عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

أشواق مليباري - السعودية

نجمة تشع وتختفي


نظرت بدهشة إلى السماء من خلال زجاج النافذة.

كانت نجمة عالية تومض بنورها الأحمر وسط الظلام. التفتت إلى أختها الكبرى مستلقية على أريكة وهي تتصفح مجلة بين يديها بلا اهتمام. تميل برأسها طربا ذات اليمين وذات الشمال، وفي أذنيها سماعة صغيرة متصلة بجهاز.

هزتها من كتفها وقالت لها: "أنظري إلى تلك النجمة الحمراء".

أومأت الأخت الكبرى برأسها بلا اكتراث.

"إنها كبيرة جدا، تشع وتختفي".

أومأت مرة أخرى دون أن تنظر إليها.

"إنك لا تصغين إليّ". قالت الأخت الصغرى.

حملت لعبتها وغادرت الغرفة بامتعاض.

في مكتبه جلس الوالد أمام الحاسوب يستطلع أخبار المساء وهي تناديه:

"بابا. بابا. هناك نجمة حمراء تشع في السماء. بابا".

أجابها وعيناه مسمرتان إلى الشاشة:

"نعم. نعم نجمة حمراء، ربما كانت طائرة يا عزيزتي".

"لا ليست طائرة، إنها لا تتحرك من مكانها"

"نجمة

"نجمة حمراء كبيرة للغاية".

"أهّا. ربما تكون مستعراً أعظم".

"ماذا؟"
أجابها وعيناه إلى الشاشة: "تنفجر بعض النجوم، حينما يُستنفد مخزونها من الوقود الذي يُحدث التفاعلات النووية بداخلها، فتلقي بغلافها إلى الفضاء وتتكون حولها سحابة كروية براقة من "البلازما" وتتلون بالأحمر وبالأزرق أيضا".

"تنفجر؟"

"أجل يا حلوتي، تنفجر وتموت. ببساطة المستعر الأعظم هو نجم ميت".

حدقت الصغيرة بوالدها، اخترقت نظراتها (الزمان والمكان)، وسرحت بخيالها وعينيها إلى فضاءات بعيدة، كون غارق في ظلمات سرمدية، ونجوم تسطع وتتوهج، ثم تنفجر وتتلاشى.

عاد الأب يتحدث وهو منشغل بشاشته: "ربما يكون النجم قد انفجر منذ ملايين السنين، وما زالت أشعته تصل إلينا، فسديم السرطان مثلا نتج عن انفجار هائل رصده الفلكيون الصينيون والعرب وشعوب أميركا الأصليون، وهو مازال يشع حتى الآن. هل فهمتِ الآن يا حلوتي؟"

حينما التفت إلى حيث كانت تقف ولم يجدها، هز رأسه وهمس: "جيل غريب، دائماً في عجلة من أمره لا يصبر حينما يسأل، ولا ينتظر الجواب".

في المطبخ وقفت الأم تغسل أطباق الطعام وهي تدندن بأغنية قديمة يحفظها الجميع.

جذبتها الصغيرة من طرف ثوبها: "ماما. ماما".

رفعت الأم حاجبيها، ونظرت إليها وهي ما زالت تترنم بالأغنية، كأنما تدعوها لتشاطرها الغناء.

"ماما اسمعيني. ماما توقفي أرجوك".

توقفت الأم عن الغناء وابتسمت لها. "نعم يا حبيبتي؟"

"في البعيد نجمة تشع وتختفي، تنفجر وتتطاير كما الألعاب النارية، وحولها نجوم أخرى.
ماما لماذا يموت النجم؟ بابا يقول إن النجوم كجدتي، تموت هي الأخرى".

