عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 4: 37_47 » العدد 47: 2010/05 » ملف: تـكـريـم الـطـاهــر وطـــار

أمـيـمــة أحـمـــد - الـجــزائــر

ملف: تـكـريـم الـطـاهــر وطـــار

تقرير وصور


حضرت الزميلة أميمة أحمد حفلي تكريم الروائي الجزائري الطاهر وطار، بعد عودته إلى الجزائر من رحلة علاج. وقد أعدت لعود الند تقريرا خاصا معززا بصور التقطتها بنفسها. حفل التكريم الأول جرى يوم السبت، 17 نيسان/ابريل 2010، ونظمته النقابة الوطنية لناشري الكتب في الجزائر، ضمن فعاليات معرض الكتاب السابع. والحفل الثاني تم يوم الأحد، 18 نيسان/ابريل 2010، ونظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام التابع لوزارة الثقافة. الحالة الصحية للروائي حالت دون مشاركته في الحفل الأول.

.

تكريم الديوان الوطني للإعلام والثقافة

.

أميمة أحمدحضر بمهابة الكلمة وعظمة الحرف. تحدث ببساطة فلاح في حقله، أو عامل بسيط في مصنع. اعتمر قبعته التي اشتهرت به (بيريه سوداء). نظر إلى الحضور بعينين حانيتين، يستطلع الوجوه كأنه يراها لأول مرة. أحببت تصويره على غفلة منه، لكنه انتبه، وافترت شفتاه عن ابتسامة، وحياني بانحناءة خفيفة من رأسه. شعرت بالزهو. أجل، من يخصه روائي بقامة الطاهر وطار بتحية وابتسامة فهو محظوظ، وأمه داعية له، ومن حقه أن يفتخر أنه يعرف هذه القامة الأدبية في العالم العربي.

عمي الطاهر عاد من رحلة علاج طويلة في مستشفى بباريس. افتقدته الساحة الثقافية التي ألفته كل أربعاء على موعد مع الكلمة، سواء في محاضرة، أم أمسية شعرية أو قصصية، أو تقديم كتاب. لم يبخل عمي الطاهر على جيل الشباب في مد يد العون ليأخذ بيده نحو ضفاف الأدب والإبداع.

الروائي الطاهر وطارعمي الطاهر عاد، وعادت البسمة إلى ثغر جمعية الجاحظية الثقافية التي افتقدت مؤسسها لعام ونيف، ولم يعد يقوى محبو عمي الطاهر دخولها ما لم يكن فيها. أصبحت باردة في غيابه.

اليوم يلبي عمي الطاهر دعوة الديوان الوطني للثقافة والإعلام التابع لوزارة الثقافة في برنامجه الأسبوعي (موعد مع الكلمة)، وهو أول خروج إعلامي لعمي الطاهر بعد عودته للنقاهة بين أهله ومريديه ومحبيه. حضن بعينيه الحضور. وخرجت كلماته دافئة حنونة: "أشكركم على حضوركم."

.

الناقد أحمد منور والروائي الطاهر وطارقدم الناقد الدكتور أحمد منور دراسة نقدية لآخر رواية جادت فيها قريحة عمي الطاهر. أنجزها على فراش المرض وعنوانها قصيد في التذلل، تحكي علاقة المثقف بالسلطة، وهي حلقة من معالجة الطاهر وطار لهذه العلاقة التي كانت دوما متوترة، نراها عبر معظم أعماله: اللاز، الحوات والقصر، عرس بغل، تجربة في العشق، رمانهة، العشق والموت في الزمن الحراشي، الشمعة والدهليز، الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي، الحزب وحيد الخلية.

رواية قصيد في التذلل تروي ظاهر الجزائر، وتلميحات للواقع العربي، في طرح قضية الفساد المستشري في كل دواليب السلط العربية دون استثناء. يعالجه الطاهر وطار بصورة فنية جميلة. زينو، أحد أبرز شخصيات الرواية هو رمز الفساد، فهو مروج إشاعات، مزور وثائق رسمية، قوّاد، راعي حفلات هابطة، سارق، منافق، وهي صفات قلما تجتمع بشخص –قال وطار- لكنها اجتمعت بزينو رمز الفساد. تقابل هذه الشخصية بحراوية: امرأة راقصة بالأعراس وهي ابنة مجاهد.

