عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 7: 72-83 » العدد 79: 2013/01 » منفيون: الفلسطيني بين احباطات المنفى وإشراقاته

سعاد العنزي - الكويت

منفيون: الفلسطيني بين احباطات المنفى وإشراقاته


سعاد العنزيالمنفى كلمة مترامية الأطراف، تحمل في محاذياتها الكثير من الإسقاطات والدلالات المتنوعة التي توثق لحالة إنسانية معينة نشأت في ظرف غير طبيعي واستثنائي نقل الحالة الإنسانية من حيز الوجود الإنساني الطبيعي إلى حالة حصار دائم مع أسئلة اللاعدالة والظلم والاستبداد والتهميش المتعمد، ومحاولة مستبدة من المنفي لإثبات وجوده، والتعرف على ذاته ومواطن الخلل في العالم من حوله، ومن ثم النقاش المتواصل مع الذات عن كيفية الخروج من دائرة النفي المستمر، وخلق عالم متوازن بالنسبة له سواء في المنفى أو في صنع أمل العودة إلى هذا البعد الإنساني الذي حرم منه.

وكون المنفى كما أسلفنا متعدد المعاني ومتحول، فلا بد من التركيز أولا، وفي أول هذه السلسلة عن المنفيين، على أولى صور المنفيين، (بالنسبة لي أنا، كذات عربية، انطلق من هم إنساني عربي قومي تربت في بيئة صراع عربي فلسطيني، وشعارات قومية يطلقها العرب دوما فلسطين ثيمتها المتكررة)، ومفتاح أساسي في قراءة المنفى في الفكر العالمي المعاصر، لكون هذا واحد من أبرز أشكال المنفى الرسمية والمعترف بها عالميا كوخز للضمير الإنساني في العالم كله، فإن كان هناك من يتساءل عن واحدة من صور موت الضمير الإنساني على المستوى الرسمي معترفا به في مواثيق الأمم المتحدة، فليلتفت إلى القضية الفلسطينية، ويتعرف على كافة أشكال النفي للفلسطيني في العالم العربي، والعالم الدولي كافة، فالفلسطيني منفي بشكل رسمي متحقق على مستوى العالم وبوثيقة رسمية سواء في داخل فلسطين أو في خارجها، فهو إما منفي في شتات الأراضي في العالم، أو منفي في داخل الوطن العربي، والأدهى من ذلك إنه منفي في وطنه، وحيزه الضيق جدا.

الفلسطيني منفي في وطنه لأنه أجبر على العيش في حالة حصار دائمة، وفي جدار عازل يعزل بين أبناء الوطن الواحد والعرق الواحد، معرضين لحالة تفكيك وتفريق مستمرة، منذ أن زرعوا الاختلاف بين حركتي فتح وحماس، وقسموا الفلسطينيين تقسيما جغرافيا، مفصولا بالجدار العنصري. وحالات الحصار هذه تحمل معها الكثير من المظاهر المظلمة والظالمة لهم، فلك أن تتخيل أن لا يخرج من في الداخل الفلسطيني إلى الخارج الفلسطيني إلا بإذن وتصريح رسمي، وأن لا يخرج أحدهم إلى خارج فلسطين إلا بعدد من المحاولات المضنية، ونادرا ما يسمح له أن يعود من الخارج إلى بلده محمولا على نعش ليدفن في تراب المنابع و الجذور.

وفي الوطن العربي، تعد مواقف بعض سياسي فلسطين علامة هامة في التعامل مع الفلسطيني، فعلى سبيل المثال موقف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات رحمه الله، في مساندة العراق أثناء فترة الغزو العراقي للكويت، كان موقفا أثر لفترة معينة في صورة وفاء هذه المنظمة لمن ساندوها في قضيتها قلبا وقالبا. ولكن تبقى الشعوب العربية ومن بينها الكويت على أمنية قارة في مخيالها الجمعي وهي تحرير فلسطين وإيجاد حل عادل لهذه القضية الإنسانية، فأخطاء السلطة الفلسطينية السابقة غير قابلة للتعميم هنا.

وبالعودة إلى الفلسطيني والمنفى، فهو مشتت في بقاع العالم، يرى قضيته يتاجر بها عالميا ودوليا، ويناضل من أجل إعادة الاعتراف بذاكرة جغرافية وتاريخية أزيحت من تاريخ العالم المعاصر وغير معترف بها رسميا في مؤسسة سياسية غربية تعتبر نفسها هي المؤسسة المالكة للحقيقة الكاملة وغيرها مجرد بقية.

الفلسطينيون هم المنفيون على مستوى عالمي أممي، ولهم عدو متمكن في صنع الأكاذيب والأباطيل، بصياغة علمية وأكاديمية منتشرة على مستوى أكاديميات العالم الغربي ومؤسساته الرسمية، تواجههم آلية تشويه ومسخ معالم عدالة القضية الفلسطينية، بوجود تيار قوي أكاديمي يكتب لصالح صف الظالم والمحتل الصهيوني، بتشويه التاريخ، والاستناد على روايات تاريخية تتحدث عن حق العودة إلى القدس، من جانب، ومن جانب آخر ، تشويه صورة الفلسطينيين أمام شعوب العالم الغربية ، على اعتبار إنهم إرهابيون.

هذه الصور المغلوطة عن الفلسطينيين تجدها موزعة في الإعلام الغربي، بهدف تعميم نظرة مشوهه عنهم، وهنا لا بد من الإشارة إلى ثقل علاقة الصهاينة بالمؤسسة الغربية السياسية الرسمية المساندة لإسرائيل، ليس بدافع الحب المثالي الأفلاطوني الخالص، بل بدافع المصالح الاقتصادية المشتركة، والسياسية، والدينية الخفية والهادفة إلى خلق عنصر صراع في الوطن العربي، مستمر يكفل تأخر الشرق بكثير من الحقب الزمانية عنهم.

وينبثق ثقل هذه العلاقة من قاعدة ومفهوم سياسي وضحها ستوارت هول (Stuart Hall) في مقال عنوانه "الغرب والبقية" (West and the Rest) بأن الغرب متمثلا، في القوى الأوروبية والأمريكية، يعتبر هو المركز، بينما البقية هم الأطراف، المهمشة، ويتضح هذا بدلالات كلمة (البقية) هنا بأن الجميع وضع في خانة الرعية المستعمرة والمهمشة والخارجة عن نطاق صناعة القوة، وإنتاج المعرفة والإنتاج(1).

سيكون وضع إسرائيل مسنودة بالقوة الغربية، هو ما يجعلها مساوية لها بالقوة، فتعد هنا واحدة من قوى الغرب التي تحظى بالدعم والتشجيع، ومساندة لها في الرأي، طوال الحقب الزمانية المنصرمة. إلا أنني أقول بنظرة متفائلة إنه ثمة انفراجة حصلت بالاعتراف الأخير من الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب غير عضو، إذ تعني بداية تزعزع قوة وهيمنة الجانب الإسرائيلي المزيفة للواقع الفلسطيني.

‫جماليات المنفى

يحيلنا ما سبق إلى تصور إيجابي لدور الفلسطيني الخلاق في المنفى(2)، إذ كان المنفى في وجهة نظري المتواضعة، ردة فعل إيجابية من المثقفين والناشطين الفلسطينيين الذي يجتهدون على نقض وتفكيك الصور المغلوطة والمشوهة والدفاع بمنهجية علمية تشرح مواطن الخلل وترد برد علمي يجابه الصور المغلوطة بالحقيقية، والأدلة والصور والوثائق الكاملة.

وهذا ليس مقصورا على العمل الكتابي وحسب، الذي أسس بطريقة منهجية غطيت برسائل جامعية للماجستير والدكتوراه في الجامعات الغربية، بكثافة كبيرة، أكثر من غيرها من الدول العربية، مدروسة في العالم الغربي، مما جعل القضية الفلسطينية، حية ونابضة وموجودة في المنجز الكتابي الغربي، وتيارا مقابلا للتشويه الذي يقوم به من الجانب الآخر أكاديميون، صهيونيو الانتماء أو الميول.

ولعله من الجميل في الموضوع أنك ترى في بعض الأكاديميات وعيا جديدا يؤسس حلقات نقاشية حول الحق الفلسطيني، ومظاهر الحياة في فلسطين، في الداخل والخارج، حيث للمنفى معان عدة بالنسبة للفلسطيني، بطريقة رسمية ومعلنة، وظاهرية يقابلها نقاش غير معلن، وإن ظهر فهو يتم على استحياء ، يتطرق لجوانب متعددة من الخطاب الصهيوني بطريقة غير رسمية، مما يعنى صعوبة نطق الظالم بقصص الظلم التي يمارسها بصورة علنية، بل عليه أن يجد لها طريقا ومسارا محددا باختراع قصص وهمية عن ظلم المظلوم.

المرئي والمسموع: لغة المنفى الناطقة

بالالتفات إلى فن الصورة ، فهو فن اللقطات الذكية السريعة الكاشفة لمعاناة إنسانية تنبثق خلف هذه الملامح الإنسانية المنفية والمعزولة عن الحياة الإنسانية الحقيقية، فما توثقه صورة خاطفة وسريعة قد يكون أعمق أثرا في النفس الإنسانية من قراءة مجلد لا يحترف وصف معاناة إنسانية ما. ويقول محسين دموش (٢٠١٠) :

"يمكن القول إن الصورة الفوتوغرافية تشتغل وفق وحدة تامة تقدم نفسها على شكل كلية (totalité)، فمجموع العناصر المشكلة للعلامة الأيقونية تفرض على المتلقي تصورها بوصفها وحدة شاملة يصعب التقديم أو التأخير في نظامها المتجانس. إن هذه الوحدة هي التي تنتج الصدمة (le choc‬) ‪ لدى المتلقي، وتحفز عملية الاستقبال لديه، وتشحن في الآن نفسه فعله التأويلي بإمكانات متعددة"(3).

وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن الذاكرة التصويرية للمنفى الفلسطيني عبر تسليط الضوء على صور لفلسطينيين تم التقاطها بالتزامن مع مرحلة نفيهم من فلسطين في عام 1948، فهي صور أصدق توثيقا لحالة الهلع والرعب والفجيعة التي يعيشها المنفيون إثر طرد إسرائيل أكثر من 700000(سبعمئة ألف) مواطن فلسطيني (4) ليعيشوا حالة المنفى خارج فلسطين، وكثير من الالتقاطات الكثيرة لملامح الخوف والرهبة والفجيعة المصاحبة لمباغتات حالات النفي، وهي مرقمة على النحو التالي:

=1= الصورة الأولى ترسم لوحة مأساوية من الرحيل القسري إلى المنفى، وهذا المسير الحامل كل صور وأشكال الذل والعبودية، وتسيير الخطى مرغمة للسير بعيدا عن أرض المنشأ والجذور، فهي ترسم خطى ثقيلة، وأعين باكية ناظرة إلى الأرض، حيث لا أفق جديد، ولا أمل مشرق. ومهما حاولنا أن نصف هذا المشهد فإن اللغة تكاد توثق بحبال العجز لتصف تراجيدية الممشى إلى العدم، أو تعيد ترميم مشهد الرحيل أمام عيني تلك الصغيرة الباكية، التي تحاول لملمة شيئا من الوطن بيد أخيها الصغير.

لاجئون فلسطينيون

=2= ‬ الصورة الثانية تكشف حالة من البكاء الهستيري لفتيات تتراوح أعمارهن ما بين سن الطفولة إلى مرحلة المراهقة، بكائهن فجائعي، لاستئصالهن من جذورهن وانتمائهن، الذي فقدنه فتلونت طقوس الحياة عندهن وتساوي الأمور من مثل تعادل لحظات الأنوثة بالذكورة، واختلاط الحابل بالنابل، مرتديتان زي الأولاد ، ثياب الأولاد المخططة، وهذه لابد أن تكون حالة استثنائية فرضت عليهن، كون لا يوجد لديهن ما يكسوا عرائهن، كواحدة من معطيات حالات النفي الاستثنائي.

مخيم لاجئين فلسطينيين

=3= الصورتان الثالثة والرابعة: هما حقيقة مشهد عام لفضاء تسكنه هذه الشخصيات المهمشة والمنفية، خيام لاجئين خفيفة لا تقيهم برد الشتاء، ولا تحميهم من قسوة الرياح، تحجم إنسانيتهم في هذا الحيز الإنساني الرخيص، بمأوى متنقل كالخيام، لتزعزع وحدة انتمائهم لأرضهم، التي أزاحها الصهاينة وربطوا بدلا منها كل قوافل انتمائهم التاريخي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي المزيفة بها.

