إبراهيم قاسم يوسف - لبنان
رحلة في ست ساعات
أيقظته من قيلولة النهار. حملتْ بيدها مَطَرَةَ ماء الشرب الفارغة، وأمرتْ أباها أن يتأهب للقيام بنزهة لم تحدد وجهتها. قالت له نفِّذْ. لا تعترض ولا تنسَ نقودك. وحينما رأته يتمهَّل ولم يعبأ كثيراً بها؛ علا صوتها يحثه على العجلة لئلا يضيع الوقت، وأبوها مغلوب على أمره لا يرفض لها طلبا.
أرادت أن تحتفل بقدوم أخيها ولم يكن قد مضى على وصوله إلاّ ليلة واحدة. أخوها هذا يدرس خارج البلاد يأتي لزيارتهم مرة في السنة أو أكثر.. فأبوه يعمل موظفا في شركة للنقل الجوي، ومن حقه الحصول على بطاقات للسفر. بطاقة مجانية واحدة لكل فرد من الأسرة، يسافر بها إلى سائر البلدان الواقعة على خطوط الشركة.. وحينما لم تكن تكفي البطاقة السنوية الواحدة لحضور الابن، كان الأب يلجأ إلى رشوة بيضاء.
لم يكن انتهازياً ولا وصوليا، لكنه كان يعرف كيف يحاكي مشاعر النساء الجميلات، والمتواضعات في جمالهن على حد سواء، يتلو كلامه بطريقة الهمس في أذْنِ مسؤولة المبيعات في الشركة ذات الصلاحيات الواسعة. يحرك عواطفها بما أعَدَّه لها من حلو الكلام، فتخون وظيفتها وتمنحه بطاقة إضافية بالمجان. لكنه للصدق؛ كان معجبا بعينيها الناعستين، وإجاباتها اللطيفة تنساب من فمها حلوة كالعسل.
هكذا يتراءى له أنه أسقط عن نفسه حجة الخجل من الرشوة، والغزل بخلِيَّةِ العسل والعينين الناعستين، باللجوء إلى الفذلكة؛ ليستبدلَ صيغة الغائب، ويتحدثَ عن الرحلة بصيغة المتكلم فيقول: وجدتُ نفسي في السيارة وراء المقود أنتظر الأوامر. قالت ابنتي وأخوها يلوذ بالصمت كالمغلوب على أمره، مُتَعَجبا كيف تحولت في غفلة قصيرة طفلة الأمس إلى شابة مسموعة الرأي، تملي رغبَتَها في الإعلان عما تريد بلا ارتباكٍ أو تلعثم.
قالت لي: لتكن وجهتك صعوداً نحو الحازمية فضهر البيدر. هذه الطريق تمر في مدينة عاليه ثم بحمدون وصوفر، ويأتي بعدها وادي حَمَّانا أو وادي لامارتين. أطلقوا عليه الاسم تكريماً لزيارة الشاعر إلى الوادي، ويقعُ إلى يسار الطريق في منخفض مخيف، يكتنفه الضباب معظم فصول السنة. مصايف مشهورة بطيب هوائها وثراء مقاهيها، يؤمها للسهر "السَّمِيْعَة" وعشاق الطرب، ويأتي إليها المغنون من كل أرضٍ ودار.
كل المصايف الواقعة على هذه الطريق، "يجنُّ" بها السُيَّاح الأجانب والعرب على حدٍ سواء. ينفقون الأموال الطائلة على مسراتهم من كل صنف ولون، وتقع جميعها إلى الشرق من العاصمة بيروت، وترتفع نسبياً كل مدينة منها عن مستوى سطح البحر بعلو معين. بيوتها الحجرية المتباعدة متقنة البناء وقرميدها الأحمر الخلاَّب، وبعض الغابات الصغيرة تنتشر هنا وهناك تدلُّ على فيضٍ من النعمة حبا الله بها هذا البلد الجميل.
منتجعات طَيِّبَةُ المناخ وعذبة المياه في فصل الصيف، كثيرة الثلج مقفرة ومعزولة وباردة جدا في الشتاء، وتوصلُ طريقُها إلى شتورة فالشام من ناحية الشرق، أو تنعطف شمالاً إلى زحْلة ثم بعلبك فالهرمل ونهر العاصي على الحدود مع سوريا.
