عــــــود الـــنـــــــد

صدر للشاعر العراقي المقيم في ليبيا، نزار الجبوري، ديوانه الأول، وهو بعنوان: الموت والميلاد. الناشر: مؤسسة سندباد للنشر، القاهرة (2010). يضم الديوان ستا وعشرين قصيدة من الشعر الكلاسيكي، نظمت على مدى أربعين عاما، حسب ما جاء في خبر صدور الديوان. فيما يلي إحدى قصائد الديوان.

لن يسقط الأقصى

لا تـنتـظر حتى تمـر المــذبـــحـة = = لن يسقط الأقصى وتهوي الأضرحة

لا تـنتـظر - ســاهـم ولو بـشـتيمة = = فالقدس تنزف فوق أرض المشرحة

لا تـنتـظر دعـم الـزعـامـات التـي = = تخشى على العرش الذي لن تبرحـه

كســروا عـناد ســيوفـنا بأكـفهـم = = ثـم ارتـدوا ثـوب الأغاني المـفرحــة

يســتـنكرون -يـنـددون- كأنهـــم = = لا يـتـقـنون سوى رصاص النـحنـحة

يا قدس كوني خير شاهـدة عـلى = = أفـعـالـهم - وعلى سـبات الأسلحة

لو مسّـك الغـازي بـأدنى شعــرة = = - نـذر عـليـنا- بالحصى أن نـذبــحه

اضـرب، أعزّ الـلـه قــلبـا ضـاربا = = واحـذر - إذا قالوا: كفى- إن تـكـبـحه

قاوم بـكـلّ وســيـلة تـخـتـارهـــا = = واحصد رقـاب الآفـــــة ا لمـتـرنـحـة

قاتل ففي الحجر الصلاة جميعها = = هـذا جـهـاد الأنـفـس الـمــســتـفتحة

قـاتـل - فـدمـع مـحمـد بـن درّة = = مـا زال يـصـرخ غـاضـبا أن تمسحـه

لا تـنتـظـر- يـكـفـي دعـاء سيدي= = الثـأر أعـظـم سـجـدة مـن مـسـبـحة

قـام الشـهـيد من الشـهيد مكبرا = = فـتـخـضبـت بـاب السـما بالأجـنـحــة

لـن يسـقـط الأقـصى لأن الله في = = الـمـسـرى، على أسواره المتقرحـة

لن يسـقط الأقـصى، فهذا عرسه = = وخـلاصـه: أولـى بـنـا أن نـربـحــه

= = =

نظمت القصيدة بعد استشهاد الفتى الفلسطيني، محمد الدرة، عام 2000 أثناء إطلاق القوات الإسرائيلية النار في قطاع غزة، وشوهدت لقطات استشهاده على شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم.

::

غلاف الديوان

غلاف ديوان نزار الجبوري