عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

رعد صادق الميتاني - الأردن

عربي: رسالة من نفسه إليه


رعد صادق الميتانيلا تبتسم. لا تُحرك الثغر. لا تُبد الندم، بل طأ جهنم إن فيها الرضوخ.

لا تبتسم. دع تعابير الابتسام، قد فات ميعاد السلام، شاخت عقارب الساعات، حان موعد الانتقام.

لا تبتسم. قد عاد يغريك الرضوخ بالابتسام، فيميل قد راقصة يغري الوقوف وقوفها، وأنت تمثل للوقوف في وطأة الحمئ الخجول.

نسفتَ أحلاماً لست أهلاً لتحقيقها، وأشعلت لفافة أخرى، أحرقتها باسم الرضوخ، وكتبت ألماً هو اسم لهذه الأمسية.

أعدتَ ملامحي للوجود، بنيتَ قاعدة الشموخ، خبأتها بستار الكذب، وجهزت جيشاً للاحتلال، ثم قُدتَه لحرب لم تكن ولن تكون، استولى على نفسه، وفقأ عينه اليمنى، ثم استكان لغفوة فيها من العمر دهرين، موارياً نحولته بطيف اسمه "الفرقة"، ليقنع خصمه وسارقه أنه الآن في نزهة.

فما معنى أن ينتصر الإنسان ولم ينتصر بعد على نفسه؟ للمازوشية فيك خراب تستجمله. أيرضيك الوهن؟ نصف لك من اسمه نصيب، ونصف له من اسمك نصيب. تهانينا.

يزعجني الذهول في عينيك أقرأه، وأنت تتلوى كثعبان أرهقه السم مقيم فيه. فتراك تنحني لانحنائك، مغلفه معدنك الأصيل، مزهو بحذائك ونضارته، فماذا تراك وجدت فيه؟ مشغولون بتأنيق أحذيتنا، ألأنّ قيمتنا فيها؟ لست أدري. دعه متسخاً، فيا حبذا لو كسب شرف الوطوء على الوجه الأنيق.

سأذكّرك. أنت الذي كنت تحمل فخر الأنا بعطف الكبير ومجد العلي. يثيرني غروب انحيازك لمعنى الكبرياء.

سأذكّرك. أنت الذي كنت وحدك ملتجأً لها بها، نصباً إلهياً لمعانيها، تجسد خلقها بتفاصيلك، وعنادك، وجنونك.

أتخشى الموت؟ سأذكّرك. أنت الذي قلت: "خذ الموت رهينة، إذا ما أردت الحياة".

لن أتحرش بالماضي، ولن أقف على الأطلال، أود لو تخط تعابير المستقبل، وتنسج بدمك عنوانه.

أرنو إليك والدمع سيد الموقف، مستعبد ذاتي، أكف عنه وأركن للسكون لحين مجزرة أخرى تحرك فيك روح الشجب والعتاب، على شاشة للكذب. على شاشة التلفاز.

يكفيني الآن. سأغلف لك هذا الألم، واضعه في جيب قلبك، تماماً عند عتبة الوهن، أمام باب للعدم، في منتصف الطريق بين الرق والحرية. أنظره. رتله. مزقه وانبذه.

عم مساء، حتى تتناول صبحك من ناب القدر، يرقد هناك على سرير للمضاجعة السياسية.

إلى ذلك الحين سأغادر. إلى اللقاء.

D 25 شباط (فبراير) 2013     A رعد الميتاني     C 10 تعليقات

5 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

عن مبدع الغلاف

كلمة العدد 81: الفيلم الصامت والنشر الورقي

تأثر العبرية بالعربية

تعليم الشعر الجاهلي للناشئة

تأثير الشخصيات الكرتونية على الأطفال