مخيم لاجئين فلسطينيين
مخيم لاجئين فلسطينيين

تنطلق حملات الدفاع عن قضية فلسطين في المنفى من الصورة البصرية إلى الرؤية السينمائية العميقة، وتجند كل الممتلكات الفكرية والإبداعية الخلاقة لحملات الدفاع عن الحق المغتصب والتاريخ، المزور، والقصص المفبركة، من قبل الآخر الصهيوني، ليكون فيلم المخرجة الفلسطينية مي المصري "أحلام المنفى" إنجازا سينمائيا ملتصقا بمعاناة المنفيين الحقيقية، وأطفال المنفى كانوا منطلق الحكاية في الفلم، الذي يؤكد على رؤية استشرافية للمستقبل، بأن الأطفال المشتتين بين ملجأ في لبنان وملجأ آخر في سورية سيلتقون برؤية واحدة ومشتركة هي العودة إلى أرض الوطن، كما يقول باسل ديوب (٢٠٠٤):

"وتتساءل طفلة المخيم وهي تزور قريتها المهدمة والمهجورة كيلو مترات قليلة تفصلها عنها ولكن الإسرائيلي قرر ذلك اغتصبوا الأراضي وسكنوا في المدن‫‬. (لن ننسى) كل خلجة في الروح الفلسطيني تلهج بها، لن ننسى وطناً مستباحاً، على جانبي الأسلاك الشائكة يلتقي اللاجئون في لبنان وسورية مع من بقي في فلسطين لقاء الجسد الممزق بعد عشرات السنين من التغييب ووسط ذهول الجنود يتعارفون بالصور وبالأسئلة بإيقاد الذاكرة على ملامح أشقاء وشقيقات وأمهات وآباء وأقارب أودعوا أرضهم ملامحهم ومضوا، يتبادل الأطفال التواقيع والتذكارات، ويحملون تراباً من أرض الفردوس المسلوب. اللقاء إرهاص للقادم وهو ما جرى بعد تحرير جنوب لبنان في 25 أيار 2000 فقد انبعث الفينيق الفلسطيني من رماده أواخر شهر أيلول 2000 ليرف بجناحيه على الأرض المحتلة 1948 و1967 وينبض قلبه في القدس عروس عروبتنا وتشتعل مخيمات الشتات مجدداً لينفتح الجرح، إنه الفلسطيني سيزيف العصر ومسيح الأسلاك الشائكة"(5).‬

كل هذا النفي والتشتيت يجعلنا نقرأ قصيدة محمود درويش، "أحن إلى خبز أمي"، قراءة تحليلية مضاعفة تنطلق من هذه الصور السابقة، وتضيف لها ذات المفكر والمثقف الشاعر، مخرجة الأشياء من حيزها وسياقها المرئي للبشر العادي إلى حيز الرؤى الفلسفية العميقة، ليغدو خبز الأم الفلسطينية وقود الذاكرة التواقة للعودة إلى أرض الوطن، ورائحة قهوتها أيقونة حواس متناثرة في فضاء المنفى تحث بقوة إلى العودة إلى الوطن. فكانت كلمات شاعر القضية محلقة في كل مرافئ المنفيين في العالم لتصبح أنشودة الكفاح والعمل الدؤوب من أجل استرجاع الوطن، بروعة صوت مارسيل خليفة المضمخ بكل طبقات الحنين، ولحن فلسطيني يختزل ذاكرة أمة أبية عصية على النسيان، وغير قابلة للنفي والتشتيت في تاريخ العالم الإنساني الحقيقي، وإن طال الأمد.

= = = = =

مراجع‫:‬

=1= Stuart Hall. ’’The Question of Cultural Identity.’’ In S. Hall, D. Held and T. McGrew, eds., Modernity and Its Futures, pp. 273-326. Cambridge: Polity Press, 1992.

=2= Edward W. Said. After the Last Sky: Palestinian Lives. Photographs by Jean Mohr. New York: Pantheon Books, 1986.

=3= محسين الدموش، الصورة الفوتوغرافية بين الدلالة والتدليل، رواق الفلسفة، ٢٤/فبراير، ٢٠١٠.

http://philosophie69.arabblogs.com/riwek21/archive/2010/2/1021061.html

=4= Roqayah Chamseddine. The Ethnic Cleansing of Palestine. 12 May 2011 (الصور من هذا الموقع).

http://frustratedarab.com/2011/05/12/the-ethnic-cleansing-of-palestine/

=5= باسل ديوب، ‫"‬ أحلام المنفى‫:‬ الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة‫"‬، الحوار المتمدن‫-‬ العدد ٨٧٢‫:‬ ٢٢‫/‬٦‫/‬٢٠٠٤

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=19732
D 25 كانون الأول (ديسمبر) 2012     A سعاد العنزي     C 3 تعليقات