تنبهت الأم إلى العينين الحزينتين الغارقتين في الحيرة، ولم يغب عنها القلب الصغير الذي تفطر حزنا قبل شهور لفراق الجدة الحنون. جففت يديها. انحنت واقتربت من طفلتها" فكرت قليلا ثم قالت:

"اسمعي يا صغيرتي، بعض النجوم ترسل ضوءا ضعيفا لا يُرى، فهي وإن كانت هناك لا يدرك وجودها أحد، وفي الكون نجوم أخرى تشع في السماء كالمصابيح المعلقة، ينبعث ضوءها يغمر الفضاء الرحب من حولها، وحين تموت تختزن كل ما بقي من طاقتها لتتحول إلى هالة من الأضواء الملونة، تطلقها لتعبر المسافات والأزمنة، لا شيء يوقفها عن الاستمرار في ذلك السفر الطويل. النجم العظيم لا يتوقف عطاؤه، ولا يخبو ضوءه، ولا ينتهي جماله. ما نراه من هذا النجم هو ماضيه، حين يكون الماضي جميلا، يكون الحاضر كذلك، ويكون المستقبل أجمل".

ارتسمت على وجه الصغيرة ابتسامة الرضا. طوقت أمها بذراعيها، وطبعت قبلة على خدها، وغادرت المطبخ.

نادت الأم ابنها البكر بعدما انتهى من تناول الطعام، وكان يسمع ويراقب ما يجري فكلّفته إحضار بعض صناديق التموين من الفناء.

خرج الفتى على الفور، وفجأة تنبه وهو يحمل الصناديق إلى ضوء أحمر يومض عاليا جدا فوق المباني المجاورة. أخرج هاتفه المحمول من جيبه. نظر إلى شاشته، وإذا إشارة قوة الإرسال تضيء بمستوياتها الثلاثة. استبشر ودخل الدار ينادي مبتهجا:

"أمي. أبي. مفاجأة سارة: برج الاتصالات الجديد بدأ يعمل".

D 25 أيار (مايو) 2013     A أشواق مليباري     C 37 تعليقات

14 مشاركة منتدى

  • كل عام والجميع بخير
    تحية لأستاذنا مهند النابلسي رائد كتابات الخيال العلمي في عود الند.


  • مسالنور والهناء الجميع" اشواق ميلباري
    عود الند سلام مضمخ وتحايا عاطرة

    لم تكن " عود الند "، ولم نكن، نعرف، ما تخبئه صفحات الاعداد الا بعد ان اثرت بدواتها لكل من يغرس ليروي كما مزن الماء، وكما ترصد الامال الوصل اذ احتبس الودق بشح يبلغ،
    هكذا تبرق في ظل عود الند تلمع اعلاما كل الانامل، حتى التمست منهم الريح ان تنال من صدق حروفهم، تنقيط وترقيط، لتسابق الى مجد اصيل،
    من دوح الند عودا كتابا قراء متابعين مهتمين وادارة مجلة، هكذا ناشر عود الند، د . عدلي الهواري، نحتسي من هذا الدوح لينبسج كل حين زهو نما وفخر،
    تلك كلمات دعوها تكون، كلمات اولى، ما بين الخد وقوس العين،
    كلمات لجدل زمان، آلان والفائت،
    للجميع تمنياتي
    تحياتي
    اشواق ميلباري، صانعة السلاسة والسرد البسيط، سلمت بوركت وهنأت
    عود الند والجميع ،
    كونوا بكل خير مع جل اعتباري

    مكارم المختار


    • مكارم المخنار

      ترأفي بنا يا سيدتي.. وأنت تستخدمين هذه اللغة المبجَّلة المنسية

    • مساء مضمخ بالمسك مزين بياسمين الصيف مغسول بضوء القمر..

      قراءتك شرف لنصي المتواضع، وكلماتك أكبر منه.
      أقف عاجزة خجلة أمام جميل ما خطت يدك هنا من كلام لا أستحقه.

      شكرا جزيلا أستاذتي شهرزاد
      شهرزاد الحكاية القصيدة والسحر.

