الصفحة الأخيرة - عدلي الهواري
هموم أكاديمية: مراجعة الأدبيات
مراجعة الأدبيات (Literature Review) مهمة تواجه الباحثات والباحثين دائما. ولا تخلو رسالة ماجستير أو دكتوراه من قسم مخصص لمراجعة الأدبيات .
المقصود بالأدبيات هو ما نشر عن موضوع ما، أو على الأقل أهم ما نشر عن موضوع ما، فكثير من المواضيع كتب عنها أيضا الكثير الكثير، ومراجعة كل ما نشر عنها تصبح مهمة مستحيلة، ولذا تتم المراجعة بانتقائية يجري تبريرها وفق ظروف ومقتضيات بحثك.
عرفنا المقصود بالأدبيات، فما هو المقصود بمراجعتها؟ من المحتمل مواجهة مشكلة هنا، فكل مشرف/ة على رسالة بحث له/ـا فهم مختلف لمراجعة الأدبيات. ومن المحتمل أيضا أن تقدم/ي للمشرف/ة مراجعة أدبيات، فتأتيك الإجابة المحبطة: "هذه ليست مراجعة أدبيات".
وهكذا ستجد/ين نفسك في حيرة، فكل إعادة صياغة لمراجعة الأدبيات قد لا ترضي المشرف/ة. والشيء المشترك في رفض مراجعة الأدبيات هو القول إن هذه ليست مراجعة أدبيات. ولن تجد/ي من يقول لك ما هي مراجعة الأدبيات لتتم كتابتها كما ينبغي.
مراجعة الأدبيات كانت أكثر ما استهلك من وقتي وجهدي في بحثي وكتابتي رسالة نيل درجة الدكتوراه. وبعد مراوحة مكان لبعض الوقت، توقفت عن التركيز على مراجعة الأدبيات، ووجهت اهتمامي للجوانب الأخرى من البحث. في الوقت نفسه، كنت أبحث عن تعريف واضح لمراجعة الأدبيات.
ولكيلا يقول لي أحد إن هذه ليست مراجعة أدبيات، أوضحت ما أعني بمراجعة الأدبيات، فعندما أكملت باقي المطلوب مني لإعداد الرسالة، عدت إلى الفصل التمهيدي، وأعدت تنظيمه، وخصصت جزءا موجزا منه لتوضيح ثلاثة مصطلحات هي: المنهجية، والإطار النظري، ومراجعة الأدبيات.
وكان توضيحي لمفهوم مراجعة الأدبيات على النحو التالي:
مثلما هو متوقع، أشير في مختلف فصول الرسالة إلى ما كتبه أناس آخرون (الأدبيات). الغرض من ذلك يختلف عن الغرض من القسم المسمى مراجعة الأدبيات، فالغاية من هذا القسم هو تحديد مكان بحثي بين الأدبيات المتعلقة بالديموقراطية والإسلام والأردن. أما في الأقسام الأخرى [فصول الدراسة] فالإشارات إلى الأدبيات لها أغراض أخرى متل دعم حجة، أو نقدها، أو لتوضيح نقطة.
وفي ختام قسم مراجعة الأدبيات، حددت بعض الفجوات فيها. وأوضحت أن رسالتي سوف تسدها. كان في الأدبيات التي راجعتها فجوة من ناحية الوقت، بمعنى أن الدراسات التي اهتمت مثلي بموضوع الديموقراطية والإسلام، مع التركيز على حالة الأردن، توقفت عند مرحلة زمنية (1993)، وكانت منهجية البحث فيها مختلفة عن المنهجية التي اخترتها لبحثي.
ما تمكن إضافته بشأن مراجعة الأدبيات، وخاصة في سياق رسالة لنيل درجة عليا كالماجستير والدكتواره، هو أن المراجعة لا تعني مجرد ذكر أو تلخيص للأدبيات ذات العلاقة، بل يجب تقييم الأدبيات بأسلوب نقدي يعترف بالإيجابي ويشير إلى الخلل أو النقص، فيساهم ذلك في توضيح أوجه اختلاف بحثك عن بحوث من سبقوك، وبالتالي تحديد الجديد الذي سيأتي به بحثك. بهذه الطريقة يحصل تراكم معرفي، فتضاف لبنة أخرى إلى صرح المعرفة (أو قطرة إلى محيط المعرفة).
لن أحيلك إلى وصلات لموضوعات فيها المزيد من المعلومات عن مراجعة الأدبيات. ابحث/ي بنفسك، وأرجح أن تكتشف/ي اختلافا في تعريف المصطلح/المفهوم. المشرف/ة على بحثك صاحب/ة القول الفصل في هذا الشأن، هذا إذا حدد/ت لك المقصود، ولم يتم الاكتفاء بالقول: هذه ليست مراجعة أدبيات.
قدمت لك أعلاه خلاصة تجربتي مع مراجعة الأدبيات. وسأحدثك في مرات قادمة عن النظرية/الإطار النظري والمنهجية.
◄ هموم أكاديمية: ع هـ
▼ موضوعاتي
1 مشاركة منتدى
مراجعة الأدبيات, جليلة الخليع /المغرب | 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 - 20:23 1
هموم أكاديمية مازلنا نتخبط فيها ، وليت المشرف يكون -في غالب الأحيان -بالمستوى المطلوب، ويمنحك وقته وجزءا من جهده ، لمعالجة زلة ما ، لكن أغلبهم للأسف يتركونك أمام بحر لجي لا تميز فيه ما غفلت عنه أثناء دراستك ، وما لم تراعيه إثر عملية البحث.
د.عدلي الهواري ألقيت الضوء على نقطة هامة يغفل عنها الطلبة الباحثون .شكري الكبير لمواضيعك الثرية.وكل التقدير والود.