عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 6: 60-71 » العدد 65: 2011/11 » بحث: دواعي الإبدال في اللغة العربية

فاطنة أبو الغيث - الجزائر

بحث: دواعي الإبدال في اللغة العربية


دواعي الإبدال في اللغة العربية وأثره في تطوّر أصواتها واختلاف لهجاتها

الملاحظ في حركـة الأصوات على ألسنة الناطقين بها، أنّها تنزع في صيرورتها نحو التغيّر وعدم الاستقرار، وذلك بحثاً عن أيسرها نطقا، وأقلّها جهداً.

فحين ينطق المرء مثلا، بأصوات لغته نطقاً طبيعيّاً لا تكلّف فيه، نسجّل أنّ أصوات الكلمة الواحدة لا تثبت على حال، فهي كثيرة التغيّر والتنقّل، كما أنّها قد تغيّر قليلا من مخرجها، فتنتقل من نقطة إلى أخرى في مجراها الصوتي، كما قد تغيّر واحدة أو أكثر من صفاتها التي كانت لها.
يعدّ الإبدال واحداً من جملة التغيّرات الصوتية الأكثر شيوعاً في العربية، فهو يعتري الصوت حين يجاور غيره أو يأتلف معه في سياق ما، "بحيث يتحوّل الصوت الواحد إلى صوت آخر، مع الإبقاء على سائر أصوات الكلمة ومع احتفاظها بدلالتها ومعناها الأصلي. وهكذا تشترك الكلمتان أو الكلمات في صوت أو أكثر، في حين يبدل صوت منها بصوت آخر يكون قريباً منه في نشأته من جهاز النطق، أو قد يشتمل على شيء من خواصه، كما قد يكون بعيداً عنه فتنشأ ألفاظ متشابهة في المبنى والمعنى، من ثمّ كان الإبدال عاملاً فعّالا من عوامل نموّ اللغة. وهو يعرض لكثير من الأصوات اللغوية، الصامتة منها والصائتة، ولا تكاد تخلو منه لغة من اللغات.
اللغة العربية هي إحدى اللغات التي اعترتها هذه الظاهرة في كثير من مفرداتها، فنجد أصوات الكلمة الواحدة تتغيّر، ليحلّ صوت مكان آخر مع إبقاء الأصوات الأخرى، دون أن يؤدي ذلك إلى تغيّر في المعنى، ونقف حيارى إزاء ذلك حين نحاول معرفة الكلمة الأصـل، مثل قولهم:" أيا وهيا، إياك وهياك، آديته وأعديته، ألمعي* ويلمعي، الربا والرما، النّاس والنات، الأقطار والأقتار، مدّ ومطّ، نشز ونشص، الغيم والغين، مدحه ومدهه، البشاشة والهشاشة، أحم* وأجم، أربد* وأرمد، ذعاف* وزعاف، الفستات* والفسطاط، وقيذ ووقيظ، ..."[1]

وهذا الإبدال الذي يصيب الصوامت، يشمل الصوائت أيضاً بشقيها القصير والطويل، فنجد الكلمة الواحدة تَرِدُ مرّة بالضمّ وأخرى بالكسر، وثالثة بالفتح من غير أن يؤثّر ذلك في المعنى، مثل "فَم وفُم وفِم، العَفو* والعُفو والعِفو، خَرص وخُرص وخِرص، الفَتك والفُتك والفِتك،..."[2] وهو الشمرَاخ* والشمرُوخ وخفِيف وخفَاف، صَحِيح وصَحَاح، سكَات وسكوت،..."[3] وكذلك نحو " الحَجّ والحِجّ، إِسْوَة وأُسْوَة، قِـدْوَة وقُـدْوَة،..."[4]

الإبدال لدى القدامى والمحدثين:

أ‌) الإبدال بين الصوامت:

الإبدال ظاهرة لغوية معلّلة، لها أسباب ساعدت على إيجادها، وأهداف وُجِدت لأجلها، ودواع لعبت دوراً إيجابياً في ظهورها، وقد أدرك اللغويون القدامى منذ وقت مبكر إمكانَ وقوع الإبدال، يقول أبو الحسن بن الصائغ (تـ 312هـ):" قلّما تجد حرفاً، إلاّ وقد تجد فيه البدل إلا نادراً"[5] وراحوا يتلمّسون تماثل المعنى بين الصورتين المبدلة والمبدل منها، بسرد شواهد تبرز ذلك، إلا أنّهم اختلفوا في نظرتهم إلى هذه الظاهرة.

