محمد يوسف - الهند
نبذة عن حياة طه حسين في ضوء كتابه الأيام
مولده ومنشأه
ولد طه حسين في الصعيد الأوسط سنة 1889م في أسرة متدينة محافظة تحب العلم والعمل كثيرا. وعاش طفولته الباكرة في إحدى قرى الريف المصري. وكان والده حسين علي موظفا في شركة السكر، وظل يعمل في الشركة حتى عام 1932م وتوفي عام 1942م. وكان رقيق الحال، يعول ثلاثة عشر ولدا، وكان سابعهم طه حسين الذي كان له مكانا خاصا يمتاز به بين إخوته وأخواته، وذلك لأنه فقد بصره بسبب الجدري وهو في مرحلة حياته الأولى. ولكن الله تعالى سرعان ما أعطاه عوضا عن بصره في صورة ذكاء حاد وذهن وقاد وحافظة قوية، وكان طه حسين قوي الأمل شديد النشاط [1]، ويقول عن نفسه:
"وكان الصبي قوي الذاكرة، فكان لا يسمع من الشيخ كلمة إلا حفظها ولا رأيا إلا وعاه، ولا تفسيرا إلا قيده في نفسه" [2].
وكان أبوه حسين علي مهتما بتربية أولاده تربية إسلامية. ولذا التحق طه حسين أولا بكتاب القرية وحفظ فيه القرآن الكريم، فقد أتم حفظه ولما يتم التاسعة من عمره. ولقد أمضى طه حسين في القرية ثلاثة عشر عاما. وكانت لهذه الفترة من حياته بالغ الأثر في تشكيل أفكاره وآرائه ومن أهم العوامل التي كان لها الأثر في حياته في تلك الفترة:
أ. ولادته في الأسرة الفقيرة ذات العدد الكبير مع قلة الزاد.
ب. كف البصر الذي أصيب به في الطفولة، وقد كان في العام الخامس من عمره ولم يعالج هذا المرض علاجا حاسما بسبب جهل الأسرة.
ج. علاقة طه حسين بأصدقاء والده وبالكتاب وبأهل القرية. وكان لهذه الخلفيات أثرها البعيد في حياته كلها وظلت عوامل الريف والصعيد والبيئة الأولى قائمة في حياة طه حسين بعد أن سافر إلى أوروبا وصقلته الأساليب العصرية في الحديث والحياة والحركة. وفي عنفوان شبابه انتقل طه حسين من بيئة القرية في الصعيد الأوسط إلى بيئة الأزهر.
الأزهر والجامعة المصرية:
وصل طه حسين إلى القاهرة ليدرس في الأزهر سنة 1902م مع أخيه المرحوم الشيخ أحمد حسين. وقضى أربعة أعوام في الأزهر، ولكنه درس في جامع الأزهر وغير جامع الأزهر من المساجد، وعكف على دراسته من العلوم الدينية واللغوية بالأزهر.
وكان سيد المرصفي يدرس الأدب، فأعجب به كثيرا ولزم دروسه في الكامل للمبرد، والحماسة لأبي تمام، والأمالي لأبي علي القالي وغيرها [3]، وأظهر هناك تفوقا كبيرا في الدراسة وحب العلم، فأمعن في الفقه والنحو والمنطق والبلاغة والعروض وفي علوم النحو والصرف، وامتلك ناصية الحوار والجدل والمناظرة، إذ كان يدخل في حوار علمي تجديدي مع شيوخه، ولو أن هؤلاء كانوا ينفرون من جدله ومناظراته، وكان ذلك سببا في إخفاقه وعدم حصوله على الشهادة العالمية من الأزهر [4]، فترك الأزهر ليلتحق بالجامعة المصرية التي أنشئت سنة 1908م، وكانت الجامعة المصرية خير مجال لتوسيع دائرة ثقافته وإشباع طموحه، فاتصل بالأستاذ لطفي السيد، وفتحت له أبواب جديدة في العلم والمعرفة. وجرّب طه حسين نفسه كاتبا بين يدي الشيخ عبد العزيز جاويش وشاعرا بين يدي الأستاذ المرصفي، وكان ينظم الشعر في مستهل حياته الأدبية.