    • مسالنور الجميع بعاطر التحايا
      ابراهيم يوسف نهارك وايامك مضمخة باليمن الخير والبركات
      وحيث تراتبية مداخلتك الكريمة متقدمة عن رد اشواق ميلباري تسلسلا، اوجب ان يكون اول الرد لكم وفق التسلسليةهذه ولو حاولت ان اتبع الابجدية تراتبا لأيضا وجب الرد لك ذي اول حيث " الالف يليه الباء حرفان في اسمك " و " الالف والشين حرفي ااسم اشواق " عليه عله من صوب ؟ واتمنى...
      الان، تمهل علي ورفقا، عله حرف ضاحك بفم مشاكس، او لفافة ضور منه يسطع عود الند، او زجاج يستجير عيون النهار عله؟
      وما دمنا لسنا الوحيدين هنا، لن ولن يكون هناك استهلاك للكلمات ولا حروف مبتذلة من كثرة الاستخدام

      للجميع جل امتناني عود الند دعينا نرى الفخر بيننا
      تمنياتي وتحياتي

      مكارم المختار

    • مسالنور والهناء الجميع
      اشواق ميلباري بالدعاء احييك والرجاء لك ابتهالا

      عود الند، غيمة تلحق بنا، مزنها مطرات رحلات الى فضاء الثقافة، لا تغفو منها مقل، ولا لمسة شمس تفرك عين النهار، لانها ( لاننـ ا ـ عود الند، قراء كتاب اقلام ناشر " لسنا حجر عثرة، ولا خطى عجلة، منها الضجيج يفر، او يسكن الصدى عند صمتها، بل كل ذلك صوت الصدى في انتظار ايام اعداد مقبلة واصدار جديد يقتل الوسن ويصرع الغو

      للجميع ولك اشواق ميلباري صادق المنى والدعوات
      تحياتي

      مكارم المختار وعذرا لحروف يطلب الترأف منها

    • تأكدي صديقتي ان قلمك يراع يأخذ الى حيث المتواضع السلس البسيط، النقي، غير مبتذل الكلام ولا مستهلك الاستخدام . تحياتي.

  • أرى الفكرة لطيفة وبسيطة ولا تحمل هما تربويا كبيرا.
    والهم التربوي في رأي ليس شرطا مطلوبا في كل مرة.
    أسلوب بسيط تميز به الأخ محمد التميمي.
    لم يخلُ من المعلومة المفيدة.
    لكن التفتيش عن المفردة البراقة.. تستدعي بالتالي التفتيش عن مكان يناسبها.
    لعل استخدام المفردة اللازمة بلا اجتهاد هي الأفضل..؟
    الكلمات الأخيرة كانت تستدعي بعض الفذلكة لكي لا تأتي جافة أو مبتورة.
    لكن ترتيب النص كان منصفا لك.


  • صياعة جذابة رائعة لقصة اطفال من الطراز الأول .


  • تحية الى الصديقة اشواق. قرات نصك فأثار في خواطري بعض افكار وحين استرسلت الى قراءة التعليقات كُبحت كل افكاري فعدت الى قراءة النص مرة اخرى، وعدت الى عدم الرضا بان نصك قصة اطفال او خيال علمي، ولم اجد غير ان تكوني انت الحكم. وجدت في نصك عمق افكار عهدته منك رغم بساطة اشد من سوابقها.
    لم يلفت نظري كثيرا ان بطل النص طفلة ولا المعلومات العلمية فيها.... ولكن...ان افراد عائلة واحدة قد يختلفون في طريقة تعاملهم مع امر ما وشخص ما، منهم من لايكترث، ومنهم من يشط في خياله، ومنهم من يكون حكيما، ومنهم من يكون حالما..كل يعمل على شاكلته....وكل فرح بما لديه... وما لفت نظري ايضا اننا قد نرى اشياء ولا نراها، نرى اشياء ونفسرها دون ان نعيشها، ونرى اشياء صغيرة بسيطة ثم نجد لها تفاسير كبيرة مضخمة ما انزل الله بها من سلطان، وكاننا لانرى ما نرى فلا قيمة لما نفسر وهذا قوله تعالي( فلا اقسم بما تبصرون وما لاتبصرون).....وما لفت انتباهي اننا نرى شيئا هو بسيط في ذاته ولكننا نجد له تفاسير خيالية وبمجرد ان نخرج من قوقعتنا من البيت حتى نراه شيئا آخر لا علاقة له بكل تصوراتنا....فهل شططت وشطحت بعيدا في فهمي؟ ام هذا قصدك ؟