فهناك من انطلق مؤَكّـداً أنّ إقامة صوت مكان آخر، مع بقاء سائر الأصوات على حالها، هي سُنُّة درج عليها العـرب، ولهم متى شاءوا أن يبدلوا صوتاً بآخر، على حـدّ قول ابن فارس (تـ 395 هـ)"من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض."[6]

على أنّنا لا نعدم من المتقدمين من سبقوا ابن فارس في التنبّه إلى هذه الظاهرة كالفرّاء (تـ 207 هـ) الذي كان يدرك ألفاظ الإبدال إدراكاً مختلفاً، فقد كان يراها على أنّها ضرب من القوانين التي تخضع لها الأصوات أثناء التأليف فيما بينها، ونلمس ذلك في قوله: "إنّ نفراً من بالعنبر يصيّرون السين إذا كانت مقدمة وجاءت بعدها طاء أو قاف أو غين أو خاء – صادا، وذلك أنّ الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك فينطبق الصوت فتنقلب السين صادا، صورتُها صورة الطاء، واستخفّوها ليكون المخرج واحداً كما استخفّوا الإدغام، فمن ذلك قولهم: الصِّراط والسِّراط، قال: وهي بالصاد لغة قريش الأوّلين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامّة العرب تجعلها سيناً."[7]

وخلافاً لهؤلاء يرى أبو العبّاس المبرّد (تـ 291 هـ)، أنّ تقارب مخارج الأصوات هو الذي يؤدي إلى هذا الإبدال، وذلك حين أورد قول النعمان بن المنذر*لخجل بن نصلة: "أردتَ أنّ تُذِيمَهُ فَمَدَهْتَهُ" قال أبو العبّاس: وقوله(فمدهته) يريد (مدحته) فأبدل من الحاء هاء لقرب المخرج...والعرب تقول: جَلَحَ*الرجل يجلح جلحاً، وجَلَهَ* يَجْلَهُ جَلْهاً بمعنى واحد."[8]

وهناك من عزا كثيراً من صور الإبدال إلى اختلاف اللهجات، كابن السكيت (تـ 244هـ) على أنّه قد يحصل الإبدال ويقول به أبناء بيئة واحدة، وروى أنّه"حضره أعربيان من بني كلاب، فقال أحدهما:

(إنفحة) والآخر (منفحة) ثم افترقا على أن يسألا جماعة من أشياخ بني كلاب، فاتفق جماعة على قول ذا، وجماعة على قول ذا، وهما لغتان."[9] وإلى مثل هذا الرأي ذهب أبو الطيب اللغوي (تـ 351هـ) الذي أكّد أنّ العرب لا تتعمّد تعويض حرف من حرف، إنّما "هي لغات مختلفة لمعان متفِقَّة تتقارب اللفظتان في حرف لمعنى واحد، حتّى لا يختلفان إلاّ في حرف واحد، والدليل على ذلك أن القبيلة الواحدة لا تتكلّم بكلمـة طوراً مهموزة وطوراً غير مهموزة، ولا بالصاد مرّة، وبالسين مرّة أخرى، وكذلك إبدال لام التعريف ميماً، والهمزة المصدّرة عيناً كقولهم في نحو " أن" "عن"، ولا تشترك العرب في شيء من ذلك، إنّما يقول هذا قوم وذاك آخرون."[10]
كما وضع قاعدة في الإبدال نصّها يقترب ممّا أشار إليه الفرّاء، من أنّ "الحرف الأضعف يُقلب إلى الأقوى، ولا يُقلب الأقوى إلى الأضعف."[11] وشرح هذا بقوله:"كلّ سين وقع بعدها حرف من الحروف الخمسة (ق-خ-ع-غ-ط) جاز قلبها صاداً نحو: سقر وصقر، يساقون ويصاقون...لأنّ الصاد أصل وهي أقوى من السين، والأقوى لا ينقلب إلى الأوهى."[12]

وترى طائفة أخرى من اللغويين وجوب تقارب المخارج والصفات في الإبدال، فابن جنّي (تـ 392هـ) يرى" أن أصل القلب (البدل ) في الحروف، إنّما هو فيما تقارب منها، وذلك الدال والطاء والتاء، والذال والظاء والثاء، والهاء والهمزة، والميم والنون وغير ذلك ممّا تدانت مخارجه."[13]
أمّا ابن سيدة (تـ 458) فلاحظ أنّ في الإبدال صوراً، "البدل" و"ممّا يجري مجرى البدل"، ومثال هذا الأخير نحو: "دهدهت الحجر ودهديته، هُما لغتان، الهاء في تميم والياء في أهل العالية."[14]

كما نجده حذا حذو ابن جنّي في اشتراط المخرج في الإبدال، فقال:" أمّا ما كان جارياً على مقاييس الإبدال التي أُبنت، فهو الذي يسمّى بدلاً، وذلك كإبدال العين من الهمزة والهمزة من العين، والهاء من الحاء والحاء من الهاء، والقاف من الكاف والكاف من القاف، والثاء من الفاء والفاء من الثاء، والباء من الميم والميم من الباء ، فأمّا ما لم يتقارب مخرجاه البتّة فقيل على حرفين غير متقاربين فلا يسمّى بدلا،ً وذلك كإبدال حرف من حروف الفم من حرف من حروف الحلق."[15]