نصف ساعة على انطلاقنا من بيروت فبلغنا صوفر بعد عاليه وبحمدون، حينما ذكَّرتني ابنتي في ساحة البلدة بضرورة المرور أثناء العودة، على ذات الطريق بمحاذاة العين المشهورة بمياهها المعدنية، لكي تملأ المطرة من النبع مباشرة.
تلك حكاية "النعجة المدللة" التي لا يطيبُ لها أن تشرب إلاَّ من رأس النبع، كما كان يحلو لأمي رحمها الله وهي تسوق المثل على مسامعنا كلما "تَبَغْدَدْنا" (*) على ما نرغب وما ينالنا من منفعة قليلة.
صورة: عربة للخيل في "عاليه"
المسافة التي تفصلنا عن حمانا فضهر البيدر لا تتعدى بضعة أميال فحسب، ويعلو ضهر البيدر ألف وأربعمئة متر عن سطح البحر. ثم نشرف من علٍ على سهل البقاع. منخفض فسيح يمتد لمسافة لا تقل عن مئة وخمسين كيلومترا بين سلسلتي جبال لبنان في الشرق تطل على سوريا، وفي الغرب تشرف على البحر الأبيض المتوسط.
انفصلت السلسلتان عن بعضهما عبر التاريخ بفعل زلزالٍ عنيف ضرب البلاد وتمخّضَ عنه سهل البقاع. هذا السهل؛ سهل الخير والبركة يمتد في مدى العين على بساط أخضر مترامي الأطراف يبدأ من مرجعيون المتاخمة لفلسطين، وينتهي عند الهرمل، فالحدود مع سوريا في الشمال.
كان يملأ إهراءات روما بالقمح في العهد القديم، ولم يكن القمحُ ليكفي عسكر الرومان ممن كانوا يتهالكون على الطعام وعلى النساء. يأكلون حتى التخمة، ثم يتقيأون ما أكلوه عمدا ليعاودوا هواية الأكل من جديد.
صورة: منظر من ضهر البيدر للجزء المقابل من سهل البقاع
بلغنا أعلى نقطة على ضهر البيدر الممر الجبلي بين جبل الباروك إلى اليمين وجبل الكنيسة إلى اليسار، وتزين سفوح الباروك محمية من شجر الأرز، غير محمية الأرز الأخرى في بْشَرِّي تلك التي تحاذي موطن جبران "النّبي"، الواقعة في الشمال على امتداد الطريق المؤدية إلى طرابلس "مدينة الفيحاء"، وفيها مركز مشهور للتزلج، أو تصلها بسهل البقاع من جهة الغرب طريق جبلية عسيرة المسلك، خاصة إبان فصل الشتاء حيث يتوالى هطول الثلوج طيلة الوقت، وتتوقف كل المنافذ إلى غابة الأرز.
الأرز الذي استخدمه المصريون القدماء في تحنيط الموتى، وبناء المعابد والمقابر والقصور، وارتبطت شجرة الأرز هذه بأساطير كثيرة، كالصراع بين الخير والشر في أسطورة إزيس وإيزوريس.
من الجدير ذكره أيضاً عن هذه الشجرة أن تنتشر رائحة كالبخور بعد آلاف السنين، في حجرة مغلقة على عربة ملكية فرعونية مصنوعة من خشب الأرز. اكتشفوها في مصر منذ عهد ليس بالبعيد. وتمَّ عزل الحجرة المكتشفة عن الجو الخارجي بأحدث تقنيات العصر خوفا على المحتويات من التلف والضياع. وكان المخطط يقضي بعرض العربة ومحتوى الحجرة أمام الزوار عبر زجاج من الخارج.
صورة: أرز الباروك
الطريق التي نسلكها تتكاثر فيها الثلوج في فصل الشتاء فينقطع شريان التواصل مع البقاع والشام، أو ينبغي اللجوء في حالات السفر الملحة، إلى الطريق الساحلية المحاذية للبحر من بيروت إلى مرجعيون جنوباً، في رحلة طويلة للغاية تستغرق وقتا أطول ومسافة أبعد، كمن يدور حول رأس الرجاء الصالح. لا يسلكها عادة إلا من "غضبت عليه أمه" للوصول عبرها إلى أطراف سهل البقاع من ناحية الجنوب. مرجعيون المدينة الممتدة على مساحة واسعة متاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.