والراوية تحكي حال الثقافة بتعيين مدير الثقافة في الولاية، ويكون تابعا للوالي بدلا من وزارة الثقافة، فالوالي يتبع وزارة الداخلية، وهذا تناقض كما قال وطار، لكنها تعكس مظلة المثقف. وأصبح مدير الثقافة بالولاية يقيم المهرجانات والحفلات، وهكذا تحولت الثقافة إلى حفلات فلكورية لا غير.

عمي الطاهر استمع للناقد أحمد منور بشغف، وكأن الرواية لغيره، وعقّب على ما قاله الناقد قائلا:

"لقد تذكرت شخصيات الراوية التي كنت مسكونا بها وشغلتني عن المرض."

الأخضر بن تركيوشكر عمي الطاهر ديوان الثقافة والإعلام على رعايته الصحية له منذ كانون الأول/ديسمبر 2008 وحتى يومنا هذا من نيسان/ إبريل 2010.

وتحدث عن راهن دور المثقف الجزائري، فقال: "من عام 2000 وصاعدا سيطرت السلطة على المثقف من خلال الشعراء، هذا وزير وذاك يقرر الروايات. أنا حزين. لقد غابت الضمائر الثقافية إزاء ما يجري في البلاد."

وهنا تتدفق كلمات عمي الطاهر في علاقة المثقف بالسلطة.

وفي حديثه لعود الند قال:

"كان المثقف في الخمسينيات والستينيات في طليعة النضال لأجل الوطن والشعب لدرجة حمل السلاح في ثورة التحرير، وفي السبعينيات يقاوم القمع ويدخل السجن، وفي الثمانينيات يقترب من السلطة ويرهن نفسه. لكن في التسعينيات صار القتل جزاء من يخالف. ومع بداية الألفية الثالثة فضل المثقف أن يبيع نفسه للسلطة على مبدأ "اللي بدك ترهنو بيعو" (ما تريد رهنه قم ببيعه). وهكذا وقف المثقف متفرجا على الفساد الذي يهدد البلاد والعباد."

"والمؤسف،" يقول عمي الطاهر، "أن المثقف يقبل العبودية طواعية."

.

حفل تكريم النقابة الوطنية لناشري الكتب

.

رياض وطار وأحمد ماضيكانت النقابة الوطنية لناشري الكتب قد كرمت الروائي الطاهر وطار على هامش معرض الكتاب الوطني السابع لكنه غاب لأسباب صحية، وأناب عنه رياض وطار، ابن أخيه.

وكان تكريم وطار الحدث الأبرز في المعرض الوطني السابع للكتاب، الذي عكس المشهد الثقافي الجزائري في غياب عدد من دور النشر معظم إصداراتها باللغة الفرنسية.

وتميز المعرض بحضور لافت للكتاب باللغة العربية، وهو ما يعكس وجود قارئ باللغة العربية كما قالت آسيا موساي صاحبة دار الاختلاف للنشر.

وقلل أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب من أهمية غياب دور النشر " أنها لا تتجاوز تسع دور فرانكفون، وقاطعوا المعرض بسبب تغيير رئاسة النقابة التي بقيت أربعة عشر عاما حكرا على صاحب أحد دور النشر ."

ويعود معرض الكتاب بعد عامين على انقطاعه بسبب المشاكل التنظيمية، وتزامن مع يوم العلم المصادف 16 أبريل/نيسان وهو ذكرى وفاة العلامة بن باديس.

.

صور من حفل التكريم الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام: يوم الأحد، 18 نيسان/ابريل 2010

اضغط على الصورة لمشاهدتها بحجم أكبر.

الروائي الطاهر وطار الروائي الطاهر وطار
الناقد أحمد منور والروائي الطاهر وطار الروائي الطاهر وطار
الروائي الطاهر وطار جمهور في حفل تكريم الطاهر وطار
.

صور من حفل التكريم الذي نظمته النقابة الوطنية لناشري الكتب: يوم السبت، 17 نيسان/ابريل 2010.

.اضغط على الصورة لمشاهدتها بحجم كبير

رياض وطار وأحمد ماضي وفيصل هومة رياض وطار وأحمد ماضي
أحمد ماضي ملصق دعاية لمعرض الكتاب السابع، الجزائر
أميمة أحمد آسيا موساوي
جناح فلسطين في معرض الكتاب السابع، الجزائر معرض الكتاب السابع، الجزائر
معرض الكتاب السابع، الجزائر
.
D 1 أيار (مايو) 2010     A أميمة أحمد     C 0 تعليقات