عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 7: 72-83 » العدد 82: 2013/04 » الإذاعة المدرسية وأثرها في بناء شخصية الطالب

فراس حج محمد - فلسطين

الإذاعة المدرسية وأثرها في بناء شخصية الطالب


فراس حج محمدتعدّ الإذاعة المدرسية وسيلة مهمة في بناء شخصية الطالب وصقلها، وجعلها أكثر اجتماعية من خلال التواصل الجماعي مع الطلاب والمعلمين في بيئة المدرسة، وتنمي في نفس الطالب القدرة على الحديث في جموع المستمعين بجرأة ولباقة بعيدا عن الارتباك والخوف، وتقضي على كل نوازع الخجل والانطواء.

ولا بد أن تحسن الهيئة التدريسية توظيف الإذاعة المدرسية بشكل فاعل، بحيث يكون هناك برنامج معدّ ذو أهداف تربوية وتعليمية تساعد الطلاب على أن يقبلوا على المشاركة الإيجابية في النشاط الإذاعي، وتكون بعيدة عن القوالب الجاهزة والروتين وتترك للطالب حرية اختيار ما يطرحه ضمن السياسة العامة التربوية والمناسبات الوطنية والدينية والأحداث المهمة التي تشغل بال التربويين والعاملين في المجال التربوي.

وفي اعتقادي أن الإذاعة المدرسية هي عامل نشاط عقلي ووجداني يعبر فيه الطالب عن رغباته ومواهبه وآرائه، وعلى الإدارة المدرسية أن تراعي تلك الميول وتعمل على رعايتها، وعلى أن يكون النشاط الإذاعي معبرا عنها بشكل يُرضي ميول الطالب، ويحقق نوازعه الذاتية في التعبير عن ذاته تجاه الموضوع أو المناسبة المعنية بأي شكل يريده، سواء أكان ذلك بمقال قصير أو أغنية أو قصيدة أو حتى طُرفة أو قصة أو مسرحية، وألا يمارس على الطلاب القمع أو التدخل المفضي إلى إلغاء شخصياتهم التي لا بد لها أن تتشكل أولا وتصقل وترعى في البيئة التعليمية، والتي هي حاضنة حقيقية للطلاب، وهي المسئولة عن توجيههم التوجيه السليم المباشر وغير المباشر، لتساهم في إيجاد طالب متفاعل واجتماعي، يتعلم ويمارس القيم الاجتماعية الإيجابية في عرض الآراء والاستماع لها أو الرد عليها بالطريقة التربوية والسلوكية المقصود تعلمها في المدرسة.

ومن أجل إيجاد إذاعة مدرسية ناجحة ومحققة لأهدافها لا بد من أن يُحرص على الأمور الآتية:

العدالة في مشاركة الطلاب: فلا تكون الإذاعة المدرسية حكرا على فئة خاصة منهم، كأن يسيطر عليها الطلاب المتفوقون في التحصيل، ويُهمل الطلاب الآخرون، بل إنه لمن الضروري أن يشارك جميع الطلاب في البرنامج الإذاعي عبر آلية وخطة زمنية تكفل مشاركة الجميع وبالتساوي على مدار العام أو الفصل، وأن يُراعى إشراك الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقون)، لتساهم الإذاعة المدرسية في إدماج هؤلاء في البيئة التعليمية دمجا طبيعيا أسوة بزملائهم، وإعطاء حقهم في التعبير عن آرائهم، مهما كانت تلك الإعاقة، وكذلك منح الطالبات الفرصة على قدم المساواة مع الطلاب في المشاركة في الإذاعة المدرسية في المدارس المختلطة.

التنوع في البرنامج الإذاعي: وأعني هنا بالتنوع في البرنامج الإذاعي أمرين: الأول، التنوع في شكل المادة التي تقدم أمام الطلاب بحيث تشمل أشكالا إبداعية متعددة، فلا تقتصر على الخطابات والمقالات والنقل من الكتب المقررة، بل لا بد من أن يكون هناك أشكال أخرى من إبداع الطلاب كالنشيد والأغنية والقصة والمشاهد المسرحية. وأما الثاني، فيتعلق بالتنوع الموضوعي، فيتحدث الطلاب في موضوعات متعددة تربوية واجتماعية ودينية، والاعتماد على مصادر متنوعة في استقاء برنامج الإذاعة اليومي، ولتكن كل مصادر المعرفة مجالا طبيعيا يستفيد منه الطالب الفائدة التي تؤهله ليكون مسئولا عن اختياراته فيما يقدمه خلال البرنامج الإذاعي.