شركة يابانية موثوقة وعالية الخبرة كانت قد تقدمت بعرض إلى دولتنا الكريمة تحفرُ بموجبه نفقا للمرور يبدأ من بحمدون وينتهي في المديرج قبل شتورة مباشرة، تسهيلاً للمرور وتوفيرا للوقت والمال في هدر المحروقات واستهلاكِ العربات. شرط أن تستثمر الشركة صاحبة العرض حق المرور لعقدين من الزمن. ودولتنا الموقرة لم تقبل العرض.
هكذا قضى أبناء الشام والبقاع عمرا بحاله، يواجهون أزمات متواصلة في فصل الشتاء من وإلى بيروت عبر ضهر البيدر، فساعة سلكت الطريق وساعة أخرى أقفلت، بسبب تراكم الثلوج حتى للسيارات المجهزة عجلاتها بالجنازير، واليوم بالذات هناك من يعارض استخراج النفط في لبنان رعاية منه لمنفعة بلدان أخرى على حساب مصالح بلده بالذات.
صورة: بعد صوفر وقبل ضهر البيدر مباشرة. وادي حمانا أو (لامارتين) إلى يسار الطريق
في فصل الصيف أيضاً ينتشر على الطريق ضباب كثيف، يحجب الرؤية لمسافة أمتار أمام السيارات، ويشكل خطراً على المرور، فتضاء مصابيح العربات في النهار كما في ظلمة الليل.
أنجزت إحدى الشركات مؤخراً إضاءة الطريق بالطاقة الشمسية وطاقة الريح، طاقتان مجانيتان لا تنفذان. في الشتاء ريح مجنونة ترمي الخيَّال عن ظهر الحصان، وفي الصيف شمس تُحرِقُ جانح العصفور. كراتٌ ملونة عملاقة تعلو أسلاك التوتر العالي على طريق المنخفضات، تحذر الحوّامات الاقتراب من المناطق الخطرة التي لا تراها بسهولة.
لبنان هذا البلد الجميل غني في بنيه وفي موارده. فقط لو أحسن مسؤولوه التشريع في قانون انتخابٍ عصريٍّ لا يسْتولدون به أنفسهم من جديد.
مهما تكن طبيعة الطريق جميلة وجديرة بالاهتمام، فابنتي لم تلتفتْ إليها ولم تتوقفْ لحظة واحدة عن الكلام. كانت تمطر أخاها بوابل من الأسئلة يدور معظمها حول البلاد التي يتعلم فيها، فلا يكادُ يشرع في الإجابة على سؤال، حتى تباشر بطرح سؤال جديد دون أن تتلقى الجواب كاملاً، فلم أعد أسمع جيداً ما تسأل أو تقول.
ها نحن وصلنا إلى قلب مدينة شتورة، وتتميز بموقع اقتصادي في منتهى الأهمية، يعتبر الشريان الرئيسي في التواصل التجاري والسياحي ومختلف المصالح الأخرى مع الشام، وشتورة اسمٌ سرياني الأصل مشتق من (ريش طورا) ويعني بالعربية رأس الجبل. في هذه المدينة جرى أيام الرئيس عبد الناصر مؤتمر سيء السمعة عُرِفَ باسم المدينة، وكانت مصر تعاني يومئذٍ من محنة مع جامعة الدول العربية قبل الانفصال عن سوريا، وقبل أن تتوقف إذاعة: "هنا القاهرة من دمشق".
مررنا بالقرب من بارك أوتيل حيث تقام أعراس الرأسماليين والبرجوازيون من أبناء الطبقة المترفة. الفنان محمد عبد الوهاب طيَّبَ الله ثراه صاحب "الجندول وكيلوباطرا والنهر الخالد" كان كلما قدم إلينا يرتاد الفندق، وغالبا ما كان يزوره في الفندق بشارة الخوري "الأخطل الصغير" وريث شوقي في إمارته على الشعراء.
أيضاً أمير الشعراء أحمد شوقي "ومضناك جفاه مرقده" كان من رواد الفندق المذكور. أما العبد الفقير ولله الحمد، فلم أدخله أو أُدْعَ إليه مرة في حياتي بل أراه من البعيد إلى البعيد. وأقسم صادقاً بالله العظيم أنني لا أحسد غنيا على ماله. فأنا أمين مع ذاتي ومقتنع بأحوالي، "أبوس" يدي وأرفعها إلى رأسي شكرا لله وحمدا له على فيض نعمه عليَّ وعلى أسرتي.
