عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

محمد الوظائفي - الكويت

فلنتعلم من الطبيعة


محمد الوظائفيكل دابة أو نبتة على وجه هذه الأرض فيها عبرة وعظة لأولي الأبصار. ففي هجرة الطيور والأسماك سعي ونضال وحبّ للأرض. فإذا لفتنا نظر أطفالنا إلى هذه الظاهرة الحية، استطعنا أن ننشئ جيلا مناضلا يعشق الترحال والسعي والكفاح.

وفي انفصال فراخ الطيور وصغار الحيوانات عن أمهاتها، والاكتفاء بسعيها الذاتي، إيماء للطفل بأن يعتمد على نفسه كما تفعل صغار الحيوانات. وفـي ملاحظتنا للنحل والنمل في سعيها ونضالها، يلمس الطفل صورة لحياة العمل والصبر.

أما البعد عن الغرور والتعاظم، فيجده الطفل في حياة الفيل والجمل المتواضعة رغم ضخامة جسميهما وقوتهما، فينأى الطفل بعدئذ عن الكبرياء حين يشتد عوده ويقوى ساعده.

وتشير حياة الغاب إلى الطغيان والسطو، وهي خير مثل يوحي للطفل بالابتعاد عن حياة الطغيان، ويلمس الطفل في أسلوب افتراس الحيوان للحيوان عبرة أخلاقية، فالأسد يلقى فريسته وجها لوجه. والنمر يهاجمها من خلف. والثعلب يلف ويدور. والذئب يهاجم حبا بالافتراس.

ومن التآلف مع الحيوانات يتعلم الطفل الحياة الاجتماعية. فمن حياة الخروف الوديعة مثلا يعتاد الطفل الحياة الهادئة السمحة، ومن حياة الطيور يتلمس طريق التفاؤل، ومن يقظة الكلب يتعلم الطفل الاحتراس.

ونتعلم من النبات أشياء كثيرة أيضا. فالنباتات المتطفلة تشير للطفل إلى أن حياة التطفل من أحط الأساليب المعيشية، وأن الحياة المثلى تشبه حياة نباتات الصحـــراء التي تعتمد على نفسها.

وصمود الأشجار إمام العواصف والرياح العاتية خير سبيل لهدي الطفل إلى الحياة العصامية النابضة بالمقاومة والنضال والصمود. كما يشاهد الطفل في الشجرة المثمرة عنوان التضحية ونكران الذات، إذ إنها تقدم للإنسانية نتاجها عن طيب خاطر ورضى.

ويلحظ الطفل تناسق النباتات والأزهار في الحدائق فيأخذ عنها التأنق والتناسق. ويلحظ في النبات الوحشي العشوائية، فينفر من السلوك الاعتباطي ويتقرب من الحياة المتطورة.

أما التعاطف فيشاهده الطفل في الأشجار المورقة التي تمنح النباتات الصغيرة الظــل والفــيء. وحياة السعي يلمسها الطفل في نمو الأشجار وصعودها نحو النور. كما يجد الصحة والعافية في إقبال الناس نحو الثمرة الناضجة والزهرة المتفتحة.

فمن أراد الحياة المثلى التقطها من أحضان الطبيعـــة الخيّــرة، فهي دوما على استعداد أن تعطي ولا تأخذ، أن توحي ولا تقيّـــد.

D 1 أيار (مايو) 2009     A محمد الوظائفي     C 0 تعليقات

بحث



5 مختارات عشوائية

1.  كلمة العدد 85: ظاهرة اليساريين سابقا

2.  عن لوحة الغلاف

3.  حالة الطقس في جهنم لهذا اليوم

4.  النقد الاستقرائي في أعمال الفنان عدنان يحيى

5.  فاكهة فلسطينية

send_material


microphone image linked to podcast



linked image to oudnad.net pdf_xive
linked image to oudnad.net/dox