ونجد ابن السيّد البطليوسي (تـ 521هـ) من علماء القرن الخامس الهجري، سلك مسلك علماء القرن الثالث الهجـري أمثال أبي الطيّب اللغوي وابن السكيت، إذ يقول في شرحه لفصيح ثعلب أبو العباس (تـ 291):"ليس الألف في الأرقان* مبدلة من الياء اليرقان ولكنهما لغتان."[16]

المحدثون أيضاً عرضوا لهذه الظاهرة اللغوية، وكانت آراءهم متقاربة إلى حدّ ما، ولعلّ من الأوائل نذكر أحمد فارس الشدياق (1804-1888) صاحب المعجم الضخم "سرّ الليالي في القلب والإبدال" الذي تَحَدّث في مقدّمته عن أكثر الألفاظ التي يعتريها الإبدال" أنّها تكون في الألفاظ الدالة على القطع والكسر والخرق والهدم والشقّ والفرق والتبديد، لأنّها كلّها من جنس واحد، وجلّها مأخوذة من حكاية صوت نحو: قَتَّ وقَدَّ وقَضَّ، قَطَّ وجَدَّ، جَثَّ وجَذَّ وجَزَّ،..."[17] كما أنّه يرى أنّ المضعّف من الأفعال هو الأصل، ثم يضاف إليه حرف ثالث لتخصيص فكرة القطع واتّصالها بنوع "المقطوع"، وعلى هذا الأساس تتمّ عملية الإبدال.[18]

ومن المحدثين أيضًا صادق الرافعي (1880-1937)، فقد ذهب إلى إمكان وقوع الإبدال بين الصوتين ويكون إمّا في لغة القبيلة الواحدة، أو يكون في لغتين لقبيلتين مفترقتين."[19]

وهناك من أشار إلى مسألة الإبدال ضمن تناولهم لقضايا اللغة العربية، ولهم فيه رأي آخر يردّون في ضوئه أكثر صور الإبدال إلى ضرب من التطوّر الصوتي، كما يدخل أحياناً في اختلاف اللهجات، ويجعلون السبب في كثير من صور الإبدال إلى اختلاف القبائل في النطق بأصوات الكلمة. ومن هؤلاء نذكر إبراهيم السّامرائي، فهو يرى أنّ:"العربية قد اشتملت على لغات عدّة هي لغات القبائل المختلفة، وطبيعي أن يحصل الخلاف بين هذه اللغات لاختلاف البيئة، وعلى هذا فإن كثيراً ممّا حُمِّل على الإبدال داخل ضمن هذه اللغات."[20]

أمّا صبحي صالح يصرّح أثناء بحثه مظاهر الإبدال في كلام العرب، على أنّها "من قَبِيل تنوّع اللهجات، وقد مرّت بمراحل طويلة تطوّرت فيها الأصوات وتأثّر بعضها ببعض بسبب التجاور والتقارب في صفاتها ومخارجها. "[21]

ويرى إبراهيم أنيس أنّه "حين نستعرض تلك الكلمات التي فُسِّرت على أنّها من الإبدال حيناً، أو من تباين اللهجات حيناً آخر، لا نشكّ لحظة في أنهّا جميعاً نتيجة التطوّر الصوتي؛ أي أنّ الكلمة ذات المعنى الواحد حين تروي لها المعاجم صورتين أو نطقين، ويكون الاختلاف بين الصورتين لا يجاوز صوتاً من أصواتها، نستطيع أن نفسّرها على أنّ إحدى الصورتين هي الأصل والأخرى فرع لها أو تطوّر عنها، غير أنّه في كلّ حالة يُشْترط أن نلحظ العلاقة الصوتية بين الصوتين المبدل والمبدل منه."[22]

والرأي ذاته أدلى به كمال ربحي، فهو يرى" أنّ الإبدال ضرب من التطوّر الصوتي الذي خضعت له اللغة العربية، استمرّ استمراراً طبيعياً في الجاهلية بتأثير أسواق العرب، وفي الإسلام بفضل القرآن الكريم الذي حفظ لغتنا العربية ووحّد لهجاتها... وعن هذا التطوّر نشأت ألفاظ متشابهة في المبنى وفي المعنى."[23] ويضيف في موضع آخر أنّ السبب في كثير من ظواهر هذا الإبدال، يرجع إلى اختلاف القبائل في النطق بأصوات الكلمة، فمادة "كشط" كانت تنطقها قريش بالكاف، على حين أن أسداً و تميماً كانت تنطقها بالقاف "قشط"[24].