وفي هذه الفترة نال شهرته في مجال النقد أيضا وكان ينشر آراءه في النقد في الجريدة للطفي السيد، وفي الحزب الوطني للشيخ عبد العزيز جاويش. ويقول عن ذلك:
"واتصل الفتى كذلك بالشيخ عبد العزيز جاويش ـ رحمه الله ـ فأكثر الاختلاف إليه والاستماع له. وما هي إلا أن أخذ يجرب نفسه في الكتابة، كما جرب نفسه في الشعر بين يدي أستاذه المرصفي. ولم يكد الفتى يأخذ في الكتابة حتى عرف بطول اللسان والإقدام على ألوان من النقد قلما كان الشباب يقدمون عليها في تلك الأيام".[5]
الأساتذة:
تتلمذ طه حسين على أيدي الأساتذة البارعين من المصريين وغير المصريين، وهؤلاء الأساتذة كان لهم في حياته أبعد الأثر وأعمقه، لأنهم جددوا علمه بالحياة وشعوره بها وفهمه لقديمها وجديدها معا، وغيروا نظرته إلى مستقبل أيامه، وكان من هؤلاء الأساتذة حفني ناصف الذي كان يدرس الأدب العربي القديم، وكان من الأساتذة المصريين الشيخ محمد الخضري الذي كان يدرس التاريخ الإسلامي قد سحر طه حسين بحسن إلقائه وصفاء لهجته وأحب دروسه في السيرة وتاريخ الخلفاء الراشدين وفتوحاتهم. ومن الأساتذة الآخرين له الشيخ محمد المهدي، والشيخ طنطاوي جوهري، وكذلك الأستاذ نالينو (Nallino) الإيطالي، والأستاذ (Guidi) جويدي [6].
وتأثر طه حسين بشخصية أبي العلاء المعري أعمق التأثر، واستيقن بأن حياة أبي العلاء هي الحياة التي لا بد عليه من أن يحياها، وقال في كتابه الأيام:
"إن حياة أبي العلاء تلك هي الحياة التي يجب عليه أن يحياها ما استطاع إلى ذلك سبيلا" [7].
كان طه حسين أصبح أول طالب تخرج من الجامعة المصرية وقدم رسالته عن شخصية أبي العلاء المعري لنيل شهادة الدكتوراه دون إشراف من أي أستاذ وذلك سنة 1914م، وكان عنوان رسالته "ذكرى أبي العلاء" وبحث فيها بحثا دقيقا عن حياة الشاعر وبيئته وعصره وظروفه التي أحاطت به.
رحلته إلى أوروبا:
مما لا شك فيه أن رحلته الأوروبية لم تكن محطة عابرة مر بها طه حسين مرور الكرام فقط، بل كان لها الأثر البالغ في حياته. وفي ذات يوم قرأ طه حسين في الصحف إعلانا من الجامعة المصرية، أنها سترسل طالبين إلى أوربا للدراسة العليا، ودفع طموح طه حسين لإتمام دراساته في باريس، فبالرغم من الاعتراضات الكثيرة من قبل مجلس الجامعة إلا أنه حاول وأعاد تقديم طلبه ثلاث مرات، واشتدت عليه الصعوبات بتحقيق حلمه، ولكنه أحس بأنه حقق شيئا عظيما بوصوله إلى فرنسا [8]، فسافر إلى (Mount Pellier) وأقام هناك حوالي عام واحد، ثم عاد إلى مصر لسوء حالة الجامعة المالية، وسرعان ما تحسنت ظروف الجامعة فرجع إلى فرنسا بعد ثلاثة أشهر ولكن لا إلى (Mount Pellier) بل إلى باريس في جامعة السوربون سنة 1916م،[9]. وتبدأ هناك المرحلة المهمة من حياته إذ وجد في باريس العلم والثقافة والتفتح، وزميلة ومدرسة فرنسية كانت تقرأ له أبياتا للشاعر الفرنسي الكبير رايسين (Jean Racine) فأحب طه حسين نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بها. وهذه الزميلة التي كان اسمها سوزان وكانت عميقة الفكر وواسعة الثقافة، وبعد أن اتصل طه حسين بهذه الفتاة، طلب يدها وتزوج بها في 9 أغسطس/آب 1917م، وكانت هي السبب لتقدم طه حسين وازدهاره في جميع مجال الأدب والثقافة.[10]
التحق الدكتور طه حسين بكلية الآداب بجامعة باريس وتلقي دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع، وقد تفوق في دروسه وأبحاثه في باريس، وأعد رسالة تحت إشراف عالم الاجتماع الشهير الفرنسي اميل دوركيم (Emile Durkheim) عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون". وبعد وفاة دوركيم (Durkheim) أكملها مع "بوجليه" وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في سنة 1919م، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية، ومن المحقق أنه استطاع بجانب ذلك أن يفهم الأدب اليوناني واللاتيني القديم فهما دقيقا. كما استطاع أن يفهم الأدب الفرنسي الحديث فهما عميقا[11].
