أرشيف ناجي العلي
كلمة من مؤسس الأرشيف
لوحات ناجي العلي منتشرة في الإنترنت. سبق أن تم تأسيس مواقع لرسماته. اختفت المواقع، ولم تختف الرسمات.
هذا الموقع مبادرة فردية من د. عدلي الهواري، والأمل أن تحفز تأسيس موقع رسمي يكون مرجعا لرسمات ناجي العلي، والكتب والمرئيات والصوتيات، وغير ذلك.
الحاجة إلى موقع رسمي لفن ناجي العلي واضحة وماسة. ومن الضروري وجود هيئة تتولى العمل المنظم لتأسيس وإدارة موقع أرشيفي شامل. وجود موقع رسمي يحقق الأمور التالية.
أولا: ناجي العلي فنان استثنائي. ظل الاحتفاء بإبداع ناجي العلي مقتصرا على عموم الجمهور الذي أحب فنه واحترم المواقف التي عبر عنها في لوحاته، بينما يتم الاحتفاء بمبدعين آخرين، ويكون أحيانا حكوميا رسميا، وأحيانا بمبادرة من أصدقاء المبدع/ة.
ثانيا: الجماهير التي تابعت أعمال ناجي العلي في الثمانينيات وقبل ذلك، تقدم بها العمر الآن، فقد مر سبعة وثلاثون عاما منذ اغتيال ناجي في لندن عام 1987. منذ ذاك الحين، نشأ جيلان تقريبا، وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا على نفس الدرجة من الإلمام بالمواقف السياسية التي ألهمت كاريكاتيرات ناجي العلي. لذا، وجود موقع رسمي له أيضا جانب توعوي تثقيفي.
ثالثا: تأسيس موقع رسمي غير ممكن بمبادرة فردية، فتوثيق ورقمنة لوحات ناجي العلي بحاجة إلى عمل مؤسسي وتعاون مع وبين الدوريات التي نشر فيها ناجي العلي لوحات، وكذلك مع عائلة الفنان الشهيد التي لا بد أن لديها لوحات لم تنشر، أو مسودات لوحات لم تكتمل.
رابعا: رغم المذكور في البند ثالثا، قررت تأسيس هذا الموقع مستخدما ما لدي من قصاصات من صحيفة "القبس الدولي"، فوجودي في لندن أتاح لي فرصة شراء نسخة من أعداد الصحيفة والاشتراك فيها أيضا. لكن ما لدي قليل، فناجي اغتيل بعد أشهر قليلة من مجيئي إلى لندن. لذا اللوحات المنشورة في هذا الموقع حاليا تكاد تقتصر على الأشهر أيار وحزيران وتموز، فبعد إطلاق النار على ناجي العلي في 22 تموز (يوليو) 1987 كان ما ينشر في "القبس الدولي" لوحات سبق نشرها، باستثناء يوم الثالث والعشرين، فقد كان يوم الاغتيال متجها لتسليم لوحات للنشر في اليوم التالي.
خامسا: الأمل أن يحفز هذا الموقع الصغير حدوث مبادرة تشمل وجود هيئة تشرف على جمع أعمال ناجي العلي، وتنشر كل ما رسم ونشر ورسم ولم ينشر.
سادسا: لكي يتميز هذا الموقع عما سبقه من مواقع تعنى بفن ناجي العلي، لا أكتفي بنشر اللوحات، بل أحرص على وضع أساس لتوثيق منهجي لأعماله. من هنا جاءت فكرة إعطاء رقم لكل لوحة. وضعت ما سميته "بطاقة هوية اللوحة" تحت كل رسمة. ملء المعلومات المطلوبة في كل بطاقة هوية يحتاج إلى جهد كبير من البحث والتوثيق. ولا أتوقع أن أتمكن بجهدي الفردي من ملء المعلومات. لكن آمل أن يتم تبني فكرتيْ إعطاء رقم لكل لوحة، وبطاقة هوية، وتصنيف اللوحات حسب الموضوع والسنة والبلد، وبذلك تمكن دراسة لوحات ناجي العلي بطريقة منهجية.