ب‌) الإبدال بين الصوائت (الحركات):

وما قيل عن الإبدال الذي يحدث بين الصوامت، يقال كذلك عن الإبدال بين الصوائت كون التبدّلات التي تصيب هذا النوع من الأصوات، مردّها الأوّل أيضا إلى اختلاف اللهجات، وما نقلته المصادر القديمة يؤكّد ذلك، نحو ما ذكره ابن فارس (395هـ) في صاحبه في "باب القول في اختلاف لغات العرب" فهو يقول: "واختلاف لغات العرب من وجوه أحدهما، الاختلاف في الحركات كقولنا: "نَستعين ونِستعين" بفتح النون وكسرها، قال الفرّاء هي مفتوحة في لغة قريش وأسد، وغيرهم يقولونها بالكسرة."[25]

فالمعروف أنّ حرف المضارعة يحرّك بالفتحة، إلاّ إذا كان الماضي رباعياً فإنّه يضمّ، لكن بعض القبائل كانت تجنح إلى تحريك حرف المضارعة بالكسرة دائما. ويذكر القدامى أنّ كسر حرف المضارعة هو ما يعرف بالتلتلة وينسبونها إلى بهراء، يقول ابن جني (تـ 392):" وأمّا تلتلة بهراء، فإنّها تقول: تِعلمون وتِفعلون بكسر أوائل الحروف."[26]

وينسبها الاسترابادي (688هـ) إلى جميع العرب، إلاّ أهل الحجاز" واعلم أنّ جميع العرب إلاّ أهل الحجاز يُجَوِّزُون كسر حرف المضارعة سوى الياء في الثلاثي المبني للفاعل، إذا كان الماضي على فَعِل بكسر العين فيقولون: أنا إِعلم ونحن نِعلم وأنت تِعلم وكذا في المثال والأجوف والناقص والمضاعف."[27]

ومن أمثلة هذا الإبدال كذلك، ما أورده ابن الأثير (تـ630هـ) في غريب الحديث:" كأنّك وَهمت ؟ قال: وكيف لا إِيهم ؟ فالأصل أوهم – بالفتح و الواو- فكسر الهمزة؛ لأنّ قوماً من العرب يكسرون الفعل – بكسر العين – مثل أعلم و نعلم و تعلم، فلما كسروا همزة أوهم انقلبت الواو ياء. [28]

ومن الشواهد أيضا التي تؤكد أنّ القدامى تناولوا ظاهرة الإبدال بين الصوائت، وحصروا أسبابها في اختلاف اللهجات؛ كإبدال ضمّة الهاء في ضمير الغائب المتّصل في المفرد و المثنّى و الجمع كسرة، وإن كان هذا الإبدال قد شاع مع ضمير الجمع بشكل مطلق، وعُزِي إلى بني كلب، فهم يقولون: "منهِم وعنهِم في منهُم و عنهُم"[29]، لأنّ الحركة الأصلية لهذا الضمير هي الضمّ. وينسبها سيبويـه (تـ 180هـ) إلى ربيعـة، فهو يقول:" إنّ قوماً من ربيعة يقولون "مِنهِم" أتبعوها الكسرة...و هي لغة رديئة."[30] وكانوا يسمّون هذه الظاهرة "الوهم."

كذلك إبدال فتح كاف الخطاب كسراً في الجمع عند فريق من العرب، فالمشهور أنّ جمهور العرب يضمّ كاف الخطاب للجمع مطلقاً، لكن ربيعة وبكر بن وائل يكسرون هذه الكاف إذا سُبقت بياء أو كسرة، نحو عليكِم وبِكِم."[31] وسمّيت هذه الظاهرة بـ "الوكم." والمبرّد (تـ نحو 826) يَعُدّ ذلك غلط فاحش فهو يقول: "وناس من بكر بن وائل يجرّون الكاف مجرى الهاء... وذلك غلط فاحش منهم."[32]

وممّا نقلته المصادر من قبيل أمثلة الإبدال بين المصوّتات أنّ" تميم تقول:مُرْيَة* وأهل الحجاز: مِرْيَة"[33] ، تميم تقول: الرَفَع وأهل الحجاز: الرُفَع[34]، تميم تقول: تِمام وأهل الحجاز: َتمام[35].

والملاحظ أن ظاهرة الإبدال التي تبدو واضحة في العربية الموحّدة، قد امتدّت إلى المصوّتات الطوال (الألف والواو والياء) في حالة المدّ الخالص ونصف المدّ، فهناك إبدال بين الواو والياء نحو قولهم: حَكَوْت وحَكَيْت، مَقُوتُ مَقْواً* ومُقِيتُ مُقْياً ، النَثْيُ* والنَثْوُ، يقال نَثَوْتُ ونَثَيْتُ، دَهْيَاء* ودَهْوَاء، الحَزو* والحَزى، نَقَاوَة ونَقَايَة، عزوته وعزيته، حَثَوْثُ* التراب حَثْواً وحَثَيْثُه حَثْياً, فهو مَحْثِيٌ ومَحْثُوٌ."[36]