عاد طه حسن إلى بلده عام 1919م حاملا شهادة الدكتوراه، وأصبح أستاذا في الجامعة المصرية للتاريخ اليوناني والروماني، واستمر كذلك إلى سنة 1925م. ثم تحولت الجامعة الأهلية في ذلك العام إلى جامعة حكومية وعين الدكتور طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، وظل متصلا بالجامعة والتعليم أكثر من ثلاثين عاما.
وعلى الجملة فقد عاش طه حسين حياته في إلقاء المحاضرات والكتابة في التاريخ الأدبي والمقالة والقصة والنقد والوصف والتراجم، وكان يحاضر في الأدب العربي القديم ولا سيما الجاهلي منه. وقد أثار ضجة كبرى بسبب آرائه الجريئة الجديدة كما يظهر ذلك جليا في كتابه القيم في الشعر الجاهلي الذي تم طبعه سنة 1926م، والذي أحدث عواصف من ردود الفعل من قبل المعارضة. ومع هذا فقد ظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله في مؤلفاته المتتابعة ومقالاته المتلاحقة وإبداعاته المتدافعة طوال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها العقلانية قط. وخاض طه حسين معارك أدبية عدة مع مصطفى لطفي المنفلوطي وعباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي وغيرهم، فمعارك طه حسين الأدبية بمثابة تاريخ حافل بالحركات والتحديدات والتنويرات.
قال جان جاك روسو: "أحسست قبل أن أفكر". وجاء طه حسين ليقول: "تألمت قبل أن أفكر". في البداية تألم طه حسين، ومن جراء ذلك جاء الفكر عنده ليقهر الألم لأنه آمن منذ بداية حياته أن الفكر يبدد الألم ويذلل العقبات، وكان يقول على غرار الفيلسوف الألماني ديكارت: "أنا أتألم إذن أنا موجود"[12]. لكن ثقته العميقة بنفسه قادته إلى قهر الألم، كما قادته إلى أن يقارن نفسه بشواطئ النيل الرطبة التي حين يضغط عليها تنبع ماء ... ولم يكن الألم عنده وليد ثقافة تأثر بها وإنما كان حياة يعيشها، ابتداء من فقد البصر المبكر والصراع ضد التقاليد البالية (السياج) والصراع مع الأزهر ثم ألمه ـ وهو الريفي البسيط فاقد البصر ـ في التأقلم مع أجواء جامعة السوربون في باريس، وقاده هذا الصراع مع الألم والانتصار عليه إلى موقع لا يبلغه إلا القليلون، موقع الرجل الذي يفكر ويطبق ما يفكر به، يأتي بنظرية ثم يبدع في تطبيقها.[13]
وقد وصف طه حسين حياته المضطربة المليئة بالحزن في مصر قبل الحرب العالمية الأولي وبعدها، تلك الحياة الزاخرة بالعلوم والفنون في باريس، فلم يخف تحمسه وطموحه. قال: "إن الحياة في مصر كالحياة في أعماق الدم والحياة في باريس هي الحياة بعد أن تخرج من هذه الأعماق" [14]. وكان طه حسين أعظم من دافع عن العقل ضد النقل أو الجهل، ولم يعبأ بالاتهامات أو المعارك.
ويعطينا كتابه الرائد الأيام صورة واضحة عن صراعه مع الألم، فهو يلخص لنا سيرة حياة إنسان غالب ما في ذاته من عوائق وانتصر عليها، وصارع ما حوله من شروط معيقة وانتصر، ونتعلم منه أن الظروف قابلة لأن تتبدل لصالح الإنسان بالعمل والدأب والصدق مع الذات.
ولا ريب في أن طه حسين واحد من أهم المفكرين العرب في القرن العشرين، وترجع أهميته إلى الأدوار الجذرية المتعددة التي قام بها في مجالات متعددة أسهمت في الانتقال بالإنسان العربي من الظلم إلى العدل، من مستوى العبودية إلى مستوى الحرية ومن ثقافة الإظلام إلى ثقافة الاستنارة، ومن التخلف إلى التقدم، فهو أجسر دعاة العقلانية في الفكر والاستقلال في الرأي والتحرر في البحث الأدبي، والابتكار في الإبداع والتمرد على التقاليد الجامدة.
