أمة الله عثمان الحجي - اليمن

برقية إلى ملكة سبأ

أمة الله عثمان الحجي

بلقيس أيتها الحبيبة

دائماً ما تمر الأيام تأكل بعضها بقسوة، فيمتد الثأر بين الأشهر فتعاقبني السنوات؛ تحاول كل ساعة، كل دقيقة، كل لحظة أن تسلب جاهي؛ أن تطمس هويتي. أخاف من لدغات عقرب الثواني. ألا يكفي أن كل رمشة عين، كل زفرة هواء تحرق خلية في جسدي، فمتى تعودين لتصلحي الساعات، وتستبدلي عقاربها بغصن بن، وبخور، وحب، ولتمسحي عن الأعين الرمد الذي يشوبها؟

آه لو تدرين ماذا جرى لحبيبتكِ يا حبيبتي.

لكم بحثتُ عنكِ في مأرب: تحت الأنقاض، وفي أروقة معابد صرواح، وفي نقوش جميع المعابد، بين الجواهر والحلي؛ في جميع القصور. كل شيء يشير إلى بلقيس واحدة، وأنا أرى ألف بلقيس في بلادي. لكنني لا أعرف أيهن أنتِ؟

ولو تعلمين إن لم تكوني تعلمي: أكثر شيء في بلادنا الأحزاب التي تُشكل دويلات تحت رداء دولة لم يتبق منها إلا القشرة، تربط أفراد هذه الأحزاب التي معها نعيش تحت ما هو أخبث من احتلال.

آه يا حبيبتي لو تعرفين كم أنا متألمة؛ متوجعة على كل ما يحدث.

أتدرين يا حبيبتي؟ لقد تكسر قلمي، وتبعثرت عباراته، وبهت ضياء ما يصوغ، فالليل الليل جاثم على صدري، وأنا منتظرة لبزوغ فجركِ؛ فمتى تسطعين؟

كلماتي تحمل حروفها ألف وجع؛ لذلك لن أطيل عليكِ فلا أريدكِ أن تتألمي؛ يكفي نحن.

المخلصة لكِ



مشاركة منتدى