وهناك إبدال بين الألف والواو نحو:" أجاد في كلامه وأَجْوَدَ، أَحَاش* على الصيد احاشة واحوشه أحواشا؛ أي حاشه، وقد أطال حمائل سيفه وأطوالها وقالوا: هؤلاء قوم قَافه* وقُوفه جمع قائف، ويقال قد جهلت المرأة تَوْحَم* وتَاحَم."[37]

وممّا رواه السيوطي (تـ 911هـ) من قبيل أمثلة الإبدال بين المصوّتات الطوال وأنصاف الطوال، "أنّ تميم تقول: القُنْوَة* وأهل الحجاز: القِنْيَة، تميم تقول: صوَّم ونوَّم، بالواو امتداداً للضم، أهل الحجاز يقولون: صيَّم ونيَّم بناء على أن الياء امتداد للكسر، فالتميميون يقولون: اللذون وحوث، أما الحجاز فيقولون: اللذين وحيث."[38]

وقف المحدثون عند ظاهرة الإبدال بين الصوائت، ووجدوا أنّ اللهجات العربية اختلفت في تردّد هذه المصوّتات فيما بينها، فما كان بالضمّ في لغة، قد يكون بالكسر أو الفتح في لغة أخرى، أو ما كان بالضمّ في لغة يأتي بالكسر أو الفتح في لغة أخرى، أو ما كان بالضمّ في لهجة يَرِدُ مفتوحًا أو مكسوراً في لهجة أخرى.

واختلفوا في رؤيتهم إلى هذه الظاهرة، فهناك من الدارسين من علّق عليه أنّه في طائفة من الحالات "يوضّح أنّ أصوات المد في العربية لا تستقلّ فونيميا بعضها عن البعض الآخر، ويبدو أنّ هذه الحالات كانت في الأصل صورًا من نطق اللهجات العربية القديمة لمفردات بعينها كما هو واضح"[39]، ويضيف أنّ "الاختلاف الأساسي بين هذه اللهجات، إنّما هو ميلها إلى أصوات مدّ بعينها، أو إلى طرائق معيّنة لتعامل هذه الأصوات في كلّ لهجة منها... لكن هذا الإبدال لا يوضّح طبيعة هذا التعامل بين المصوّتات في اللهجات العربية القديمة، ولا يعطي صورة واضحة لميل أيّة لهجة منها إلى صوت مدّ معيّن."[40]

فمن المؤكّد أنّ كثرة صور إبدال المصوتات، إنّما نشأ من جرّاء دخول مستويات اللهجات العربية القديمة في العربية الموحّدة، غير أن مردّ كثرة هذا الإبدال اُخْتلِف فيه، فردّه البعض إلى عامل البيئة، أي أنّ الصيغة المشتملة على الضمّ، تنتمي على بيئة بدوية، وأنّ المشتملة على الكسر، تنتمي إلى بيئة حضرية.[41] وقريبا من هذا الرأي يقرّر السّامرائي" أنّ قبائل الحجاز المتحضرّة تذهب إلى الأخف وهو الفتح، وبين الفتح والضمّ تذهب إلى الفتح، وبين الكسر والضمّ تذهب إلى الكسر، بينما تميل لهجات القبائل البادية – وبخاصّة في وسط شبه الجزيرة وشرقيها من العالية ونجد وتميم وأسد- إلى الصائت الأثقل (الكسر أو الضمّ)."[42]
وفريق آخر، يرى أنّ الإبدال يرجع إلى القرابة الصوتية بين الأصوات الثلاثة من حيث المخارج والصفات، كعبد الواحد وافي الذي تبيّن" من ملاحظة ظواهر التطوّر في مختلف اللغات الإنسانية، أنّ الأصوات المتحّدة النّوع والقريبة المخرج، تميل بطبعها إلى التناوب وحلول بعضها محلّ بعض، فكلّ صوت عرضة بطبعه لأن ينحرف إلى صوت لين آخر."[43]
وقريبًا من هذا الرأي، يرى الأستاذ براجستراسر أنّه من الجائز أن يكون الإبدال" قد نشأ من كون اللغات السامية قد نظرت في حقبة ما إلى الضَّمة والكسرة على أنَّهما يمثلان صوتًا واحدا"[44]؛ أي أنّ هذين الصوتين كانا في الأصل صوتاً واحداً. وقد علّق أحد الدارسين على هذا بقوله: "هو رأي وإن كان ما يسنده ما يُلاحظ من وجود تناوب قويّ بين هذين الصوتين في اللغات السامية عامّة، ومن تلك القربى (التشريحية) بين الصوتين، لكنّه لا يستطيع أن يفسّر لنا مثلاً التناوب بين الألف والواو، أو بين الألف والياء"[45] (في حالة المدّ الخالص) ويردّ صور الإبدال إلى" القرابة الصوتية بين الضمّ والفتح والكسر، إلى جانب عدم استقرارها وقدرتها العالية على التغيّر، وأنّ قلب المصوّت الطويل إلى قصير أو العكس، أي إبدال القصير صوتاً طويلاً (مطل الحركة) إنّما كان لأسباب صوتية بحتة، أو لعادة نطقية معيّنة.[46]

