عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

آلاء محمد كامل - الأردن

الإخـلاص


آلاء محمد كاملكم كثر الكلام عن الحب، وعن الصداقة وعن الإخلاص! كم يرى الإنسان منا هذه الأشياء في حياته! آه أيها القمر. ما سأقول لك لأقول عن همومي؟ سأثبت لك ما لم يعلمه أحد. أأقول عن شيء أحببته وعشقته من كل قلبي ثم أجد كل إخلاصي هذا ذهب بلا عودة، وإن عاد فهو يعود بضحكات ساخرة؟ آه أيها القمر! ماذا سأفعل؟ آه أيها النور الرائع! كم أتمنى أن أكون مثلك محلقة في السماء، في الكون وألا أزعج أيّ أحد!

لا أدري لما أشعر بالوحدة، بالرغم من وجود الناس حولي، لكن الوحدة أصبحت جزءا لا يتجزأ مني، لا أستطيع، حتى لو حاولت، الابتعاد عن هذه الوحدة القاتلة، أبتعد عنها لساعات ولأيام، لكني لا أستطيع نزعها من مخيلتي العمر كله.

آه أيها القمر. لما عندما أخلص يكون إخلاصي بقوة، وأجد هذا الإخلاص لا يجدي ولا يسمن من جوع، وكأني أخلص لجماد لا لإنسان، كأني أيقن أنني أحبه لكنني لا أحبه، لما يا قمري لما هذا. قد أفعل هذا لأجل تلك الأيام التي عشتها لما صنعته. لكنني ضحيت بأغلى ما لدي لأرضي أطرافا أخرى، أرضيت الجميع، ضحيت بحبي ضحيت بمشاعري ضحيت بكل ما لدي تجاه الجميع.

ضحيت له ولها. فعلت المستحيل لإرضائهم لكنني أقابل كل هذا بالقسوة، بالظلم التام، لكن لما لك أنت ولك أنت. كان إخلاصي يتكلم الناس عنه، لكن الآن أصبحتم أنتم تتكلمون عن أفعال وأعمال لم أفعلها، أصبحتم تقترفون أخبارا وأحاديث لا تمت لي بأيّ صلة. آه يا قمري. آه يا شمسي. آه يا قلبي.

كم علمتني الحياة كثيرا. فكم يصعب على الإنسان وجود من سيخلص له، من سيحبه بإخلاصه كله. قد يخسر البعض من تضحياته لكن من يريد الحياة يجب عليه الصبر، فالصبر مفتاح الفرج، هكذا يقال، فها أنا أمضي ومفتاحي الصبر وحياتي الإخلاص وروحي الحب، فها أنا أمضي بهذه الدنيا ومعي هذه الأسلحة، لأرى طريقي بنور الله.

D 1 حزيران (يونيو) 2010     A آلاء محمد كامل     C 0 تعليقات