أرشيف ناجي العلي
توقيع ناجي العلي على لوحاته
وقّع ناجي العلي على لوحاته القديمة باسم ناجي، ولكنه لم يعد يفعل ذلك، وصارت شخصية الصبي حنظلة في منزلة التوقيع على اللوحات. إضافة إلى كون حنظلة توقيعا، يحوّله ناجي العلي أحيانا إلى شخصية من شخصيات اللوحة فيقوم بعمل ما (رشق الحجارة مثلا)، أو يقول شيئا ما.
المزيد عن تطور توقيع ناجي العلي على لوحاته في المقتطف الآتي من مقالة لسليمان الشيخ، وهو كاتب فلسطيني وصديق لناجي العلي. تفاصيل التوثيق تحت المقتطف.
ناجي والصليب وحنظلة
كان من الطبيعي أن يبحث ناجي الفنان عن توقيع مناسب يعبر عنه ويضعه على لوحاته الكاريكاتيرية، فاختار توقيع «ناجي» في البداية، وهي مرحلة تلت الرسم بلا توقيع. وهكذا حملت لوحاته في مجلة الطليعة، خصوصا تلك التي رسمها عام 1963 لتعبر عن رواية العـبـيـد لغسان كنفاني توقيع «ناجي».
ثم أخذ يبحث عن رمز آخر، فاختار رمز الفداء والافتداء والصلب، مع توقيعه باسمه أو من دونه، ووضع الصليب ضمن دائرة أو في مستطيل. وقد رافقته فكرة الصلب، ولا سيّما أنها حصلت بسبب قضية كبيرة. ولوحته الأولى المنشورة عن أبي صالح جسدت ذلك، وبقي معناها يتردد في ذهنه وفي لوحاته. وهكذا ثـبّت ناجي توقيعه، واستبدل الاسم بالرمز في الشهرين الأخيرين من عام 1966، فحملت التي نشرها في مجلة الحرية وصحيفة اليوم اللبنانيتين توقيع الصليب. وكذلك كان الحال مع أعماله التي نشرها في مجلة الطليعة الكويتية بعد أن عادت إلى الصدور وعاد ناجي للعمل فيها.
بقي هذا التوقيع مستمرا إلى أن تفتق ذهن ناجي بعد هزيمة 1967 عن رمزه وممثله وممثل الضمير اليقظ والحي: حنظلة، فكرسه في أعماله في جريدة السياسة الكويتية اعتبارا من 13 تموز من عام 1969، بعد أن انتقل للعمل في هذه الصحيفة بدءا من عام 1969.
وأَرْفَق رسمه لحنظلة —وكان يُشبه الضفدعة في البداية— ببيان برّر فيه اتخاذه هذه الخطوة الجديدة وهذا الرمز الجديد. وبقي هذا الرمز حاضرا في الأذهان وفي بعض الأعمال التي يعاد نشرها للفنّان، أو في بعض أعمال فنانين آخرين، حتى بعد إطلاق النار عليه في 1987/7/22، ثم استشهاده في 1987/8/29.
وإذا كان حنظلة قد وُلد بدون قرص الشوك على رأسه، فإنّه أخذ يكتسبه تدريجا، وأخذ يكتسب ملامح شبه ثابتة، فعُمره 10 سنوات، وهو حافي القدمين، ثوبه قصير مرقّع، وثمة شوك نافر على رأسه.
= = =
سليمان الشيخ. «رَسَمَ لوحات تعبيرية لرواية غير منشورة لغسان كنفاني: ‘العبيد’». مجلة الآداب، العدد 10/9، أيلول/تشرين الأول 2002، السنة 50.
اقرأ/ي مـقـالة للكاتب نفسه عن رواية العبيد على الرابط التالي: