رعد صادق الميتاني - الأردن
عربي: رسالة من نفسه إليه
لا تبتسم. لا تُحرك الثغر. لا تُبد الندم، بل طأ جهنم إن فيها الرضوخ.
لا تبتسم. دع تعابير الابتسام، قد فات ميعاد السلام، شاخت عقارب الساعات، حان موعد الانتقام.
لا تبتسم. قد عاد يغريك الرضوخ بالابتسام، فيميل قد راقصة يغري الوقوف وقوفها، وأنت تمثل للوقوف في وطأة الحمئ الخجول.
نسفتَ أحلاماً لست أهلاً لتحقيقها، وأشعلت لفافة أخرى، أحرقتها باسم الرضوخ، وكتبت ألماً هو اسم لهذه الأمسية.
أعدتَ ملامحي للوجود، بنيتَ قاعدة الشموخ، خبأتها بستار الكذب، وجهزت جيشاً للاحتلال، ثم قُدتَه لحرب لم تكن ولن تكون، استولى على نفسه، وفقأ عينه اليمنى، ثم استكان لغفوة فيها من العمر دهرين، موارياً نحولته بطيف اسمه "الفرقة"، ليقنع خصمه وسارقه أنه الآن في نزهة.
فما معنى أن ينتصر الإنسان ولم ينتصر بعد على نفسه؟ للمازوشية فيك خراب تستجمله. أيرضيك الوهن؟ نصف لك من اسمه نصيب، ونصف له من اسمك نصيب. تهانينا.
يزعجني الذهول في عينيك أقرأه، وأنت تتلوى كثعبان أرهقه السم مقيم فيه. فتراك تنحني لانحنائك، مغلفه معدنك الأصيل، مزهو بحذائك ونضارته، فماذا تراك وجدت فيه؟ مشغولون بتأنيق أحذيتنا، ألأنّ قيمتنا فيها؟ لست أدري. دعه متسخاً، فيا حبذا لو كسب شرف الوطوء على الوجه الأنيق.
سأذكّرك. أنت الذي كنت تحمل فخر الأنا بعطف الكبير ومجد العلي. يثيرني غروب انحيازك لمعنى الكبرياء.
سأذكّرك. أنت الذي كنت وحدك ملتجأً لها بها، نصباً إلهياً لمعانيها، تجسد خلقها بتفاصيلك، وعنادك، وجنونك.
أتخشى الموت؟ سأذكّرك. أنت الذي قلت: "خذ الموت رهينة، إذا ما أردت الحياة".
لن أتحرش بالماضي، ولن أقف على الأطلال، أود لو تخط تعابير المستقبل، وتنسج بدمك عنوانه.
أرنو إليك والدمع سيد الموقف، مستعبد ذاتي، أكف عنه وأركن للسكون لحين مجزرة أخرى تحرك فيك روح الشجب والعتاب، على شاشة للكذب. على شاشة التلفاز.
يكفيني الآن. سأغلف لك هذا الألم، واضعه في جيب قلبك، تماماً عند عتبة الوهن، أمام باب للعدم، في منتصف الطريق بين الرق والحرية. أنظره. رتله. مزقه وانبذه.
عم مساء، حتى تتناول صبحك من ناب القدر، يرقد هناك على سرير للمضاجعة السياسية.
إلى ذلك الحين سأغادر. إلى اللقاء.
5 مشاركة منتدى
عربي: رسالة من نفسه إليه, مادونا عسكر/ لبنان | 27 شباط (فبراير) 2013 - 16:54 1
بل ابتسم وافتح قلبك وانطلق، فالابتسامة نعمة وسلاح.
تقبّل مروري أستاذ رعد
محبتي واحترامي
1. عربي: رسالة من نفسه إليه, 8 آذار (مارس) 2013, 13:26, ::::: رعد الميتاني/ الأردن
سيدتي مادونا عسكر: احترامي وتقديري.
عربي: رسالة من نفسه إليه, نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين | 1 آذار (مارس) 2013 - 11:45 2
أعرف أننا من وقت لأخر قد نترك رسائل لأنفسنا نقرأها عندما تلتهم الغربة والوحدة عقولنا لكني للمرة الأولى التي أقرأ فيها رسالة للنفس مكللة بصدق لا يمكن إنكاره وواقعية جميلة ..
1. عربي: رسالة من نفسه إليه, 8 آذار (مارس) 2013, 13:30, ::::: رعد الميتاني/ الأردن
سيدتي نورة: شكرا للثناء النبيل، ليسلم الذوق الرفيع، دمت بخير.
عربي: رسالة من نفسه إليه, زهرة يبرم/الجزائر | 10 آذار (مارس) 2013 - 04:44 3
الرسالة حين توجه للنفس تكون أكثر صدقا، وتكتب بحرية لامتناهية، بعيدا عن النفاق والمجاملات والزيف والكذب ..رسالة إلى الذات هي حرية التعبير في اجلى صورها بلا قيود..لكن انتبه..قد يصفونك بالجنون..
نص رائع استاذ رغد..الفكرة حزينة..كالواقع الحزين
1. عربي: رسالة من نفسه إليه, 12 آذار (مارس) 2013, 14:06, ::::: رعد الميتاني / الأردن
سيدة زهرة : كلماتك فيها من عطر اسمك .
نحتاج في كثير من الأحيان إلى الحقيقة ، وإن لم تكن حلوة المذاق .
أما الجنون فهو سر لن يفهمه إلا من يريد أن يحيا على طريقة غيره .
عربي: رسالة من نفسه إليه, سيرين عبود | 10 آذار (مارس) 2013 - 12:11 4
نص آخاذ متماسك وحافل بالكبرياء ، ولكن تعبير " المضاجعة السياسية " دخيل ولا ينسجم مع النص !
1. عربي: رسالة من نفسه إليه, 12 آذار (مارس) 2013, 14:00, ::::: رعد الميتاني / الأردن
شكراً على الإطراء سيدة سسيرين .
ويسرني تنبيهك ، آخذ به فيما سأكتب ، إن لم ينتهي بي الأدب إلى هنا .
خضرة القلب, د.محمد السعودي | 16 آذار (مارس) 2013 - 20:39 5
أخي رعد
فرحت كثيرا عندما وجدتك هنا حيث يجب أن تكون في علياء البوح
العربي الصادق
دمت مبدعاً
1. خضرة القلب, 21 آذار (مارس) 2013, 13:09, ::::: رعد الميتاني
د.محمد السعودي
سلمت وسلمت كلماتك .
إنه لشرف عظيم أن تأتي كلماتي على لسانك . فأنت الأخ المعلم .
دمت رائعاً