لكنني كلما مررتُ إزاء هذا الفندق بالذات تزداد قناعتي، وأشعرُ بالحسرة مرة أخرى في سرِّي وفي علني، وأدركُ كيف فشل ماركس ورأس المال، ما تعبَ كثيرا في إعداده ليكون مدخلاً ناجحاً "ومؤكداً" إلى عالم جديد يحدوه مستقبل مشرق وعادلٌ تعمُّه الكفاية والسلام.
في شتورة أيضاً محلات كثيرة على جانبي الطريق، معظمها يتعامل في تجارته بمشتقات الحليب من أجبان وألبان وبيض الدجاج ولحم الحبش المدخن اللذيذ، والعسل وسوى ذلك الكثير.
أبرز هذه المحلات يعود إلى سيدة لبنانية-سورية، قضت الشطر الأكبر من حياتها في مصر هي بديعة مصابني: فنانة استعراضية امتهنت الرقص والتمثيل، وأسست فرقة باسمها. أدّت دور البطولة في مسرحيات عديدة من خلال فرقة نجيب الريحاني ومن بينها، "الشاطر حسن"، "أيام العز"، "ريا وسكينة"، "والبرنسيسة".
عرفتْ بديعة مصابني عزاً منقطع النظير أيام فاروق الملك المصري المخلوع، والانقلاب على الملك المذكور لم تُرَقْ من أجله يومئذٍ قطرة دم واحدة، فقبل أن يرحل الرجل إلى منفاه رافقته ثلة من العسكر قَدَّمَت له السلاح للتشريف، فغادر إلى منفاه محفوظ الحياة وموفور الكرامة. وحين وافته المنية على بعض الشواطئ في إيطاليا، كان في صحبة رهطٍ من النساء الحسناوات. وليس في الأمر ما يستوجب التعليق.
تخرج الكثيرون من مدرسة بديعة مصابني كفريد الأطرش، وتحية كاريوكا وسامية جمال. تزوجت من نجيب الريحاني وعملا معا. لكن زواجهما لم يدم طويلا. استطاعت خلال سنوات طويلة من عمرها أن تجمع ثروة طائلة هرَّبتها إلى لبنان في فترة مفصلية من تاريخ مصر. أقامت في شتورة وتزوجت رجلاً من آل الريس؛ ميسوراً وشهما وكريما. رعاها رعاية كريمة حتى مرضت وماتت في مشفى تل شيحا" في زحلة عن عمر ناهز الثمانين.
ومعظم ما تركته بديعة مصابني كان من نصيب الفقراء والمحتاجين. المشفى إياه كان شاهدا على ولادة ابني البكر رفيق رحلتنا. أما أخته الأصغر مباشرة، أخته التي تقوم على الثرثرة وتكريمه في هذه الرحلة القصيرة، فقد ولدت زمن الحرب الأهلية في مشفى "غْرَيِّبْ" في بيروت.
= = = =
الجزء الثاني في العدد القادم.
(*) تَبَغْدَدَ: تقال كدليل على الرفاهية زمن العز في بغداد.
◄ إبراهيم يوسف
▼ موضوعاتي
5 مشاركة منتدى
رحلة في ست ساعات, الهام | 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 - 16:14 1
في صغري كنت أقضي وقتي في مكتبة أبي رحمه الله غارقة في عالم غير العالم ,(مثل: ضاع بين الركام),أقرأ بتلهف كتب المطالعة العربية والنصوص الادبيةوالتي أهداها له مدرس لبناني. فنشأت على حب لبنان وأمل زيارتها بعد أن رأيتها من خلال كتابات أدبائها. و في هذا العدد لما قرأت هذا النص تذكرت كتابات ميخائيل نعيمه في وصفه لجمال لبنان كما ذكرتني بأمين الريحاني, جبران خليل جبران, أنطون الجميل, مي زيادة, أيليا أبو ماضي و غيرهم ,دقة الوصف ذاتها, والصدق نفسه الاسلوب ذاته و كأن نصك امتداد لتلك النصوص , كيف لا و أنت من بلد قال فيه الشاعر السوري عمر أبو ريشه:
أنت, ماأنت؟, فتون سرمدي ___ نجتدي من وحيه مانجتدي
و نناجيك في ألحاننا ___ ينتهي شوق, و شوق يبتدي
رحلة في ست ساعات, أشواق مليباري\ السعودية | 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 - 10:38 2
أكاد أجزم وأنا (البَصَريّة) ممن يعتمدون على عيونهم في الفهم والتواصل؛ أنه يمكنني رسم خارطة دقيقة للقرى والجبال التي ذكرت استناداً على هذا الوصف الجميل الدقيق.
