أنا ورمضان والعيد حكايةٌ حَلوَى، طعمها غارق في العسل والألوان وسكّرها عالق بلسان خيالي، وشراهةُ الذّكرى لم تُذِبْ حلاوة عسلها منذ ولّت الطّفولة وتركتُ عادة انتظار موعد الإفطار مع بنات الحيّ وبين أيدينا كنوزنا الحُلوة في” علبة رمضان” أو” قنديل رمضان" نغنّي لها ونتباهى بها وقد نتقاسمها أو نتبادل بعضها لمزيد من الألوان والحلاوة.
لم يعد العمر يسمح بإقامة مراسم علبة رمضان، فهي من عادات الصّغار في مدينتي الصّغيرة، وقد كبرت، ولم أجد من يعرفها في المدينة الّتي انتقلت إليها، لذلك لم أفكّر في نقل (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
حلوى الذّاكرة
1 آذار (مارس) 2021, ::::: وهيبة قويّة -
وديع والقديسة ميلادة وآخرون
1 آب (أغسطس) 2006, ::::: غالب هلسا: مقتطفاتنامت نجمة ساعات قليلة، ثم أخذت تتثاءب وتتمطى. فجأة داهمها الشعور بأنها تأخرت. نهضت مسرعة وفتحت باب الدار. كانت بقايا الليل في أطراف الحوش، في الظلال المستقرة في الزوايا وخلف الدواب. سماء مارس بدت صافية بلا غيوم، سماء كما يجب أن تكون السماء: نجوم قليلة شاحبة، وزرقة داكنة. لسعها برد الصباح فعادت إلى داخل الدار وهي تعاني مشاعر متناقضة: عليها أن تسافر أولا ولكنها لا تحب أن تغادر بيتها. كانت تستطيع أن تسمع من الحوش حركة الفرس القلقة وهي تخبط بقدميها. الفرس هي الوحيدة التي تشاركها قلقها. الزيت (…)
-
رجال في الشمس
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: عود الند: مختاراتاقتحم أبو الخيزران الغرفة الأخرى وهو يحدق إلى ساعته. كانت تشير إلى الثانية عشرة إلا ربعا. توقيع الأوراق الأخرى لم يستغرق أكثر من دقيقة. وحين صفق وراءه الباب، لسعه القيظ من جديد، ولكنه لم يهتم بالأمر، وقفز الدرج العريض مثنى مثنى حتى صار أمام سيارته.
حدق إلى الخزان لحظة وخيل إليه أن حديده على وشك أن ينصهر تحت تلك الشمس الرهيبة. استجاب المحرك لأول ضغطة، وطوى الباب في لحظة دون أن يلوح للحارس.
الطريق الآن معبدة تماما وأمامه دقيقة أو دقيقة ونصف ليتجاوز أول منعطف يحجبه عن مركز المطلاع. لقد اضطر (…) -
وطن من زجاج
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: ياسمينة صالحعمي العربي هو نفسه يحكي عن نفسه، في حكاية يحكيها لي، ويحكيها لكل الناس، كمن يحكي قصة حب حميمة. يحكيها بتفاصيلها المدهشة. بنفس التفاصيل. فأجدني اقرأ الحكاية في عينيه حتى حين يصمت، وحين يبدأ في نفث دخان سيجارته الحزينة. الحكاية التي بدأت في أكتوبر الجزائري 1944، أيام اشعلت مظاهرات الرابع شيئا في قلب والده الذي لم يكن يملك إلا دكانا صغيرة، ليمارس فيها مهنته التي تعلمها عن أبيه وجده: الإسكافية. تصليح أحذية الفقراء التي لم يكن فيها ما يصلح أصلا، فيبتكر لها جلدا يطيل لها عمرها سنة أخرى.
كان (…) -
الأسماء المتغيرة
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: عود الند: مختاراتاندلعت نيران الحرب العالمية الثانية لتنسي جميع شعوب المعمورة كل أنواع الحروب السابقة. وانعكست أسوأ انعكاس على الصحراء الموريتانية. هلكت الأبقار، وكثير من الغنم والإبل. وهجر الناس مرابعهم، وأجدبت مراعيهم. وانتشرت المجاعة، وحصد مرض (انطير عليك) الشبيه بالكوليرا الآلاف والآلاف من الناس حول بحيرة (الركيز) وما جاورها. وأخطر من كل ذلك أن ماتت الأسواق، وانقرضت البضائع الضرورية، وخاصة قماش اللباس. لبس قسم كبير من الناس جلود الضأن. وانزوى بعض الأسر بين الأشجار مختفيا بعريه عن الأنظار.
