للجامعيين والباحثين: أسـالـيـب التـوثيـق
أساليب توثيق المعلومات والمراجع في البحوث
تكرر عود الند في كل عدد نشر مادة تتعلق بأحكام الطباعة واستخدام علامات التنقيط (الترقيم) بشكل صحيح في الكتابة. ومن الواضح أن قلة قليلة من الكتاب ملمة بهذين الأمرين. وفي عود الند نحقق الانسجام بين جميع النصوص التي تردنا، فتجد بينها قواسم مشتركة، أحدها شكل الخط وحجمه، وعلامات التنقيط، فلا تجد في عود الند فاصلة ذيلها متجه إلى الأعلى، وأخرى إلى الأسفل، ولا تجد علامة استفهام تنظر إلى اليمين، وأخرى إلى اليسار، ولا تجد استخداما عشوائيا للنقاط، فإذا وجدت في مكان ما ثلاث نقاط، فهذا ليدل على حذف جزء من النص.
ومثلما هناك "مشكلة" في استخدام تلك الأمور ثمة مشكلة أخرى في استخدام أساليب توثيق البحوث من قبل طلبة الجامعات الذين يطلب منهم إعداد أبحاث لهذه المادة أو تلك، أو كمشروع للتخرج، أو رسالة ماجستير، أو لنشر بحث في مجلة تعنى بالبحوث والدراسات. ولذا نورد في هذه الصفحة إشارات موجزة إلى أساليب توثيق الأبحاث والدراسات.
وتجب الإشارة في البداية إلى أن هذه الأساليب منقولة عن هيئات غربية، ويتم تعديلها قليلا لتوائم اللغة العربية، فعنوان الكتاب في التوثيق بالإنجليزية يكتب بحروف مائلة، أو يوضع خط تحته، ولكن استخدام الحرف المائل في اللغة العربية لا يكون فعالا كما هو بالإنجليزية.
أحكام التوثيق
النقطة المبدئية الأولى هي ألا تنسب لنفسك عملا أو فكرة لغيرك. ولذا هناك ضرورة للإشارة في بحثك إلى مصدر معلوماتك وأفكارك، فإذا نقلت كلمات من كتاب مثلا، يجب وضع الكلمات المنقولة بين علامات تنصيص. لعلامة التنصيص (أو الاقتباس) شكلان أحدهما (") والآخر (’) (علامة تشبه تنوين الضم، أو ضمة واحدة). ومن الضروري لك أن تعرف ما يمكن طباعته عند الضغط على كل لوحة من لوحة المفاتيح.
لنطبق ذلك بنقل جملة من كتاب لفيصل دراج بعنوان نظرية الرواية والرواية العربية:
"رأى المويلحي في علم التاريخ علما جليلا، وأدرك أن تطبيق هذا العلم على الظواهر الاجتماعية يغير من أحوالها ووظائفها."
بوضع الجملة بين علامتي تنصيص (مزدوجين) تكون هناك إشارة إلى أن الجملة منقولة من مصدر ما، والخطوة التالية هي الإشارة إلى هذا المصدر.
هناك أكثر من أسلوب لفعل ذلك. الأسلوب القديم كان بوضع رقم عند نهاية الاقتباس، ثم الذهاب إلى أسفل الصفحة ووضع المعلومات المتعلقة بالمصدر، أي على النحو التالي:
"رأى المويلحي في علم التاريخ علما جليلا، وأدرك أن تطبيق هذا العلم على الظواهر الاجتماعية يغير من أحوالها ووظائفها."1
نذهب عندئذ إلى أسفل الصفحة ونضع الرقم 1 وتكتب قربه المعلومات المتعلقة بالمؤلف، وعنوان الكتاب، والناشر، ومكان النشر، وسنة النشر، ورقم الصفحة. ترتيب هذه المعلومات يختلف حسب الأسلوب المعتمد. ولكن الأساليب جميعا تبدأ باسم الكاتب.
أساليب التوثيق
الأسلوب الأول: أسلوب جامعة شيكاغو أو أسلوب تورابيان
يوضع رقم صغير بعد المعلومة المنقولة نصا أو فكرة ثم يشار إلى المصدر أسفل الصفحة. وتعرف الملاحظات السفلية بـ فوت نوتس (Footnotes).
بعد وضع رقم صغير أسفل الصفحة توضع قربه معلومات التوثيق بالتسلسل التالي:
1= اسم المؤلف: الاسم الأول، ثم اسم العائلة.