هذه بعض أهمّ آراء الدارسين القدامى والمحدثين في الإبدال الحاصل بين الصوامت والصوائت، التي على الرغم من تعدّدها، فهي تؤكّد أنّ الإبدال ظاهرة صوتية وردت في اللغة العربية المشتركة بشكل لا ينكر، وقد مثلت مستويات من التطوّر التي مرّت بها، وهذا من شأنه تأكيد أنّ التطوّر الصوتي، واختلاف اللهجات- يعدّان عاملين أساسيين في نشأة ظاهرة الإبدال كما أقرّت الدراسات اللغوية القديمة منها والحديثة، وأن تعدد اللهجات التي لئن تعدّدت فروعها واختلفت، فإنَّها في الأخير تلتقي في مصّب واحد هو اللغة العربية المشتركة.

لكن، ما الذي يحمل اللهجات على الاختلاف، ويجعل كلّ واحدة منها تميل نحو صوت يجعلها مميّزة عن غيرها؟ وما الذي يجعل الصوت يتطوَّر ويتحوّل ويصير في جميع سياقاته صوتاً آخر ؟

تتمة البحث في العدد القادم (66).

= = = = = =

الهوامش

[1] جلال الدين السيوطي : المزهر في علوم اللغة و أنواعها، شرحه و ضبطه و صححه و عنون موضوعاته محمد جادى المولى وآخرون، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع دار الجيل –بيروت-لبنان،د ط، 2 /276.

[2] ابن سيدة: المخصص، طبعة الأميرية ببولاق طبعة بيروت، دط، 1320هـ. 15/ 76.

[3] م س ص: 15/85-90.

[4] المزهر : 2/276-277.

• اليلمع والألمع والألمعي واليلمعي: الداهي الذي يتظنن الأمور فلا يخطىء, وقيل: الذكي المتوقد الحديد اللسان والقلب. ينظر ابن منظور: مادة (لمع).

• أحمّ الشيء وأجمّ: دنا وحضر. ابن منظور: مادة (حمم). * الفستات والفسطاط: ضرب من الأبنية. ابن منظور: مادة (فسط).

• أربد وأرمد: الرجل الظليم. ابن منظور: مادة (ربد).* موت دعاف كذعاف: أي سريع القتل. ابن منظور: مادة (دعف).

• العفو: الجحش، ولد الحمار. ينظر ابن منظور: لسان العرب 1955م، دار الصادر، بيروت، دط، مادة (عفا).

• الشمراخ والشمروخ:غصن دقيق ينبت في أعلى الغصن الغليظ. ابن منظور مادة (شمرخ).

[5] كمال ربحي: الإبدال في ضوء اللغات السامية، جامعة بيروت العربية، 1980م، ص 102.

[6] ابن فارس: الصاحبي في فقه اللغة، تحقيق محمد الشويمي ، بيروت 1964 د ط . ص 173.

[7] أبو الطيب اللغوي : الإبدال، تحقيق عز الدين التنوخي مطبوعات المجمع العربي دمشق ، 1960-1961د ط . 1/15 .

[8] المبرد: الكامل في اللغة و الأدب، مكتبة المعارف . بيروت . د ت . د ط .2/97 .

* التعمان بن المنذر : أشهر ملوك الحيرة اللخميين و آخرهم (580- 602) مدحه النابغة الذبياني، خلعه كسرى و سجنه .
* جلح وجله : إذا انحسر الشعر عن مقدم الرأس . اللسان مادة (جلح).

[9] السيوطي: 1/475.

[10] أبو الطيب اللغوي: 1/12و 1/ 120.

[11] م س ص

[12] م س ص

[13] أبو الفتح عثمان بن جني: سر صناعة الإعراب، دراسة وتحقيق د/حسن هنداوي، دار القلم دمشق،ط1، 1405هـ - 1985م. 1/197 .

[14] ابن سيدة: 14/19.

[15] م س: 13/274 .

[16] كمال ربحي: ص 106 .

• بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي ما لم يأْكل، فإِذا أَكلَ، فهو كرش، وكذلك المِنْفَحة، بكسر الميم. ابن منظور: (نفح).

• الأرقان واليرقان: داء يصيب الزّرع والنخل. ينظر ابن منظور: مادة (أرق).

[17] أحمد فارس الشدياق، سر الليالي في القلب والإبدال، مطبعة العامرة السلطانية بالأستانة، 1284م، ص 5.

