زهرة زيراوي ومريم أبوزيد - المغرب
مقابلة: الفن التشكيلي ملتزم بقضايا الإنسان
مقابلة مع الفنانة التشكيلية مريم السوعلي أبو زيد
الفن التشكيلي ملتزم بقضايا الإنسان، وحقه المشروع في الحرية والمساواة، هو ملتزم كذلك بالدفاع عن المستضعفين من أطفال ونساء وشعوب الأرض، وكذا بقضايا البيئة وأطراف الأرض عامة
مريم السوعلي أبو زيد فنانة تشكيلية شابة من المغرب. ارتادت عوالم الانطباعية والسوريالية. يجرب عالمها الطفولي عوالم الكبار لترى إن كان عالمها الطفولي الحالم يقتنع بعوالمهم. تقترب من التخرج من معهد الفنون الجميلة في تطوان، ولكنها تدرس ايضا اللغة الفرنسية وآدابها. آخر معارضها أقيم في الرباط بالمسرح الوطني/محمد الخامس من الثالث والعشرين وحتى الثلاثين من شهر نيسان/ابريل 2012.
حاورتها الفنانة التشكيلية زهرة زيراوي
س/ ماذا تعني لك اللوحة؟
ج/ الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من حياتي منذ أن كان سني ثلاث سنوات. أتذكر جيدا تلك اللحظات التي كنت أرسم فيها على صحف كتب أبي أو على جدران منزلنا، حينما لم أكن أجد ورقا. تحكي لي أمي كذلك كم كنت أعجب لرؤية جمال عالم الألوان منذ نعومة أظافري.
س/ متى دخلت لعوالم الصباغة دراسة وليس مجرد هواية؟
ج/ كان سن الخامسة عشر موعد اكتشافي لتقنية صباغة الأكريلك. في هذه المرحلة كنت أميل إلى الدقة وأعتمد على مبادئ الرسم قبل كل شيء، والأهم في هذه الفترة هو بداية اتضاح الملامح السريالية والشعرية للوحاتي، حيث صارت أعمالي تحكي أحلاماَ وقصصا خيالية. في سن السابعة عشر ومع استكشافي لمجموعة من الحركات الفنية التي عرفها التاريخ، تأثرت فرشاتي بالأعمال الانطباعية والتعبيرية وصارت عملية الصباغة أكثر إيمائية ومستقلة على الرسم.
س/ ما المؤثرات وفي أي مدرسة تجد مريم نفسها؟
ج/ بدخولي إلى المعهد العالي للفنون الجميلة بتطوان، صار معظم وقتي مخصصا للفن التشكيلي. هناك، التقيت مجموعة من الفنانين من المغرب ومن خارجه. وبالدرجة الأولى، اكتشفت وأحببت تاريخ نصف قرن من الزمن لمدرسة الشمال وروادها وفنهم، الذين طالما أحسست أننا نعيش تحت تأثير نفس الروح الفنية وتحت سقف نفس السماء.
س/ حسب متابعتي لك أعرف أنك طالبة بشعبة اللغة الفرنسية قسم الآداب ما الدافع لذلك؟ هل هو الرغبة في تغيير الطريق؟
ج/ اكتشفت عمق عالم الآداب والتشابه الكبير بينه وبين الفن التشكيلي عبر التاريخ، وخاصة أغرمت بالشعر، الذي لم يعد بالنسبة لي إلا منبعا للصور الشعرية. هكذا صارت علاقتي بالقراءة والكتابة علاقة وطيدة. وبين العالمين التشكيلي والأدبي امتد الجسر التساكني في إبداعي، أستلهم من ضفتيه وأنسج في ملتقاهما فنا مابين الانطباعية والتعبيرية والسريالية، بقدر ما هو ملتزم بقضايا الإنسان، وحقه المشروع في الحرية والمساواة، هو ملتزم كذلك بالدفاع عن المستضعفين من أطفال ونساء وشعوب الأرض، وكذا بقضايا البيئة وأطراف الأرض عامة.
س/ أغلب لوحاتك تعكس عوالم الحلم والطبيعة، لماذا؟
ج/ الإنسان والطبيعة موضوعان أساسيان في لوحاتي. وجود الإنسان في الطبيعة ووحدته وانسجامه التام معها، هو رمز للجمال البدائي والسلام والبساطة والبراءة، الشيء الذي يجعل طابع الحلم طاغيا على صباغتي. لوحاتي هي في الغالب أحلام يقظة. أفضل كذلك الأبعاد الكبيرة التي تخول لي دمج تقنيات متنوعة في لوحة واحدة.
في النهاية، إني في بداية المسيرة الفنية، فالفن التشكلي "ممر طويل جدا" و"سفر لامنتهي" بينما "الوقت قصير"، كما يقول الشاعر بودلير. إني أعي جيداً كذلك أن الفن التشكيلي ليس فقط مسألة موهبة، بل هو كذلك اجتهاد وصلابة وعمق في البحث، بحث عن إتقان وكمال لا يمكن، في جميع الأحوال، الوصول إليهما. على الفنان إذن أن يتعايش مع هذه الحقيقة التي هي في الأصل سبب تطوره وارتقائه.
س/ لم قررت دراسة اللغة الفرنسية وآدابها؟
ج/ اللغة العربية هي لغتي، وإذا أردت أن تعرف الآخر اعرف لغته أولا.
س/ قرأت خبر مسابقة مؤسسة فلسطين الدولية عن جائزة إسماعيل شموط في مجلة "عود الند". لماذا قررت المشاركة؟
ج/ ليست الجائزة هي غايتي بالأساس، غايتي هي أن أقف إلى جانب الفلسطيني نصا شعريا أو صباغيا. على الإبداع أن يقاوم وينشر الواقع عبر عوالم اللوحة أو القصيدة. أليس هذا ما قامت به لوحة الجرنيكا لبيكاسو؟
◄ زهرة زيراوي
▼ موضوعاتي
- ● لقاء وشهادات الصديقات والأصدقاء
- ● جدارية جرنيكا لبيكاسو
- ● تذكير بتكريم زهرة زيراوي في المغرب
- ● جدارية جرنيكا لبيكاسو
- ● القصة القصيرة وتضفير الأدب بالفنون
- ● جين آيير: كتاب ماثل بالذاكرة
- ● حوار مع محمد سعيد الريحاني
- [...]
◄ مريم السوعلي أبوزيد
▼ موضوعاتي