي/ تغزل الصوف/ تصب الشاي/ والشباك مفتوح على الأيام/ والبحر بعيد .../ ترتدي الأزرق في يوم الأحد/ تتسلي بالمجلات وعادات الشعوب/ تقرأ الشعر الرومنتيكي/ تستلقي على الكرسي/ والشباك مفتوح على الأيام/ والبحر بعيد/ تسمع الصوت الذي لا تنتظر/ تفتح الباب/ ترى خطوة إنسان يسافر/ تغلق الباب/ ترى صورته. تسألها؛ هل انتحر؟ تنتقى موزات/ ترتاح مع الأرض السماوية/ والشباك مفتوح على الأيام/ والبحر بعيد/ ... والتقينا/ ووضعت البحر في صحن خزف/ واختفت أغنيتي/ أنت، لا أغنيتي/ والقلب مفتوح على الأيام/ والبحر سعيد ...).

الرحيل

لم يكن يحمل وطنه في حقيبة سفر، ما طال سفره وترحاله، كان الوطن يسكنه، ويسكن أشعاره. (آه يا جرحي المكابر/ وطني ليس حقيبة/ وأنا لست مسافر).

في حضرة الموت

ظلت ملحمة محمود درويش الشعرية متألقة. وستظل أكثر تألقا في حضرة غيابه. أسباب الإبداع لديه مكتملة فهو شاعر عرف كيف يطور أدواته.

لم يعد يسكن الجسد النحيل المسجي في النعش – عابر المطارات. كان هنالك ساكنا الروابي والتلال والهضاب والسهول من حولنا وبداخلنا.

إن ثمار قضيتك قد أينعت وحان قطافها. أيها الصاعد إلى السماء – في حضرة الموت والحياة – سلاماً سلاما.

اللهم تقبل محمود درويش تقبلا حسنا. اللهم أنت الوهاب ذو الجلال والإكرام.

D 1 أيلول (سبتمبر) 2008     A بقادي الحاج أحمد     C 0 تعليقات