[18] نحو قط إذا أضفنا إليها حرف ثالث تنوع ، قطع ، قطف... لكن هذه المسألة لقت نقدا واضحا من طرف المحدثين في كون المضعف من كل أفعال القطع التي سردها الشدياق مؤلف من ثلاثة أحرف . فإذا أضيف إليه حرف للتنويع المعنوي اصبح الفعل مؤلفا من أربعة أحرف! فلأصوب أن يكون الحرف الثالث من المجموعة الثلاثية مبدلا من الحرف الثالث ، إلا إذا أخذ بالنظرية الثنائية التي تعتبر كلا من أفعال القطع و الحطم المذكورة و غيرها مؤلفا من حرفين ثانيهما ساكن نحو "قط" (ينظر الإبدال في ضوء اللغات السامية : د. كمال ربحي ص 104 . و التطور اللغوي التاريخي : د. إبراهيم السامرائي ص 115 .

[19] مصطفى صادق الرافعي: تاريخ آداب العرب، دار الكتاب العربي – ط 4 . بيروت . 1974، ج 1/146 .

[20] إبراهيم السامرائي، التطور اللغوي التاريخي، دار الأندلس، ط2، 1981م. ص 115 .

[21] صبحي صالح: دراسات في فقه اللغة ، – الطبعة التاسعة – بيروت، ص512.

[22] إبراهيم أنيس: من أسرار اللغة، مكتبة أنجلو المصرية، مطبعة البيان العلمي ط 2، ص58 .

[23] كمال ربحي: ص 99 .

[24] م س: ص102

[25] ابن فارس: الصاحبي، ص50 .

[26] ابن جني: سر الصناعة : 1/ 235 .

[27] ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق الزاوي والطناحي القاهرة، ط 1، 1383 هـ، ص5/234 .

[28] م س ص: 5/243.

[29] المبرد : المقتضب، تحقيق الشيخ محمد عبد الخالق عضيمه، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دط، 1388هـ-1963م. 1/37 و 38 . وينظر: السيوطي: 1/ 222 .

[30] سيبويه: الكتاب، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، دار الجيل –بيروت- دط ،1411هـ -1991م 4/136 و4/197.

[31] م س ص

[32] المبرد: المقتضب،. 1/269 –270.

[33] السيوطي: 2/276.

[34] اين سيدة: 5/76.

[35] السيوطي: 2/277.

[36] أبو الطيب اللغوي : 2/494-496 .

[37] م س: 2/520 –521 .

• مرية ومرية : الشك . * مقوت ومقيت : مقت – مقتا وماقت الرجل : بغضه أشد البغض .
• النثي والنثو : الخبر حث به وأشاعه . * دهياء ودهواء : المصيبة الشديدة –الأمر العظيم .
• لحزو والحزى : الشيء قدره و خمنه –تكهن به . *حثوث وحثيث : إذا التراب صبه –الحثواء : الارض الكثيرة التراب .
• أحاش وأحوش الصيد إذا جاء من حواليه ليدفعه إلى الحبالة .
• قاف وقوف : الذي يتبع الآثار و يعرفها كالذي يعرف بفراسته و نظره إلى أعضاء المولود .
• توحم وتاحم : إذا اشتهت المرأة في حبلها شيئا .

[38] السيوطي : 2/276 .

[39] غالب فاضل المطلبي: دراسة في أصوات المد العربية، منشورات وزارة الثقافة و الإعلام العراقية، ط1، 1984م، ص 161-162.

[40] م س ص.

[41] إبراهيم أنيس: في اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط9، 1995م.

[42] عبده الراجحي، اللهجات العربية في القراءات القرآنية، مكتبة المعارف – الرياض – ط1، 1420هـ 146-150

قائمة مصادر ومراجع البحث:

• القرآن الكريم

1. إبراهيم أنيس:
 الأصوات اللغوية: مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط3.
 في اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط،91990م.
 من أسرار اللغة: ، مطبعة البيان العلمي، ط2.

2. إبراهيم السّامرائي: التطور اللغوي التاريخي، دار الأندلس، ط2، 1981م.

3. ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث، تحقيق: الزاوي والطناحي القاهرة، ط1، 1383هـ-1923م.

4. ابن جني أبو الفتح عثمان: سر صناعة الإعراب، دراسة وتحقيق د/حسن هنداوي، دار القلم دمشق،ط1، 1405هـ - 1985م.

5. ابن سيدة: المخصص، طبعة الأميرية ببولاق طبعة بيروت، دط، 1320هـ.

6. ابن فارس:

 معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1989م.

 الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، تحقيق مصطفى الشويمي، بيروت، دط،1964.

1. ابن منظور:

2. أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي: الإبدال، تحقيق عز الدين التنوخي مطبوعات المجمع العلمي العربي دمشق، د ط، 1960 – 1961.
3. أبو علي القالي: الأمالي، القاهرة ، ط 3، 1344 هـ - 1926م.