(تبغددوا)بتضخيم الدال لتصبح قريبة من الضاد؛ هكذا تقولها أمي لنا،لم أكن أعرف معناها قبل الآن! كنت أعتقد أنها مشتقة من البغض؟ليتك تتكرم علينا وتحكي لنا قصة النعجة المدللة لاحقا، لأن لدي في البيت (مبغددين) بحاجة إلى حكاية من هذا النوع.
ما قلته عن شجر الأرز والفراعنة صحيح، وهناك من يقول:إن(صنين) كان جبلاً تكسوه غابات الأرز، ولكن الفينقيين والرومان والفراعنة قطعوا أشجاره لبناء قصورهم وسفنهم على مر العصور فتحول إلى جبل أجرد؟لا يختلف إثنان على أهمية النفط، ولكن في ظل القيادات الفاسدة سيكون نصيب البلد من النفط تلوث التربة والماء والهواء،بجانب تضخم بعض الجيوب.
شكرا للصبية المدلل، أرغمت أباها على الرحلة فكتب نصا جميلا
بانتظار العدد القادم
رحلة في ست ساعات, هدى الكناني من العراق | 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 - 04:51 3
اتدري ياصديقي ،ان للبنان في ذاكرة طفولتي مكانة مع قصة ليلى والذئب ، الاخوة الثلاثة وشجرة البرتقال ..الخ من قصص ما قبل النوم كان يقصها خالي لي ويصف ذلك البلد الذي يزوره والعائلة كل سنة ، ذلك البلد الناصع البياض الذي يُحاكي رقة ولون ندفة الثلج وبيت جدة ليلى . بشلالاته كشفافية اهله وعذوبة لهجتهم وكلمة تكرم(ي). وكنت قد قطعت عهدا ان ازوره حين اكبر ، قبل ان يغرق في طوفان المرارة ووطني ، فإذا به كنزاً من كنوز ذاكرتي تُلَفعه رقائق حب وتُسدَل عليه غلالات شوق ،غافياً كبقية الاحلام .
غير ان تدفق كلماتك كنهير عسل يغسل المرارات اينما حل وارتحل ، وإذا بذلك الحلم الصغير الغافي في حنايا الذاكرة يستفيق ويطالبني بتنفيذ وعداً قطعته.
فهل سازورك وقد ارتحل الاصدقاءوالاهل؟
وهل سيُبعث الدفء في ذلك الحلم ؟لست ادري.
شكرا لك وللصبيةالتي ذكَرتني بما كان .
سلمت اناملك .
رحلة في ست ساعات, إبراهيم يوسف - لبنان | 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 - 16:48 4
السيدة إلهام
أسأل الله أن ينقشع عنا غمام ما يحدث في المنطقة والجوار، وتنحسر المخاطر التي تهددنا في الداخل وعلى طرفي الحدود، وأن تتاح لك الفرصة في زيارة مرحب بها بين أهلك وذويك.
مجرد التذكير يا سيدتي بأولئك الأدباء الكبار الذين لا تصح مقارنتي بهم ، لهو إطراء وتشريف لا أستحقه.. شكرا لك على المعرفة الواسعة والذاكرة النشيطة، وعلى اهتمامك وصفائك.. وكل الرحمة على روح أبيك.
رحلة في ست ساعات, الهام | 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2013 - 17:33 5
أنا متشوقة لمعرفة ما سيحدث في الجزء الثاني , وأتوقع أن يحمل كالعادة قيمة أدبية و أخرى انسانية ومن دون شك سيكون تحفة فنية.
لو كان الأدباء الذين ذكرتهم يشهدون الآن ما آلت اليه الاوضاع ألا تعتقد أنهم سيجندون أقلامهم لتوعية الناس كما تفعل أنت , اذا أنت لا تختلف عنهم, فقط امض الى الأمام قدما بعزيمة و ثبات و ايمان