    • اشواق مليباري سلسة الكتابة وتعطي مثالا لسرد قصص بعفوية وتواضع، حتى انها تضع امامي كيف نجد احيانا امهات وجدات يحكين باسلوب شيق يمثله الطابع المتناغم مع حواتيت "ستاتنا ـ النانات". اني ارى اشواق الوالدة الام التي تهدهد ابناءها تجمعهم على صوت منها يغرد بقص وحكايا، او انها تضع نفسها "حكواتية،نانا، جدة" لابناءها حين تشدها رغبة في ضمهم. نصوص اشواق رقيقة، غير متكلفة، هادئة.

    • لا لم تشطط أستاذ محسن.. بل أصبت هدف. 
      ما الأسرة الصغيرة التي يختلف أفرادها في تفسير حدث معين دون تحقق، إلا إنعكاسا لمجتمع يستقبل الأحداث بما تفضلت به"منهم من لايكترث، ومنهم من يشطط في خياله، ومنهم من يكون حكيما، ومنهم من يكون حالما" وغالبا دون تحقق أيضا
      شكرا جزيلا على تعليقك وتحليلك 
      تحيتي وتقديري

    • شكرا لك أستاذتي مكارم
      ما أنا إلا تلميذة في صفك.

  • النص لطيف مسلي نهاية لم أتوقعها وهذا ما أسعدني. نص يحوي براءة الطفولة وبعض النصائح غير المباشرة في التربية دون ان تتأثر بنية النص.
    أبدعت أستاذة أشواق


  • أشواق النجمة التي تشع هلى الدوام

    أما أنا يا عزيزتي لما قرأت النص وجدت فيه من أول وهلة مسألة تربوية وسلوك مقصر متفشي بين من كان في عنقهم حق التربية، وهو عدم الإكتراث لأسئلة الطفل وعدم إرواء فضوله بالإجابات الصحيحة والملائمة للسؤال.

    تسأل الطفلة بإلحاح عن نجمة تشع وتختفي والكبار لاهون عنها لم يأخذ أحد بيدها ويرافقها إلى حيث يرى ما رأت. بل كل يقدم تفسيرا حسب هواه وما يتوقع أن يكون ذلك الشيء. بينما الأجوبة المقدمة للطفل يجب ان تكون على جانب كبير من الدقة والصدق فهي تنقش على ذاكرته مدى الحياة، ومن الصعب أن تلغي من عقل إنسان فكرة راسخة منذ الصغر أخذها عن والديه أو معلمه الأول.

    اراه نصا واقعيا يقدم حقائق علمية وليس من الخيال العلمي.


    • عزيزتي زهرة الجزائر
      معك حق، وكلامك عين الصواب. 
      لعل إهمالنا لأسئلة الطفل وعدم إدراكنا لأهميتها بعض أسباب تخلفنا عن العالم الغربي؛ والذي يولي تعليم الطفل وتثقيفه عناية كبرى. 
      وتأتي في الغالب إجاباتنا كقوالب جاهزة ورثناها عن الآباء، وإن كنا تخلينا عن اسكات الطفل، إلا أننا لم نكلف أنفسنا لإعطاء الإجابات الدقيقة. 