7. أنيس فريحة: اللهجات وأسلوب دراستها، دار الجيل بيروت، ط11409هـ-1989م.

8. براجسراسر: التطور النحوي للغة العربية، إخراج وتصحيح رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض، دط، 1402هـ - 1963م.

9. الجاحظ أبة عثمان: البيان والتبيين، طبعة القاهرة د ط، 1311 هـ.

10. جرجي زيدان - مراد كامل: مقدمة كتاب اللغة كائن حي، ، ط2، دار الهلال.

11. جوزيف فندريس: اللغة، تعريب عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، مكتبة الأنجلو مصرية، مطبعة لجنة البيان العربي، دط، دت.

12. رمضان عبد التواب: التطور اللغوي علله وقوانينه ومظاهره، مكتبة الخانجي، القاهرة – دار الرفاعي بالرياض – ط1، 1404هـ - 1983م.

13. سيبويه أبو بشر عثمان بن قنبر: الكتاب، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون دار الجيل، بيروت، د ط، 1411هـ- 1991م.

14. السيوطي عبد الرحمن جلال الدين: المزهر في علوم اللغة وأنواعها، شرحه وضبطه وصححه وعنون موضوعاته محمد أحمد جاد المولي، علي محمد البحاوي، محمدأبو الفضل إبراهيم، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع دار الجيل –بيروت- لبنان، دط، دت.

15. الشدياق أحمد فارس: سر الليالي في القلب والإبدال، مطبعة العامرة السلطانية، الأستانة العلية، 1284م.

16. صبحي صالح: دراسات في فقه اللغة، ط9، بيروت – لبنان-.

17. غالب فاضل المطلبي: دراسة في أصوات المد العربية، منشورات وزارة الثقافة و الإعلام العراقية, ط1, 1984م, ص 161-162.

18. عبده الراجحي: اللهجات العربية في القراءات القرآنية، دار المعارف،دط، 1969م.

19. عبد الغفار حامد هلال: اللهجات العربية نشأة وتطورا، ط، 21410هـ-1990م.

20. علي عبد الواحد وافي:
 علم اللغة، دار النهضة، القاهرة، دط، 1945م
 فقه اللغة: لجنة البيان العربي، 1381هـ- 1963م.
 نشأة اللغة عند الانسان والطفل: مطبعة العالم العربي – القاهرة - 55- النشر في القراءات العشر دت: أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري، أشرف على تصحيحه ومراجعته علي محمد الصباغ، دط.

21. كمال ربحي: الإبدال في ضوء اللغات السامية -دراسة مقارنة-، جامعة بيروت العربية، 1980م.

22. ماجد الصايغ: الأخطاء الشائعة وأثرها في تطور اللغة العربية، إشراف: عفيف دمشقية: ، دار الفكر اللبناني، ط1، 1990م.

23. ماريو باي: أسس علم اللغة، ترجمة: أحمد مختار عمر، القاهرة، دط، 1983م.

24. المبرد أبو العباس:

 الكامل في اللغة والأدب، مكتبة المعارف، بيروت، د. ط، د.ت.

 المقتضب: تحقيق الشيخ محمد عبد الخالق عضيمه، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دط، 1388هـ-1963م.

25. مصطفى صادق الرافعي: تاريخ آداب العرب:، دار الكتاب العربي، ط4.

26. محمد الأنطاكي: الوجيز في اللغة، مكتبة دار الشرق، ط3، دت.

D 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011     A فاطنة أبو الغيث     C 1 تعليقات

1 مشاركة منتدى

  • لقد عمدت الباحثة إلى توضيح جانب مهم من عوامل اختلاف اللهجات ألا وهو الإبدال الحاصل بين الأصوات الساكنة والمتحركة، الذي يفسر أسباب اختلاف اللهجات قديما وحديثا كذلك .والأجمل قي ذلك أنها قادتنا في رحلة مع أراء اللغويين من قدامى ومحدثين التي تتحد حينا وتختلف حينا آخر، وما أثار انتباهي كيف أن القدامى اهتموا في وقت مبكر جدا إلى قضية الصوت اللغوي وتغيراته الذي يعد أهم عنصر في الدراسات اللسانية، وكيف أنهم وفِّقوا إلى حدّ كبير إلى تفسير التغيرات والاضطرابات التي قد تصيبه، في ظل غياب المخابر الصوتية والأجهزة الحديثة أنذاك، وهذه نقطة أخرى تؤكد أن العرب كانوا دائما سباقين في ابتكار العلوم بشتى مشاربها.


في العدد نفسه

كلمة العدد 65: عن التاريخ

عيد أضحى مبارك

عن مبدعة الغلاف

بحث: حينما يتأمل النص نفسه

عود الند: خفض النفقات