تشجيع الطلاب على المشاركة: ويمكن أن يتم هذا التشجيع من خلال أساليب ووسائل متعددة، ومنها: التكريم اليومي والمستمر لأفضل فقرة في البرنامج الإذاعي اليومي، والإشادة والثناء بمجهود الطلاب الذين نفذوا البرنامج من خلال كلمة قصيرة لمدير المدرسة أو المعلم المسؤول قبل أن يتوجه الطلاب إلى الغرف الصفية، إشعارا لهؤلاء الطلبة أن الهيئة التدريسية بما فيهم المدير يهتمون بما يقدمون ويستمعون لهم جيدا، ويمكن أن يشارك كل يوم أحدُ المعلمين الطلابَ في تقديم الإذاعة المدرسية، فيخصص للمعلم فقرة يتحدث فيها، ليشعر الطلاب بأنهم هم والمعلمون في سياق تربوي واحد، ليكون ذلك أدعى لهم للمشاركة الفاعلة كل يوم، وقد تلجأ الإدارة المدرسية لتخصيص جائزة لأفضل عرض معين يُعلن للطلاب من أجل التنافس على إعداده وتقديمه، ومن خلال لجنة تحكيم خاصة يتم إعلان أسماء الفائزين وتكريمهم.

وأخيرا، وحتى تؤدي الإذاعة المدرسية أهدافها وتكون عاملا لبناء شخصية الطلاب البناء التربوي والعقلي والسلوكي والوجداني السليم لا بد من الابتعاد عن الارتجالية والتنفيذ العشوائي لفقرات الإذاعة المدرسية، وكأنها همّ يجب علينا أن نتخلص منه، لنتابع ما هو أهمّ. إذن لا بد من أن نثمن دور الإذاعة المدرسية في أنها وسيلة لغاية أعظم، وهي إيجاد طالب يفهم ذاته ويحسن التعبير عنها، ويفهم الآخرين ويحسن التعامل معهم، وليست مجرد روتين يومي وواجب حتمي ضمن مجموعة واجبات الدوام المدرسي.

D 25 آذار (مارس) 2013     A فراس حج محمد     C 2 تعليقات

1 مشاركة منتدى

  • من وجهة نظري المتواضعة، ومن تجربتي العملية التي اراها كل يوم خلال وقوف الطالبات للحديث على الإذاعة المدرسية وتصميمهن للحديث أن الإذاعة المدرسية تعطي بعدا جميلا للطالب وهذا البعد يتمثل بالبعد النفسي والثقة والتطورـ والبعد الإجتماعي من خلال حب الظهور والتفوق والبعد التعليمي على التدرب على الوقوف والعرض .. ونجد أن هناك أشخاصا وصلوا الجامعات وعندما يخرج ليقدم عرضا عن موضوع ما تجده يتلبك ويخجل ويتلعثم وقد يفقد نصف ما قد يقدمه بسبب هذا الامر لأنه لم يتدرب ولم يلقى حظا من الظهور او التحدث عبر الإذاعة المدرسية، أنا أشجع الطالبات الصغيرات على الوقوف امام المدرسة لإلقاء بعض الأناشيد الصغيرة حتى يخرجن من إطار الخوف والخجل والرهبة، الأمر يحتاج لدعم من الأخرين وثقة بأن لدي شيء جيد استطيع تقديمه


في العدد نفسه

عن مبدعة الغلاف

كلمة العدد 82: هل الأدب العربي (لا يزال) محظور(ا)؟

زهرة زيراوي: تكريم في المغرب

فاتن الليل: مساءلة الوعي الوجودي

تحديد النسب بالبصمة الوراثية