      شكرا لمرورك العاطر

      تحيتي

  • السلام عليكم , اود ان اعبر عن اعجابي بنصك , الحقيقة انتِ ثاني كاتبة سعودية أقرأ لها بعد أثير عبدالله , وكلما قرأت لكاتبات سعوديات زاد اعجابي بكتاباتكم اكثر فهي لها نكهة متميزة , اتمنى لكِ التوفيق دائما


  • هي أشواق مليباري تلك التي تجيد سكب مدادها بترفق جميل
    هي قصة ناجحة مئة بالمئة بلغة مناسبة ترتقي بلغة الطفل دون جهد وتأخذه إلى اطلاق الخيال دون أن تغلق عليه نوافذ لتفتح أخرى، مستريحا يبحر عبر أحداثها المتسلسلة يحفزه الضوء الأحمر للتفكير ووضع الاحتمالات.. الطفل يتجاوب مع منطق السؤال والجواب لأن عقلة يبدأ بإطلاق الأسئلة حول كل شيء، النهاية ناجحة تماما حيث أتت بالدهشة بالطريقة الحانية إياها التي توائم عقل الطفل، والقصة أصلاً للأطفال....
    أطلقت الطفلة سؤالها حين تحسست بالضوء الأحمر خطراً.. تغيير التجاوب بين الأب والأم في منح الطفل ما يقنع به أمر طبيعي ووارد فالأم في طبهعا تغذي روح طفلها كما تغذي مشاعره وعقله ولهذا كان تجاوبها ملائماً لدورها

    شكراً أشواق لهذا النجاح الرائع.. وأشد على يدك بقوة


    • أستاذتي الغالية هيام
      لحضورك العاطر هذا الصباح وقعه على النفس والروح، ترجمه اللسان بأغنية ( ست الحبايب) 
      سعيدة جدا لكلماتك الرائعة والمنصفة.. وكنت حتى الأمس أشعر بعدم الرضى عن النهاية إلى أن جاء تعليقك وتحليلك للنص اليوم يشجعني، يشد على يدي، ويدفعني بقوة إلى الأمام. 

      أشكرك من أعماقي
      وافر محبتي واحترامي

  • وكأننا هنا ببازار جوائز هواة عربي تتخلله تعبيرات متحيزة مثل "مئة بالمئة والنجاح الكبير" : أين الموضوعية والتوازن باطلاق الأحكام جزافا والتعميم الكاسح المنفر ؟ متى نتبصر بهدؤ ونستمتع بالنصوص ولا نخشى ان نوجه لها النقد الدبلوماسي البناء اذا ما استدعى الأمر ...


    • هو نجاح كبير في نظر أستاذة تبصر تلميذتها ترتقي ولو درجه واحدة على سلم النجاح. هذا ماشعرت به حين وضعت كلامها نصب عيني وأنا أكتب، يمكنك الإستفادة أيضا من توجيه الأستاذة هيام إن تمعنت قليلا في تعليقاتها السابقة، ويمكننا جميعا أن تتعلم الكثير من أسلوبها الراقي في التعامل مع من هو أقل منها خبرة. مع التحية.

  • ما يعجبني في كتابات الأخت الفاضلة أشواق البساطة الآسرة، واللغة السلسلة الجميلة، فلا إخلال أو تقعر أو تكلف ... فهي كتابات كالماء الرائق يتدفق رقراقاً صافياً.
    ما لفتني في ردود فعل أسرة الطفلة أنها واجهت (التطنيش) من أختها الكبرى، أما الوالد والوالدة فقد أجابا عن تساؤلها البريء دون أن يكلفا خاطرهما أن ينظرا إلى ما رأت. وهذه مشكلة تربوية خطيرة، فلا يجب أن يعامل الأطفال اعتماداً على خبرات أو معلومات متوهمة أو ظناً أنهم يعرفون كل شيء ويفهمون قصد الأطفال، فالإجابة الصحيحة تعتمد على الرؤية الصحيحة وإلا كانت تضليلاً لا يغتفر.
    ومع ذلك فأظن أن الطفلة نالت وجبة معلوماتية جميلة، ولكن الأخ (الشقي) وأد الحلم الجميل.
    تحية للأخت أشواق هذا الأسلوب الجميل وأظننا في حاجة إلى المزيد.