واتجهت (…) -
الدلالات للبناء النرجسي في "وليد مسعود"
1 آذار (مارس) 2019, ::::: غالب هلسا: مقتطفاتأدناه مقتطف من قراءة الروائي والناقد الأردني الراحل، غالب هلسا، في رواية "البحث عن وليد مسعود" لجبرا إبراهيم جبرا عنوانها . القراءة نشرت في العدد 118 من مجلة "شؤون فلسطينية". أيلول (سبتمبر) 1981.
لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن ينكر أن الرواية قد رسمت لنا صورة كاملة لدكتاتور العالم الثالث، من خلال شخصية وليد مسعود: الشخصية الأبوية الطاغية، رفض الحوار وسماع الرأي الآخر، وضع آراء سطحية موضع التقديس واعتبار كل من يعترض عليها حاقدا، سيء النية، وعميلا لدولة أجنبية، والإحساس الغيبي بأن القدر —أو (…) -
سعيد الأمين - المغرب
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: سعيد الأميننزل من الحافلة وفي يده حقيبة صغيرة الحجم تبدو من شكلها وجلدها المهترئ أنها قديمة الصنع، وأن صاحبها لم يغيرها منذ أن ابتاعها. وقف هنيهة رافعا رأسه في البناء العالي الذي أمامه ينظر إليه ويقول في قرارة نفسه: "كما تركتك، أنت كما أنت، لم تتغير،" فأخرج نفسا عميقا ثم أضاف مُسرا: "وكيف تتغير في عشرين سنة ولم تستطع قبل ذلك قرون أن تنال منك. ها أنت ذا باب بردعين كما عرفتك وعرفك آلاف غيري، لا تزال صامدا مصرا على تحدي الزمان وتأنف أن تركن لهرمك. أما أنا فكما ترى، ليس لي من الفسيفساء ما أخفي به تجاعيد (…)
-
مقتطف من رواية رجل من الماضي
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: عود الند: مختاراتأدناه مقتطف من رواية عنوانها "رجل من الماضي" للكاتب رياض حلايقة. الناشر: دار دجلة، عمّان (2014). تمزج الرواية الواقع والخيال؛ والطبيعي والغرائبي.
كانت حكاية جو أشبه بأسطورة تناقلتها الأجيال. سميت البلدة جيرسي. في شارع فرانكلين مقهى روبرت.
فوجئ بكيس ملقى أمام المقهى. اتصل بالشرطة. كانت جثة محنطة. بعد أيام ظهر رجل كابوي بصورة غريبة. سأل الرجل: ما اسم هذه البلدة؟ أجابوا: جيرسي. قال في نفسه: أين ذهبت قريتي؟ غادر غاضبا. توجه إلى حديقة وسط البلدة. ألقت الشرطة القبض عليه. تابعت الصحفية سوزي (…) -
مرافئ السراب (*)
1 آذار (مارس) 2009, ::::: عباس علي عبود(*) أحد فصول رواية بهذا العنوان. الفصول الأخرى تنشر تباعا في الأعداد القادمة. يمكن الرجوع إلى ثلاثة فصول نشرتا في الأعداد 14 و 23 و 33. . اتاشا تومانوفا
شمس آفلة
صهيل جريح
طفل يحبو
فوق بساط الريح.
وحينما تعرّتْ الأشجارُ
من مواسم اللقاح
استقرّ في حشاشة الندى
أحلامُ طفلة
ضفافُ وردة
دوّخها الأريج
بدّدها النواح.
وفي الطريق
على حافة الاحتمال
وفوق ذرى النشيد
أدركهم الوقتُ
والنداء
لا رؤيا
ولا سفوح للبريق.
طارق عبد المجيد على قوس الأمنيات يلاحقه طيف عنيد. (…) -
السوط والصدى
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: عود الند: مختاراتجلسـت بالقرب من الربوة الخضراء أتأمل المياه المتدفقة عبر المنحدرات والمسالك الملتويـة. كان كل شيء يغني ويرقص. الطيور والأزهار المتمايلة تغازل النسمات وتعانقها في دلال متباين. كانت حقيقة الخضرة أصدق من حقيقة النفس. الطبيعة تناجي الروح الحالمة وتستهزئ من الحقيقة نفسها، الحقيقة المخبأة في غرور النفس وجبروتها. كنت منفـردة في غرامـي وعشقي لهذا السحـر. وفي صراع بين الحلم والحقيقة وجدت نفسي أركن إلى الوحدة التي ألزمتني الصمت والتأمل، وألبستني رداء الحزن والكآبة، وأمطرت عيوني دموعاً حارقة حتى أشفقت (…)