عدلي الهواري
كلمة العدد 33: أعجوبة قرنين
حرمنا صدور العدد الماضي مبكرا من التعبير عن التضامن مع أهالي غزة والمدافعين عنهم في وجه العدوان الإسرائيلي، الذي كان من نتائجه غير المقصودة تفجير تضامن عربي ودولي كبت طويلا، فخرجت الجماهير في كل مكان من العالم إلى الشوارع للإعراب عن الغضب على المعتدي والتضامن مع المعتدى عليه.
وأسقطت الجماهير العربية تحديدا مقولة تكررت كثيرا تتهمها باللامبالاة إزاء ما يجري حولها ولها، وانحنى الحكام العرب للعاصفة، ففتحوا المجال أمام تقديم التبرعات وغير ذلك من مبادرات ركزت على الجانب الإنساني والإغاثة.
لا يمكن لأحد أن يقلل من حجم الخسائر البشرية والمادية التي أنزلت بغزة وأهاليها. ولكن توفر الحد الأدنى من الموضوعية يفرض على الإنسان أن يرى جانبا مثيرا للإعجاب بصمود ومقاومة أناس عزل محاصرين برا وبحرا وجوا منذ شهور عديدة قبل شن العدوان. وفي المقابل لا يمكن لأحد أن يحترم دولة تستخدم جبروتها ضد أناس حاصرتهم وجوعتهم طويلا.
قضية فلسطين لن تحل في المستقبل القريب، وسيعاد لسنوات عديدة قادمة كلام كثير سمعناه مرارا وتكرارا عن السلام، لكن الشيء المؤكد هو أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة بقاء وتصد منذ مطلع القرن الماضي، ويواجه عدوا تلقى ويتلقى الدعم من إمبراطوريتين. ولم يكف الشعب الفلسطيني عن مفاجأة العالم بصموده ومقاومته وانتفاضاته في كل مرحلة بدا أنه ضعف وأصبح على وشك الاستسلام. ولذلك، في يقيننا أن الشعب الفلسطيني سيعود له وطنه وسيكون حرا فيه.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- ● كلمة العدد الفصلي 28: الورق والتمويل: وصفة الانتحار البطيء
- [...]