  • سرد شيق وطريف ومعبر ، ولكن يبدو ان الكتابة للأطفال قد استهوت الكثيرين فتحولت كتاباتهم هنا لنصوص موجهة "تربوية" موجهة للأطفال والصغار !


  • أشواق.. كتابتك رائعة

    أكثر ما أعجبني بأسلوب كتابتك هو ترابط القصة فطريقة النقاش والحوار بين الطفلة وأمها وابيها يعكس ذلك الترابط اﻷسري القوي وتلك العاطفة اللذيذة في اﻷسرة.

    أما بالنسبة للنص فالمغزى منه كبير ومهم جدا
    فالنجوم كما اﻷشخاص تماما فبعض اﻷشخاص ترسل ضوءا ضعيفا جدا لا يُرى، فهي وإن كانت هناك لا يدرك وجودها أحد، وفي الكون "أشخاص" أخرى تشع "في قلوبنا " كالمصابيح المعلقة، ينبعث ضوءها يغمر "قلوبنا" الرحب من حولها، وحين تموت تختزن كل ما بقي من "أعمالها" لتتحول إلى هالة من "الخبرات في حياتنا" لتعبر المسافات والأزمنة، لا شيء يوقفها عن الاستمرار. "فاﻹنسان" العظيم لا يتوقف عطاؤه، ولا يخبو ضوءه، ولا ينتهي جماله. ما نراه من " الانسان العظيم" هو ماضيه، حين يكون الماضي جميلا، يكون الحاضر كذلك، ويكون المستقبل أجمل

    سلمت يداك أشواق... ننتظر منك المزيد


  • سطور تخبرنا ان لانكون كالببغاوات نردد مانحفظ ونعيش عالم الشاشات الالكترونية ..فقط الطفلة التي تعيش ارض الواقع احست بالضوء خوفاً او دهشةً او فضولاً والطفل الصغير الذي ما ان تحسس الاشارة حتى انضم الى الركب واصبحت فرحته هي في استخدام هاتفه النقال بجودة.الكل اسير الشاشات ماعدا الطفلة التي لم تكبر بعد.وليتها تبقى اسيرة دميتها فهي ادفأ من الشاشات ومن المصابيح المضاءة وحتى من النجوم الميتة .


    • غاليتي وأستاذتي هدى
      كلنا أسرى، معلقين في هذا الفضاء، نعتقد أن وجودنا فيه يحمل السلام إلى أنفسنا، وغفلنا أن الأمن والسلام في عيون الأطفال التي لم تتعرف عليه بعد.
      وتتكرر الأمنية، ليتني أنا بقيت أسيرة دميتي، أو كما غنت فيروز(ياريت ما كبرنا)

      شكرا لمرورك العاطر غاليتي
      تحيتي وتقديري

    • والله ياحبيبتي حتى الاطفال الان لم يسلموا لامن الجراح ولا من الحروب والذل فحين غنت فيروز كان الطفل يلعب في الباحة تحت شجرة الزيتون و صوت ضحكاته تصل الى الوادي والجبل اما اليوم فاطفالنا السالمون منهم خائفين و مترقبين حتى في خطواتهم الى مدارسهم خوفا من يد خاطف او عبوة ناسفة . ربما سنقول يوما ليتنا ما ولدنا ...

في العدد نفسه

كلمة العدد 84: "عود الند" تبدأ سنتها الثامنة

تراثنا الأدبي بين الوحدة والتنوع

قراءة في ديوان للهكواتي

خصوصية الإبداع الروائي لدى نجيب محفوظ

سينما: فيلم المجهول