بم يتميز هذا الأرشيف عما سبقه من مواقع نشرت رسمات ناجي العلي؟
أولا: الرسمات المنشورة في الأرشيف هي من قصاصات صحف بحوزة د. عدلي الهواري، وليست مجمّعة من هنا وهناك من الإنترنت.
ثانيا: تم عمل مسح ضوئي للرسمات، واعتماد أبعاد لكل رسمة أعتقد أنها مناسبة للتصفح سواء باستخدام حاسوب مكتبي أم هاتف ذكي.
ثالثا: الرسم عملية إبداعية. لذا، كل رسمة أخذت نمطا خاصا بها، بمعنى قد تكون الشخصية المرسومة في اللوحة على يمينها أو يسارها أو وسطها. والكتابة المستخدمة في بعضها قد تكون أحيانا بحروف صغيرة، وأحيانا بحروف كبيرة، وأحيانا برموز. يضاف إلى كل ذلك أن القصاصات مر عليها أكثر من ثلاثين عاما. يؤدي المسح الضوئي، ثم اعتماد أبعاد مناسبة لأرشيف إلكتروني، إلى فقدان بعض التفاصيل التي تشكل جزءا لا يتجزأ من معنى رسالة كل رسمة. كذلك، الخلفية السياسية للوحات مر عليها زمن طويل، وصارت بحاجة للتذكير بها. لذا قررت إضافة المعلومات التالية مع كل لوحة:
1. إعطاء رقم للوحة، ويتكون من تاريخ النشر الأصلي (إذا توفر) أو تاريخ إعادة النشر مع رقم عشوائي. هكذا يمكن وضع نظام لأرشفة الرسمات والرجوع إليها بسرعة. الرقم العشوائي ضروري لأن الصحف التي نشرت رسمات لناجي العلي تضم أحيانا أكثر من لوحة. لذا تمييز رسمة عن أخرى منشورة بنفس التاريخ يكون من خلال الرقم العشوائي المختلف.
2. كتابة ما هو مكتوب على اللوحة تحتها. وهذا يشمل موضوع اللوحة، وأي كلمات أخرى مكتوبة على الرسمة.
3. كتابة خلفية موجزة للحدث السياسي/الموضوع الذي تعنى به اللوحة، كلما كانت هناك حاجة لذلك.
لأن تأسيس هذه الموقع احتاج إلى جهود كبيرة، ويسعى إلى الترويج إلى أرشفة منظمة لرسمات ناجي العلي، فمن الطبيعي أن ينسب إلى هذا الأرشيف فضل تأسيسه بطريقة جديدة ومنهجية. لذا وضعت بصمات على اللوحات لتوثيق مصدر نشر وإعداد الرسمات المنشورة في الأرشيف. البصمات هي:
1. ترقيم اللوحات.
2. وضع اسم ناجي العلي عليها.
3. وضع صورة مائية تظهر في أماكن مختلفة من اللوحة، فمن خلال تجربة مجلة "عود الند" الثقافية تبين أن وضع كتابة أو صورة مائية في مكان يمكن حذفه أو محوه سيؤدي إلى إعادة النشر وكأن اللوحات نشرت بجهد من أعاد النشر.
4. وضع كيو آر كود على كل لوحة.
تم افتتاح الأرشيف يوم 4/3/2025، بعد اكتمال العمل على 100 مادة مختلفة، معظمها لوحات من قصاصات الصحف التي لدي. أرغب في إضافة المزيد عندما يتوفر لفعل ذلك. في الوقت نفسه، آمل أن تنشأ مبادرة رسمية لها مقر وهيكل إداري وطاقم عمل فتجمع وتؤرشف رقميا وورقيا كل أعمال الفنان المناضل الشهيد ناجي العلي. كذلك يتزامن افتتاح الموقع مع نشر كتاب يضم معظم ما هو منشور في هذا الموقع. لكن في الموقع لوحات أكثر مما أمكن استيعابه في كتاب من 160 صفحة.