موضوع اللوحة: مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني.

الشخصيات: المسؤول المتكرّش والرجل الكادح.

الحوار:

يوصل ناجي العلي المعنى والرسالة بلا حوار بين الشخصيات. ويستخدم أربع كلمات فقط هي «مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني» ليعرف المشاهد موضوع اللوحة.

يمثل المتكرّش في هذه اللوحة العالم. الرجل الكادح يمثل الشعب الفلسطيني. الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني قديم ولا يتوقف. ولكن الشعب الفلسطيني لم يحصل على حقوقه. لا يوجد موقف عربي رسمي لا يدّعي الحرص على حقوق الشعب الفلسطيني. لكن عندما يتعلق الأمر بفعل شيء، تجد الامتناع عن القيام بأمر يجمع القول والفعل.

في 2023/2024، شنّت إسرائيل حرب إبادة على مليوني فلسطيني في قطاع غزة. حتى الولايات المتحدة صارت تتحدث عن الحاجة إلى حصول الشعب الفلسطيني على دولة. ولكنها في الوقت نفسه لم تفعل شيئا لوقف حرب الإبادة، بل واصلت تزويد إسرائيل بأشد الأسلحة فتكا. والدول العربية أيضا لم تفعل شيئا، وتهربت من عمل شيء، ولجأت إلى إسقاط مواد غذائية من الجو، علما بأن تحليق طائرات في سماء قطاع غزة لا يمكن أن يتم إلّا بتنسيق مسبق مع إسرائيل، وإلّا لكان مصير هذه الطائرات إسقاطها. الامتناع عن عمل شيء، والتعويض عن ذلك بتقديم مواد غذائية، هروب من القيام بفعل يوقف حرب الإبادة، فما حدث في غزة، ليس زلزالا يستدعي تقديم مساعدات إنسانية، بل حرب إبادة تستدعي أفعالا تؤدي إلى وقف الحرب عاجلا لا آجلا.

بعبارة أخرى، تكشف اللوحة زيف الحديث عن مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني، بل من الممكن قتل الشعب الفلسطيني وادعاء الحرص على حقوقه في الوقت نفسه.