2= عنوان الكتاب.
3 = مكان النشر.
4 = اسم الناشر.
5 = عام النشر.
6 = رقم الصفحة.
ولو طبقنا هذا الأسلوب على كتاب فيصل دراج المذكور أعلاه، تكون الملاحظة السفلية على النحو التالي:
...
...
...
"رأى المويلحي في علم التاريخ علما جليلا، وأدرك أن تطبيق هذا العلم على الظواهر الاجتماعية يغير من أحوالها ووظائفها."1
...
...
...
1 فيصل دراج، نظرية الرواية والرواية العربية (الدار البيضاء: لمركز الثقافي العربي، 2002)، 178.
ويكون حجم الخط في الملاحظة السفلية أصغر من حجم الخط في النص.
معروف أن أي بحث يورد في ختامه قائمة بالمراجع، ولهذه أيضا أسلوبها المختلف قليلا عن المثال أعلاه، وهو على النحو التالي:
قائمة المراجع
دراج، فيصل. نظرية الرواية والرواية العربية. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2002.
وترتب المراجع حسب ترتيب الحروف في العربية.
الأسلوب الثاني
هو أسلوب يختلف فقط في مكان الملاحظات، فبدلا من أن تكون في أسفل الصفحة، تنقل الملاحظات إلى آخر البحث. وتعرف بــ اند نوتس (Endnotes).
الإنسان الذي لديه حاسوب لا يحتاج للقلق على تسلسل أرقام الملاحظات، فالحاسوب يتذكر التسلسل، وبوسع الحاسوب نقل الهوامش السفلية إلى الآخر، والعكس صحيح أيضا.
الأسلوب الثالث: أسلوب جامعة هارفارد
بدلا من وضع ملاحظة في أسفل الصفحة يوضع بين قوسين ضمن الفقرة اسم المؤلف المنقول عنه وسنة صدور الكتاب ورقم الصفحة.
"رأى المويلحي في علم التاريخ علما جليلا، وأدرك أن تطبيق هذا العلم على الظواهر الاجتماعية يغير من أحوالها ووظائفها" (دراج 2002: 178).
الأسلوب الرابع: أسلوب ام ال ايه (MLA)
من أساليب التوثيق الشائعة أسلوب ام ال ايه (MLA)، أي رابطة اللغة الحديثة:
(Modern Language Association).
ومن تعداد الأساليب أعلاه نلاحظ أن هناك أساليب عديدة، وتعتمد على مجالات التخصص. وكل ما كتب أعلاه قليل من كثير جدا، وهدفه تنبيهك إلى أهمية التوثيق، وإرشادك إلى ضرورة التعرف على أساليب التوثيق في البحوث، والتأكد من الأسلوب المعتمد في جامعتك، فهذه الشكليات أول ما يلاحظه الأساتذة على البحوث، ولن يفيدك أن يكون بحثك جيدا إذا لم يكن موثقا، وموثقا حسب الأسلوب المحدد لك في الجامعة أو من قبل الأستاذ، أو من قبل الدورية التي تريد النشر فيها. وأحيانا يترك للطالب اختيار الأسلوب، ولكن لا يجوز المزج بين أسلوبين أو أكثر في نفس البحث.
ملاحظة مهمة
لم نستخدم أعلاه إلا مثالا واحدا يتعلق بنقل جملة من كتاب له مؤلف واحد، بينما التوثيق يكون باستخدام كتب لها أكثر من مؤلف، أو فصل داخل كتاب، أو مجلات، أو صحف، أو الإنترنت، أو تقارير بدون اسم لمؤلف، أو نشرات بدون تاريخ. ولكن تفاصيل ما يجب عمله في كل حالة متوفرة في دليل الأسلوب المعتمد.
للمزيد من المعلومات
في ما يلي بعض الوصلات التي تأخذك إلى صفحات فيها معلومات عن التوثيق في جامعات ودوريات:
مواصفات الأطروحة (الرسالة) - جامعة النجاح
http://www.najah.edu/ARABIC/Faculties/Graduate/Faculty%20Members%20and%20Staff.asp
تعليمات النشر في مجلة جامعة الخليل للبحوث
http://www.hebron.edu/journalarabic/Pubsher.htm
أذا لم تعمل الوصلات معك، ابحث عن المعلومات بنفسك باستخدام محرك بحث مثل غوغل.
◄ عود الند: التحرير
▼ موضوعاتي