2 مشاركة منتدى

  • مقالة بالحق نادرة وذات طابع شمولي تبدأ بمعالجة البعد السياسي لتنتهي بمعالجة درامية -سيكولوجية مصحوبة بصور معبرةمحزنة ،دراسة تهز الوعي الانساني وتشبةلحد بعيد الفيلم التسجيلي المعبر وكأن الكاتبة تستخدم التعبيرات المكثفة بدلا من الكاميرا، مستخدمة العدسات المختلفة "كعين الطائر والعدسة المكبرة" ، نافذة بمهارة اخراجية ابداعية لعمق الماساة الفلسطينية بمعظم ابعادها الانسانية وحتى الشعرية (بربطها الموضوع مع قصيدة محمود درويش :خبز امي)،والصور التي تشير لبكاء ونحيب الفتيات الفلسطينيات مع الشروحات المرافقة استثنائية في رصدها لماساة النفي والتشرد ، بعيدا عن الكليشيهات الكلامية النمطيةالتي مللنا من سماعها طوال ستين عامامع تجاهل الغرب المنافق لهابقصد...هنيئا لعود الند على انضمام مثل هذه الكاتبة الفذة لفريقها ...وأدعو الجميع لقراءة هذه المقالة التي تهز الوعي العربي الانساني ،كماأحث الكتاب الشباب النرجسيين للخروج من عزلتهم الابداعية و"سذاجة الرومانسية" والتفاعل مع عذابات الآخرين ومعاناتهم!شكرا للكاتبة المبدعة سعاد العنزي على هذه الدراسة التي يعجز حتى الفلسطيني المثقف عن الاتيان بمثلها.


    • الأخ الفاضل : مهند النابلسي..

      تحية طيبة وبعد، وكل عام وأنت بخير والأمة العربية والإسلامية..

      ماذا أقول أستاذي العزيز،، لا استطيع إلا الإنحاء حياء أمام هذا الثناء الذي باغتتني به لغتك الكريمة الفياضة بالنقد الجميل لمحاولتي ومشروعي الجديد حول فكرة المنفى، وماهي إلا محطة أولى لمشروع إنساني يتقاطع مع آلام المهمشين والمنفيين في هذا الزمن وهم كثر.. أنا أؤمن بأني لا أستطيع تغيير حقائق العالم، ولا شيئا من هذا السيل العنيف الذي يواجهه الإنسان، ولكن أؤمن بإن الإنسان قادر على تغيير تصوراته ونظرته للأشياء من حوله، وتحقيق لحظة وعي إنساني مشترك بآلام الغير، فتتم معالجة لهذا الشكل أو ذاك من أشكال الظلم السياسي والاجتماعي..
      تحدثت عن صور المنفيين، ومن ينظر لهذه الصور المؤلمة ولا يكتب مثل ما كتبت، لا أخفيك، فقد جلست تحت عرضة الألم أياما وأنا أنظر لهذه الصور !
      وقلت إنها محاولة نادرة مني، قد تكون كذلك حقا، وهذا يسعدني إن كان صحيحا، ولكن دعني أعترف ، كما اعترفت في مقالي الممهد لهذه الزاوية، هذه الفكرة استقيتها من كتاب " ماذا بعد السماء الأخيرة" لإدوارد سعيد، وطورتها..
      ألف شكر لك
      سعاد

  • الأخت سعاد
    لاشك انك كفيت ووفيت في كثير من جوانب الصورة التي تتطلعين إلى أن تأخذ مكانها في وجدان كل أصحاب الضمير الإنساني.
    من صورتك المرفقة فأنت ربما من الجيل الذي عانى آلام الاحتلال وتبعاته . ولاشك أن الفلسطينيون في كل مكان تواجدوا فيه رغم تعرضهم للنكبات لأكثر من مرة خلال الستين عاما الماضية نقول انه كانوا دائما قادرين على أن ينبعثوا من جديد وكأن أرواحهم أو جيناتهم التكوينية تتجدد بحكم تعرضها للنكبات المستمرة بيد أعدائهم أو بيد اخوانهم .
    عزيزتي
    قرأت انك متأثرة بكتاب المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد.. وهذا جميل إذ أن الرجل رحمه الله كان علامة بازة في علمه وفلسفاته وفي قعر بيت الغرب
    ونحن في انتظار ما ستخرجين به من فكر جديد يضاف إلى هذه المقالة المميزة
    تقبلي مودتي

    الفنان التشكيلي / عبد الهادي شلا-كندا


في العدد نفسه

واقعة من سنين الجمر

عن مبدعة الغلاف

كلمة العدد 79: عامان على محاولات التغيير في العالم العربي

تهنئة بالسنة الجديدة

ابيجرامات الشاعر عثمان حسين