عدلي الهواري
كلمة العدد 32: الرواية العربية: البحث عن جمهور في الغرب
كل عام وأنتم بخير. ولكل الكاتبات والكتاب والقارئات والقراء أطيب الأماني بعام جديد سعيد.
للجوائز فوائد من بينها تسليط الأضواء على المبدعين والمبدعات، سواء في الأدب أو الفن أو المجالات الأخرى، وحصولهم على تقدير معنوي أولا، ومادي ثانيا، وعلى اعتراف بجودة العمل الفائز.
وقد كثرت الجوائز الأدبية في الدول العربية، وبعضها سخي في ما يقدم كمكافئة مالية. لكن المؤكد أن هذه الجوائز، رغم فوائدها، لم تغير كثيرا في واقع الأدب العربي، فالأعمال لا تزال تبيع أعدادا متواضعة من النسخ، ولا يمكن لكثير منها الدخول إلى الأسواق العربية بحرية.
وقد دخلت ميدان الجوائز التي تمنح للروايات العربية جائزة بريطانية، تشتهر باسم بوكر، وهذه الجائزة تبدأ مرحلتها الأولى بتلقي ترشيحات، يتم من بينها اختيار لائحة تعرف باللائحة القصيرة، ومن الروايات الست المدرجة على اللائحة القصيرة يتم اختيار العمل الفائز بالجائزة.
جائزة بوكر تمنح مبلغا من المال لأصحاب الأعمال التي يتم اختيارها للائحة القصيرة، وتترجم هذه الأعمال إلى الإنجليزية. ويحصل العمل الفائز بالجائزة على مبلغ أكبر ويترجم إلى الانجليزية أيضا.
إذا كانت الجوائز العربية لم تفلح في تغيير واقع الأدب العربي، فمن غير المرجح أن تنجح جائزة بوكر في فعل ذلك، فالأمر لا يتعلق بمال، أو نقص في الأعمال الأدبية المترجمة، وبدلا من إيجاد حلول لهذا الواقع يتم تجاهله، وإعطاء الانطباع بأن البحث عن قراء للأدب العربي في الغرب سوف يخدمه ويطوره.
لا يزال هناك افتراض خاطئ أن كل عمل يترجم سيكون ناجحا تجاريا. ولا يبدو أن هناك اهتماما بمعرفة عدد النسخ التي تباع من الأعمال المترجمة. والافتراض الخاطئ الآخر أن ما ينال إعجاب القارئ العربي سينال إعجاب قارئ النص المترجم.
عندما تصبح ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية أحد الحوافز للمشاركة في جائزة، يصبح من المحتمل بقوة أيضا أن يتغير الجمهور الذي يستهدفه المبدع، فبدلا من جمهور عربي اللغة والثقافة، يصبح الجمهور المستهدف حقا جمهورا يجيد الإنجليزية عامة ويعيش في الدول الغربية خاصة.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- ● كلمة العدد الفصلي 28: الورق والتمويل: وصفة الانتحار البطيء
- [...]