عاش طه حسين حر الرأي غاليا في التجديد كما يقول صاحبه في كتابه الأديب: "حق الإنسان في العلم والحرية" وحينما عين وزيرا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950م، وجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير "التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن"[15]. وكتب اسم طه حسين في تاريخ مصر كـ "أبو مجانية التعليم" و"أبو الجامعات" لأنه هو الذي أنشأ جامعة الإسكندرية سنة 1944م، وأنشأ جامعة عين شمس أثناء تولية الوزارة سنة 1950م، ووضع نواة جامعة بأسيوط، وهو الذي وحّد التعليم في مرحلة الابتدائية فحول كتاتيب القرون الوسطى إلى مدارس ابتدائية كانت تُعلّم فيها مبادئ العلوم الحديثة، كما كان منذ ثلاثينات هذا القرن وراء تحويل المدارس العليا للزراعة والتجارة والطب البيطري إلى كليات جامعية، وأهمها مجانية التعليم وتغذية التلاميذ في المدارس على نفقة الدولة، وكان لطه حسين السبق في الدعوة لمجانية التعليم وجعله حقا لكافة الناس كالماء والهواء، فطه حسين إذاً كان أوائل الذين فجروا الصراع بين ديمقراطية التعليم ورأسمالية التعليم.
كان فكر طه حسين مزيجا قويا بين حضارتين متصارعتين ومختلفتين أي حضارة الشرق وحضارة الغرب، وعصارة من جامعتين مختلفتين: الأزهر الشريف وجامعة باريس. وكان طه حسين المفكر والأديب الذي تناول قضايا العلاقة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الموروث والمستحدث إلى قضايا التجديد في الأدب والفكر.
ولم يهدر حياته يتأفف ويندب حظه العاثر لأنه "كان يعرف نفسه حين يشقى في سبيل ما يرى أنه الحق، وينكرها أشد الإنكار بل يبغضها أشد البغض إذا نعم بالخفض واللين لأنه صانع أو داجى أو جهر بغير ما يسر أو أثر رضا السلطان على رضا الضمير" [16].
أدى طه حسين فريضة الحج عام 1953م وسجل تجربته في صورة كتاب عنوانه مرآة الإسلام، نشر سنة 1959م، وصور فيه العرب قبل الإسلام وحياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه. كما أوضح أهمية القرآن والسنة بأسلوب، رائع مقنع.
وفاته:
توفي طه حسين في 28 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973م، فحزن الأدباء والعلماء والباحثون لفقدانه. وفي الحقيقة فإن طه حسين استطاع ما لم يستطعه كثير من المبصرين، وصار عظيما رغم فقدان البصر.
= = =
الهوامش
[1] "أعلام النثر والشعر في العصر العربي الحديث" للدكتور محمد يوسف كوكن، (الجزء الثالث) ص:233.
[2] "الأيام" للدكتور طه حسين، (الجزء الثالث) ص: 161.
[3] "الأيام" للدكتور طه حسين (الجزء الثاني) ص: 77-78.
[4] المرجع السابق، (الجزء الثاني) ص:129-130.
[5] "الأيام" للدكتور طه حسين، (الجزء الثالث) ص: 11.
[6] المصدر السابق، ص:39-45.
[7] المصدر السابق، ص:58.
[8] المصدر السابق ص:51-55.
[9] "أعلام النثر والشعر في العصر العربي الحديث" للدكتور محمد يوسف كوكن، (الجزء الثالث) ص:237.
[10] "الأيام" للدكتور طه حسين (الجزء الثالث) ص:132-133.
[11] "الأيام" للدكتور طه حسين (الجزء الثالث) ص:136-137.
[12] "مئوية طه حسين" عدد خاص من مجلة "أدب ونقد"، صدرت بالقاهرة، رقم (53) كانون الأول عام 1989م.
[13] "الأيام" للدكتور طه حسين (الجزء الأول) ص:4.
[14] مجلة "العربي" الصادرة من الكويت، العدد 203، ديسمبر 1979.
[15] "أديب" للدكتور طه حسين، ص:98.
[16] " الأيام" للدكتور طه حسين (الجزء الثالث) ص: 173.
= = =
مراجع
1. طه حسين، الأيام - بأجزائه الثلاثة، الطبعة الثالثة والعشرون، الناشر، دار المعارف بمصر، القاهرة.
2. طه حسين، أديب - الناشر، در المعارف، بمصر، القاهرة.
3. محمد يوسف كوكن، أعلام النثر والشعر في العصر العربي الحديث - الجزء الثالث، الناشر: دار حافظة للطباعة والنشر، 13ن حارة ميلابورن، مدراس ـ14.
4. "مئوية طه حسين" عدد خاص من مجلة "أدب ونقد"، صدرت بالقاهرة، رقم (53) كانون الأول عام 1989م.
5. مجلة العربي، العدد 203، ديسمبر 1979م، الصادرة بالكويت.
- غلاف: الأيام لطه حسين
للمزيد من المعلومات عن الأديب الراحل، يمكن الرجوع إلى موضوع عنه مزود بالصور في موقع "كتب عربية"، وعنوانه: