عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

مهند النابلسي - الأردن

سينما: حدث ذات مرة في الأناضول


"حدث ذات مرة في الأناضول": فيلم تركي حاز عام 2011 جائزة التحكيم الكبرى لمهرجان كان. وهو كوميديا سوداء تدور أحداثها في أجواء من الواقعية الساحرة. أدناه عرض للفيلم ومقاربة تحليلية مع أربعة أفلام أميركية.

ملخص الفيلم:

يصور الفيلم الذي يستغرق عرضه اكثر من ساعتين ونصف، أحداث قصة شبه حقيقية تتناول قيام مجموعة مكونة من ضابط شرطة، مدعي عام وطبيب، بالإضافة لحافري قبور ورجال شرطة وشقيقين متهمين بالقتل (أحدهما معاق)، حيث تتجول ثلاث سيارات في المناطق الريفية للأناضول بحثا عن مكان دفن جثة، وتكمن المفارقة الكوميدية في عدم تذكر الجاني لمكان دفن الجثة بسبب تناوله المفرط للكحول ليلة الجريمة، كما أن هبوط الظلام وتشابه الملامح والتضاريس البصرية صعب من اكتشاف موقع الدفن.

بحث عن الذات والآخر

تكمن عبقرية هذا الفيلم الطويل اللافت، في تحول رحلتهم البوليسية هذه لرحلة اكتشاف للذات والآخر، حيث يجبرهم تجمعهم القسري والنادر طوال ليلة كاملة ونصف يوم آخر، لمناقشة مواضيع عديدة متداخلة ومتشعبة، منها كيفية تحضير اللبن، إعداد لحم الضأن، مشاكل التبول والبروستاتا، شؤون العائلة وقصص الزوجات والأطفال، المغامرات النسائية، الموت والانتحار، التراتبية الوظيفية والبيروقراطية ، عناصر السلوك القويم، ما يصح وما لا يصح، ثم يناقشون بإسهاب تفاصيل عملهم اليومي. وقبيل الفجر يتوقفون في قرية مجاورة لتناول الطعام، وبعد الوجبة يتم تدريجيا اكتشاف ملابسات الجريمة ليلة وقوعها، حيث اقدم الجاني وشقيقه على قتل الضحية بعد توثيقها وهو في حالة سكر كامل، ويكشف سرا كبيرا عندما يعترف بأن ابن الضحية هو ابنه الغير شرعي، "فتش عن المرأة" يقول مفتش الشرطة معلقا.

ملصق فيلم تركي حدث في الأناضولتكمن روعة هذا الفيلم في التفاصيل التي قد تستدعي الملل في أفلام كثيرة أخرى، ولكنه هنا جاءت لافتة وجذابة وحافلة بالحوارات الطبيعية والإيماءات المثيرة للاهتمام: فعندما جلبت جثة القتيل للمشرحة، طلب المحقق من زوجة الضحية التعرف على جثة القتيل، فأجابت بعد تردد غامض وكأنها لا تعرفه، ثم طالب من كاتب السجلات أن يعطيها مقتنيات القتيل وملابسه، ودار قبل ذلك جدال مجازي حول تأثير عقار معين وتسببه عند أخذه بجرعات زائدة في حدوث جلطة قاتلة، حيث يبدو (وهذا هو السر الثاني الذي نكتشفه في سياق القصة ) وكان زوجة المدعي العام نفسها، قد أقدمت على الانتحار بتناولها لهذا العقار، ومباشرة بعد ولادة ابنتها، وكانه احتجاج صارخ فيما يبدو على علاقات زوجها النسائية المتعددة، ثم يعلق المدعي العام بسخرية حزينة: كم أن النساء قاسيات وينتقمن بطريقة غريبة.

أما المفاجأة الثالثة في هذا السرد السينمائي الواقعي الجميل، فتكمن في اكتشاف جراح المشرحة لوجود غبار في رئة الضحية، مما يعني انه دفن حيا، ولكنه لأسباب غامضة (وربما إنسانية)، وبطريقة غير متوقعة يمحي الطبيب المسؤول هذا الاكتشاف من سجلات التحقيق، ونشاهده يتابع من خلال النافذة، وبنظرات متعاطفة الأرملة المسكينة وابنها (ذي الاثنا عشر عاما ) وهما يسلكان منحنيا زراعيا باتجاه بيتهما، وحيث نلاحظ الفتى الصغير يرد بلامبالاة كرة ضالة لمجموعة تلاميذ يلعبون في مدرسة مجاورة، راكضا ببراءة للحاق بوالدته.

وقائع حقيقية ونمط تشيكوف السردي

نشأ المخرج نوري بيليج سيلان في بلدة صغيرة تتشابه لحد بعيد مع البلدة التي شاهدناها في الفيلم، وخاصة فيما يتعلق بالعقلية السائدة وهموم البشر واحترام التراتبية والبيروقراطية، وقد اعترف بأنه يرتبط شخصيا مع أنماط الشخصيات التي يتحدث عنها. لقد بني الشريط على وقائع حقيقية، كما أن احد كتاب القصة كان طبيبا حقيقيا، وبغرض الحصول على رخصة ممارسة الطب، فقد تطلب الأمر أن يقوم بالعمل لعامين متواصلين في مستشفى البلدة المحلي. أمت ا عنوان الفيلم فهو مشتق من ملحمة الغرب الشهيرة (في ستينات القرن الماضي) للمخرج الإيطالي الراحل سيرجي ليوني "حدث ذات مرة في الغرب ". تم إدخال عناصر درامية نابضة بالحياة مشتقة من وحي قصص الكاتب الروسي الشهير أنطوان شيكوف، وانجز التصوير خلال أحد عشر أسبوعا في مواقع مختارة حول بلدة "كيسكين "، وهي تابعة لمنطقة كينكالي في وسط الأناضول.

جائزة مهرجان كان وأربع جوائز عالمية

يحتوي الفيلم على تحدي واضح يكمن أولا في طوله الذي يتجاوز الساعتين ونصف، وفي نمط تطور الأحداث خلال الساعة والنصف الأولى من التصوير الليلي، ومن ثم بعد انبلاج الفجر لليوم التالي، وبطريقة اعتماده للزمن الواقعي- الحقيقي لمجريات الأحداث. وبالإضافة لكون الفيلم يوثق زمنيا للأحداث بشكل تصاعدي-درامي، إلا أنه لا يتبع نمطا تقليديا في السرد السينمائي، حيث تحدث الأشياء برتم طبيعي، ودونما مداخلات وحذلقات سينمائية إبهاريه، من هنا فانه يعتبر فيلما رياديا، وقد استحق بجدارة جائزة التحكيم الكبرى في مهرجان كان، بالإضافة لأربع جوائز عالمية أخرى (كآسيا باسيفيك ومهرجان كارلوفي) كما انه حصل على خمسة ترشيحات دولية كأحسن فيلم واحسن سيناريو.

لقطات لافتة

يحمل هذا الفيلم بعدا إنسانيا نادرا من حيث تعاطفه مع القاتل، الذي يكاد بدوره أن يصبح عضوا في فريق البحث، كما انه كان يشعر بالندم والذنب الشديد، وقد ثبت فلسفيا أن الندم هو أسوا تجربة حياتية يمر بها الإنسان، وتنضوي أحداث الفيلم تحت عنوان الكوميديا السوداء، فهناك لقطات عديدة تبعث على الضحك والسخرية، ومنها اهتمام السائق (واسمه عرب) بجني الثمار البرية (كالتفاح وغيره)، والعودة بها كغنيمة من رحلة البحث هذه، حتى انه لا يكترث بوضعها مع الجثة في الصندوق الخلفي للسيارة، كذلك يتطرق للنمطية والبيروقراطية السائدة في التحقيق الجرمي ، ونرى التزاما تلقائيا طريفا مع التراتبية الوظيفية، فالكل يعرف دوره ومكانه، ولا احد يحتقن أو يلوم، فعندما يكتشف ضابط الشرطة أنهم لم يجلبوا كيسا لحفظ الجثة، لا يغضب ويثور كالمتوقع في هذه الحالة، وإنما يطلب منهم اللجوء لخيار آخر عملي ، حتى الميت بدوره يبدو حضوره طاغيا بالجو المأساوي الذي أضفاه على رحلة البحث هذه، حيث يظهر "كالغائب الحاضر. "

وعندما يشكو جراح المشرحة للطبيب المسؤول من "تواضع" أدوات التشريح مقارنة مع مستشفى آخر بالمنطقة، لا يهتم هذا الأخير بهذه الثرثرة، ويطلب منه الاستمرار بعمله، حيث يباشر هذا الأخير بتشريح وتقطيع الجثة وكانه جزار ماهر يجهز خروفا بعد ذبحه. ونرى الدم يتطاير على وجه الطبيب وملابسه، ونكاد نشعر أننا نرى المشرح وهو يجمع الأحشاء والقولون، بالرغم من كوننا لا نرى ذلك بأعيننا. يبدي الجميع تعاطفهم مع القتيل وطريقة توثيقه القاسية، وبالمقابل لا نرى إلا ضابط الشرطة يصرخ مؤقتا في وجه الجاني بعصبية، كما تبدو الأحداث تنساب بشكل تلقائي، وكان ما يجمع هؤلاء الأشخاص هو الروابط الحياتية- المعيشية – اليومية، كما يهيمن شبح الموت على أجواء البلدة الصغيرة، ونرى القروي الكريم يستغل فرصة هذا التجمع النادر، لكي يطلب إقامة مشرحة عصرية وثلاجة حديثة كبيرة، لأن رائحة الأموات الخانقة (حسب تعبيره) تفوح في البلدة قبل وصول الأبناء من ديار الغربة البعيدة، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثامين الآباء والأمهات التي تبقى بانتظارهم قبل الدفن، وهو يستغل بسذاجة القروي البسيط فرصة الوليمة هذه لكي يعرض جمال ابنته، ويسوقها للزواج، حيث نراها تدور عليهم بأكواب الشاي، فيما لا يتورع معظمهم عن اختلاس نظرات معبرة لوجهها الجميل.

دراما ريفية-ساذجة

يتجلى مغزى التصوير الليلي والانتقال تدريجيا للصباح في حبكة القصة، حيث يبقى الموضوع غامضا، ومن ثم تتجلى تفاصيله تدريجيا مع انبلاج ضوء الشمس في اليوم التالي، وهناك لقطات رائعة تتمثل في الإضاءة الليلية الأخاذة، التي استغلت فيها مصابيح السيارات وحركات الظلال وضوء القمر. وعكس معظم الأفلام الأمريكية والأوروبية التي تعرض في مهرجان كان، فالفيلم لا يحتوي على حبكة سينمائية غامضة، ولا على مطاردات بالسيارات وعلى على قصة حب جارفة، ومشاهد جنسية صريحة أو مجازية، وإنما هو شبه تسجيلي – واقعي لمجموعة موظفين بيروقراطيين يسعون معا بهدوء لكشف ملابسات جريمة قتل ليست مثيرة إطلاقا، بل إنها مجرد دراما ريفية لجريمة قتل عادية، ولكنها تدهشنا بطرحها الذكي الهادئ المتضمن للعديد من المعاني الإنسانية السامية والمشاكل اليومية الحياتية البسيطة.

أما الشخصيات الرئيسية الثلاث في الفيلم ن فقد كانت أيضا عفوية وبارعة وتكاد لا تصدق انهم يمثلون، وهم رئيس الشرطة الحازم والعصبي يلماز أردوغان، والمحقق الساخر والمرح تينار بريسيل والذي يعتقد انه يشبه الممثل الأمريكي الراحل كلارك جيبيل، والطبيب الشاب الحزين والواثق من نفسه محمت (محمد) أزنير، وتكمن المفارقة اللافتة هنا في أن رحلة الاكتشاف هذه لم تتجاوز في واقع الأمر اكثر من سبعة وثلاثين كيلومترا، كما علق احدهم بسخرية، فيما بدت وكأنها رحلة أسطورية لا تنتهي للطرف الآخر من العالم.

كما أن المغزى العميق يتجلى في سعيهم لاكتشاف ما هو اكثر من مجرد جثة رجل ميت، وتتجلى الكوميديا في التعليقات اللاذعة التي تتناول كافة قضايا حياتهم اليومية، وفي التوقف المتتابع للقافلة حتى يتمكن المحقق من التبول.

التشابه الإبداعي مع شريط "لا بلد للرجال العجائز"

ملصق فيم نو كانتري فور اولد منيبدو فيلم "حدث ذات مرة في الأناضول" كعمل سينمائي غير مسبوق، وربما يتشابه لحد ما بنمط القصة وأسلوب الإخراج وطبيعة الأجواء مع الفيلم الأمريكي الشهير "لا بلد للرجال العجائز "، وبغض النظر عن التفاصيل، فالفرق الجلي بين العملين، يكمن في أن فيلم الأخوين جول وايثان كوين (Ethan Coen; Joel Coen) يترك لدى المشاهد النبيه الانطباع بكون الشريط كله مجرد مزحة سينمائية مرعبة غير قابلة للتصديق، أما في فيلم المخرج سيليان فأنت بالحق تعجب كثيرا بشغفه الكبير تجاه أبطاله وواقعية الأحداث، وتكاد ترغب بالعودة ثانية لمشاهدة هذه التحفة السينمائية، تماما كما هو الحال مع الفيلم الأمريكي. نال فيلم الأخوين كوين "لا بلد للرجال العجائز" أربعة جوائز أوسكار في العام 2008،

يتناول الفيلم باختصار قصة رجل عادي تقوده الصدفة للاستيلاء على ثروة طائلة ليست له، حيث يتورط تلقائيا في مطاردة مرعبة (ضمن لعبة القط والفار )، وذلك عندما يلتقي بالصدفة مع ثلاث رجال في صحراء غرب تكساس (نفس التضاريس الطبيعية لأرض قاحلة)، حيث يتمكن عابر السبيل هذا من الحصول على ثروة بمليون دولار وهي محصلة صفقة مخدرات إجرامية، وجدها بالصدفة في احدى السيارات مع جثث أشخاص وكلاب مقتولة في وسط الصحراء،

وعندما يحاول اغتنام الفرصة والاحتفاظ بالمال، مرسلا زوجته للإقامة الآمنة عند أمها، ومحاولا الهرب والاختباء في نزل على الطريق، مخفيا كيس النقود في أنبوبة التهوية داخل غرفته، ولكنه لن ينجو من مطاردة قاتل مأجور مرعب (قام بالدور جافير باردم) الذي يلاحقه بلا هوادة، ويقتل كل من يجد في طريقه ببرودة أعصاب وبطريقة مبتكرة تحبس الأنفاس. لقد تم إخراج هذا الفيلم المقتبس عن رواية شهيرة بنفس العنوان، بطريقة "تطابقية" نادرة للحفاظ على روح وتفاصيل النص الروائي الأدبي.

يركز هذا العمل السينمائي المبهر على أهمية عنصر المكان (كما الفيلم التركي) والصدفة البحتة في تحديد مصائر الناس، وهذا ما نجده أحيانا في الحياة، كما يتطرق بشكل مجازي معبر لطبائع البشر المختلفة سواء الخيرة أو الشريرة، حيث نجد الرجل السارق للمال يعود خصيصا لموقع المجزرة بغرض مساعدة جريح مكسيكي وإرواء عطشه تنفيذا لرغبته، ولكن بعد فوات الأوان حيث يجده وقد اسلم الروح. كما أنه يركز على انه "لا يوجد مهرب وشيء مجاني في الحياة ". فلكل شيء ثمنه الذي قد يكون باهظا.

يختلف الفيلم التركي عن الفيلم الأمريكي اختلافا كبيرا بواقعتيه المدهشة والاستثنائية ، وبافتقاده للنمط الأمريكي المثير والمكلف في الإخراج الحركي–الدرامي، وفي إظهار مشاهد القسوة الإجرامية بسادية عجيبة ، والغريب أن الممثل الإسباني الشهير جافير باردم أبدع في تقمص شخصية القاتل المأجور، بالرغم من انه (حسب تصريحه ) لم يستخدم بندقية في حياته، ولم يسق سيارة، كما أنه حتى لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة.

تيمة الدفن حيا

تظهر تيمة الدفن حيا في ثلاثة أميركية هي اقتل بيل والغراب والظلال المظلمة، وهي أفلام إن شاهدتها قد ترغب في مشاهدتها مرة أخرى. لقد تناولت هوليوود، عاصمة السينما الأميركية، عبر العديد من أفلامها هذا الموضوع المرعب، ولكن ما يهمني هنا هو إلقاء الضوء على ثلاثة أفلام عصرية رائعة، تناولت هذه التيمة بطريقة مختلفة ومدهشة ومشحونة بالمغزى والمدلول الدرامي وحتى الكوميدي، ناهيك عن طريقة الإخراج المذهلة والحابسة للنفاس، التي تكاد تقنعك كمشاهد بالرغم من كونها غير منطقية ولا واقعية.

ملصق فيم كل بلومن الأفلام العصرية التي استعرضت هذه التيمة ببراعة متناهية، فيلم اقتل بيل (بجزئية الأول والثاني 2004/2005) للمخرج الأمريكي كوانتين تارانتينو، حيث يتم دفن العروس (بطلة الفيلم الممثلة اوما ثورمان) وهي حية في حفرة عميقة وبعد توثيقها بإحكام ، وتقوم من داخل قبرها بسلسلة من الحركات البهلوانية الخارقة المستمدة من رياضة اليوجا والرياضات الشرقية –اليابانية ، وبعد مشقة لافتة ومشاهد تحبس النفاس تتمكن أخيرا من الخروج حية وسليمة، لتفاجئ خصومها ومنهم رئيسها السابق، وتدخل معهم في معارك بهلوانية بالسيف تنتصر فيها.

لا يمكن منطقيا الاقتناع بمثل الحركات البطولية الخارقة، ولكن المخرج المتمرس والممثلة البارعة يقنعاك بهذه الإمكانية الخيالية الافتراضية، بالمقابل فالضحية التركي المسكين تم توثيقة بإتقان ودفن حيا، ومات ميتة مرعبة. أما المفارقة الفلسفية المجازية في الفيلم فتكمن في أن الفتاة (الخيرة) قد تفوقت على الأشرار وانتصرت عليهم، ربما عملا بمقولة أفلاطون الشهيرة: لا تصاحب الشرير، فان طبعك يسرق من طبعه، وأنت لا تدري.

أما في فيلم "الغراب" الذي يتطرق للأيام الأخيرة للشاعر الأمريكي الشهير ادجار الن بو (Edgar Allan Poe)، الذي مات مبكرا في الأربعين من عمره في العام 1849، حيث يقوم قاتل متسلسل بارع باختطاف حبيبة الكاتب من حفل راقص لإجباره على مجابهته، ومن ثم يقوم بدفنها حية تحت الأرضية الخشبية لغرفته، سامحا لها بالتنفس عبر شقوق مموهة، وينجح أخيرا باستدراج الشاعر والقاص البائس، ويعقد معه صفقة غريبة تسمح له بإنقاذ حبيبته مقابل تناوله لسم قاتل بطيء المفعول، وبالفعل تنجو الفتاة، ويتم العثور لاحقا على ادجار الن بو بحالة صحية بائسة، قبل أن يتوفى في المستشفى بعد ساعات.

ملصق فيلم ذا ريفنابدع جوني كوساك في تقمص شخصية الشاعر الغريب الأطوار–المدمن للكحول، والغريب أن القاتل المتسلسل يستلهم معظم جرائمه وطريقة تنفيذها الغريبة من قصص بو نفسه المنشورة بالصحف في لعبة بوليسية متداخلة ومثيرة، كما أن عنوان الفيلم مقتبس من احدى قصائد ادجار بو الشهيرة التي نشرت في العام 1845، وتكمن الكوميديا السوداء في ثنايا الفيلم المثير، ويتوجها البطل عندما يعد حبيبته بعد معاناتها المرعبة وتضحيته بنفسه لإنقاذها "بأنه سيتزوجها لاحقا في الجنة".

أما الفيلم الرائع الثالث واسمه "الظلال المظلمة" ومن بطولة جوني ديب الذي يتماهى عادة بشغف مع أدواره الغريبة المتنوعة، فالأمر يتعلق بساحرة فتاكة خالدة، عاقبت ديب لتعاليه ورفضه العنيد لحبها في العام 1772، ولقيامه بتفضيل فتاة جميلة وبريئة عليها، وتمكنت أخيرا بسحرها الأسود الطاغي من أن تفجر حقدها الدفين تجاهه، وهكذا دفنته حيا بعد أن كبلته بسلاسل حديدية متينة، بعد أن حولته بسحرها الخرافي لمصاص دماء قاتل،

وتسنح له الفرصة بعد مئتي عام تحديدا وفي العام 1972، وبفضل "أعمال إنشاءات وحفر في موقع مهجور" تمس قبره المنسي، فيخرج متعطشا للدماء من قبره الأبدي، مهاجما بضراوة عشرة عمال مساكين لإرواء عطشه المزمن، ثم يحصل صراع مافيوزي-اسطوري جديد بين عائلته (التي تعمل في تجارة السمك ) من جهة والساحرة المتنفذة التي عادت بشخصية جديدة مزيفة من جهة أخرى، رغبة منها لإحياء حقدها القديم ولتدمير عائلته ونفوذها،

ملصق فيلم دارك شادوزوالطريف أنها تتمكن منه للمرة الثانية (بالإيحاء والمعاشرة والسحر)، وتنجح بدفنه حيا بعد أن تغطي رأسه بسروالها الداخلي الأحمر (كتذكار للمغامرة العاطفية الأخيرة)، وذلك قبل أن ينجح صبي يافع من الأحفاد في فك قيوده وإنقاذه من الدفن حيا لمئتي سنة أخرى كما وعدته الساحرة الشريرة.

نجح هنا المخرج العبقري تيم بيرتون مع جوني ديب وباقي الفريق السينمائي في إخراج فيلم أسطوري حافل بالمؤثرات المدهشة، ومليء بالمشاهد المتنوعة الخارقة والقفشات الكوميدية المجازية، مستغلا عنصر الزمن وعودة مصاص دماء مهووس وبرجوازي عتيق للعيش ثانية مع أحفاده في قصره القديم في سبعينات القرن الماضي، بوجود ساحرة خالدة حقودة مهووسة.

وقد مكنته الشخصيات المتعددة الخرافية والعصرية، ومستويات الأجيال، والصراع المزمن المتجدد لمعالجة سينمائية مجازية ممتعة ومشوقة لحالتي "الضوء والظلال المظلمة"، لكل الأسباب التي أسهبت في شرحها فأنت كمشاهد ذواقة سترغب في العودة ثانية لمشاهدة هذه الأفلام والتمتع بمكوناتها الفنية المختلفة، وفيها أيضا ما يفيد مهارات المهتمين بفن السينما في ما يتعلق بعناصر الإدهاش والإثارة والإمتاع والإقناع، وطرائق الإبداع والتجديد في فن السينما.

D 25 حزيران (يونيو) 2012     A مهند النابلسي     C 14 تعليقات

8 مشاركة منتدى

  • الأخ مهند شكرا على مجهودك في قراءة بعض الأفلام وما شدّني هو " تيمة الموت - الدّفن" التي مارسْتَ عليها تأويلا ممكنا خاصّة اذا علمنا أنّ الانسان المعاصر أضحى مُحاصرا بموت يأتيه من كل الجهات ، فهشاشتنا الجسديّة وانفتاحنا على حاضر- مستقبل يضمّ داخله نسيج موتنا هو ما جعل الابداع الأدبي والفلسفي والفنّي ممكنا ، اذ كانت كلّها بحثا عن سُبل تحرر من هذا الدّفن المادي والنفساني والرمزي والعاطفي الذي يحاصرنا وتلك مفارقة الحياة وارباك الوجود لذلك كان لزاما أن نبحث عن معنى حياتنا وعن دلالة عجزنا وذلك هو تأريخنا لذواتنا وللاخرين الذين يتقاسمون معنا حياة " مصنوعة من العبث ولعلّه خير ما فيها " بعيارة المبدع محمود المسعدي .
    دمت مبدعا ومتمرّدا على تيمة العجز والموت .


    • الاستاذ فتحي العكرمي
      رائع تعليقك وفي الصميم وخاصة وانك التقطت تيمة الدفن حيا ذات الدلالة الوجودية والفلسفية الكبيرة ، وقد بذلت جهدا خاصا لكي استعرض ثلاثة افلام حديثة تناولت هذا الموضوع المرعب بطرائق مختلفة ! أما النتيجة التي استعرضتها في تعليقك الرائع فهي بالغة الحكمة والدلالة ، وقد اعجبت كثيرا بها ووجدت انها جزء مكمل للتحليل النقدي :" فهشاشتنا الجسديّة وانفتاحنا على حاضر- مستقبل يضمّ داخله نسيج موتنا هو ما جعل الابداع الأدبي والفلسفي والفنّي ممكنا ، اذ كانت كلّها بحثا عن سُبل تحرر من هذا الدّفن المادي والنفساني والرمزي والعاطفي الذي يحاصرنا وتلك مفارقة الحياة وارباك الوجود لذلك كان لزاما أن نبحث عن معنى حياتنا وعن دلالة عجزنا وذلك هو تأريخنا لذواتنا وللاخرين الذين يتقاسمون معنا حياة " مصنوعة من العبث ولعلّه خير ما فيها"! ودمت مع خالص الود والاحترام

  • ألأخ الأستاذ مهند النابلسي - ألأردن

    لم يحالفني الحظ في مشاهدة الفيلم..؟ فأنا مقصر كثيراً في المتابعة السينمائية والقراءة، وأميل في طبعي إلى الكسل.. ولكن يتراءى لي من خلال المطالعة،أن فيلم"حدث ذات مرة في الأناضول" قائمٌ على حوار بعيد الغايات بين سائر أفراد الفريق المتنافر في المبدأ، ألمتضامن في إنجاز مهمة التفتيش عن الجثة.

    لا ينبغي أو لا يجوز في المبدأ الحكم على ماهية العمل السينمائي أو الكتاب إلاّ من خلال القراءة والمشاهدة الحية، ولو أن ثقتي كبيرة في المطالعة المنشورة التي أضاءتْ كثيراً على العمل.


    • الكاتب المبدع ابراهيم يوسف : شكرا لتلخيصك الرائع لموضوغ الفيلم ، وبالفعل فالقصة تستند لتفاعلات وحوارات الشخصيات التي تواجدت عشوائيا للبحث عن الجثة ! ان القدرة على تلخيص الموضوع بجمل قصيرة هو في اعتقادي المتواضع يشير لذكاء لماح لافت ! كما أن توضيحك بضرورة مشاهدة الافلام لكي نكتب عنها ونحللها هو كلام في الصميم ، حيث التجربة والمعاينة الشخصية للقصة هي التي تكون الانطباع الحقيقي المؤثر وتخلق الاقناع والشغف ! انا اشاهد بعض الافلام مرتين وحتى ثلاثة لكي اتمكن من الكتابة عنها واضاءة نواحي غامضة فيها ولا أميل للتسرع اطلافا . ودمت مع الود والاحترام

  • الأستاذ الناقد المبدع مهند النابلسي.. أهنئك أستاذي الفاضل على الدراسة التي عرضتها للفيلم، وأهنئ قراء عود الند لقراءة مشوقة في النقد، لا جمود ولا غموض فيها على ما تعودنا بالدراسات النقدية، القراءة أضاءت جوانب الفيلم "حدث ذات يوم في الأناضول" ونقلت أهم ملامح فحواه باقتدار وتحليلها واعطاء حكم نتيجة تحليل، فالتشريح النقدي هنا تطرق لأهم الأحداث التي تمنح المتلقي فهما واعياً لمعنى التوظيف في المشهد وفي الحوار وتفرعات القص والاتكاء على محفزات الفضول حتى في تلك التلميحات التي كانت تجري لأهداف بذاتها، والأسلوب التفكيكي الذي اعتمدته أستاذ مهند أضاف تشويقاً كبيراً وعميقاً شد المتلقي بكل كيانه لسبر المتداري من قصة الفيلم، للوصول للنهاية التي أحس أنها ستحمل إليه دهشة الخاتمة، اعتماد الفيلم على تحفيز خاصية الفضول لدي المشاهد جعله يستأثر بالمتابعة ليصل المشاهد إلى غير ما يتوقعه في النهاية، تركيز الفيلم على الخاصيات الشخصية لكل شخص وعلى مفارقات الطباع لهي قدرة مكينة في شد فضول المتلقي، ورغم أن الزمن في الأحداث ينحصر في زمن قصير ومحدد بوقت ليلة واحدة نستطيع أن نستشف أن قدرة المخرج وكاتب السيناريو تضافرت بشدة لانجاح الفيلم، الاتكاء على الحس الانساني في التعاطف الذي لاحظناه خلال التحليل تارة مع القتيل وأخرى مع القاتل هي الأخرى شكلت اشباعاً بقدر ما لانسانية المتلقي في زمن لا يحمل إليه غير أخبار العنف والعداء والقتل العشوائي وحتى الوحشي.. شكراً على القراءة التمحيصية المشبعة ثم المقارنة الموفقة


  • الكاتبة المبدعة هيام ضمرة : شكرا لاضافتك القيمة التي تزيد الموضوع غنى وتجذب القارىء المتردد ( نظرا لطول الموضوع ) للاقدام على قراءته والتمتع بالنص ، لقد قمت بتحليل كتابتي عن الموضوع واضاءة جوانب خفية من النقد وهذا يشير لمهارات ابداعية كامنة . ودمت مع الود والاحترام


  • عرض رائع ومشوق، مع أنني لم أشاهد سوى مقاطع من الفلم إلا أن دراستك الوافية أعطتني صورة كاملة عن الأحداث.
    شكرا لك.

    في الحقيقة أنني يا أستاذ لم أعد أشاهد الأفلام كما في السابق، فقد أصبحت القنوات الإخبارية، تغني عن مشاهدة الأفلام التراجيدية، المرعبة، والكوميدية أحياناً !


    • شكرا للأديبة المبدعة أشواق للوصف المختصر والمفيد، والحقيقة أن هذا الفيلم غير تجاري ولم يعرض في قاعات السينما ولن يعرض حتى مستقبلا في محطات التلفزة السينمائية، والسبب أنه لا يتضمن عناصر الفيلم التجاري والمؤثرات البصرية والمشاهد الحركية، كما انه أطول من اللازم وقد يصيب الحضور بالملل ! وقد شاهدته في نادي خاص للسينما تعرض فيه أفلام مختارة وتهم النخبة ومتذوقي وعاشقي الفن السابع ! وقد اعجبني فقررت الكتابة عنه رابطا موضوعه مع أربعة أفلام أمريكية مشهورة ومتقنة وذات ميزانيات ضخمة! والمطلوب من الناقد السينمائي المحترف ان يجذب القارىء المهتم للفيلم وكانه يعرض حقيقية بشكل بصري، وهذه مهمة صعبة للغاية لأن القراءة بحد ذاتها عمل مضني وتتطلب التركيز والانصات والمتابعة والربط ناهيك عن الذائقة السينمائية-الجمالية. لقد سميت السينما بالفن السابع لأنها تجمع كل الفنون، والخوف أن تؤدي ارهاصات الربيع العربي لتراجع صنوف الأدب والثقافة والفنون. من هنا يتجلى الدور الريادي لعود الند في تشجيعها وتعزيزها لصنوف الابداع العربي، ولكونها منبرا فريدا للفكر المستنير والأدب والفن والسينما . ودمت مع خالص الود والاحترام .

  • سطور مقال غنية بالتشويق حيث ان طريقة عرض صاحب المقال لحوارية الابطال بالفلم تملئنا باللهفة وكأننا نريد ان نعرف ماهو الحديث بالضبط فحديث الرجال يلتزم بسرية غير معلنة امام النساء وهم يبوحون بافكارهم الواحد للاخر..مع اني لم اشاهد الفلم الا اني تشوقت لمشاهدته وهذا مالم يحدث معي مع قصص تشيكوف التي شبه كاتب المقال بها طرح بعض مقاطع الفلم فأنا اعدها كئيبة جدا وهذا السرد تشويقي بامتياز اكتنفته عدة رمز كرمز اعادة الطفل للكرة متمثلا برغبته بمواكبة الحزن الحقيقي لان هذه هي الحياة الحقيقية وترك اللعب للاولاد ..فهو لم يعد ولدا ورمز التبول للدلالة على عبثية التفاصيل الحياتية التي تحدثوا عنها طوال رحلتهم ..رموز لم يتركها الكاتب تذهب بدون ان يعرج على اهميتها و رمزيتها في الفلم . في المقال تحليل وصفي دقيق حتى لمنظر المشرحة الذي ربما لوكان على الشاشة سيدير الكثيرون رؤوسهم الا ان كاتب المقال يطمئننا ان ما يحدث لن يعاد تصويره امامهم حيث اصبح من المناظر المستهلكة في الافلام وانما هو رمز ضمني لرفع الاحشاء من جثة القتيل وجني التفاح ومن ثم وضعه مع جثة القتيل وكأن السبب الذي يعود بالقتيل الى الجنة نفسها هو نفسه الذي اخرجه منها او كرمز للحياة والموت سيان عنده الواحد جنب الاخر .لم يترك كاتب المقال تفصيلا يمر حتى تعاقب الليل والنهار وتاثيرهما على الاحداث في الفلم وتحس حين تقرأ و كأن الليل خيم عليك أو كان المشكلة انفرجت بمجيء الصباح وحيث انه ليست هناك صورة امامك كما يحدث في التلفاز فهنا تتمثل ابداعية كاتب المقال التصويرية.
    لم يكتفِ الاخ النابلسي بتحليل سردية الفلم بل أورد مقارنة ذكية بين ثقافتين مختلفتين وحدهما في هذا المقال من خلال مقارنة الفلم التركي بفلم اجنبي اخر وهو "لابلد للرجال العجائز" و ربما كون البطل في هذا الفلم كما ورد على قلم مؤلف النص لم يمسك بندقية في حياته ولكنه اجاد التمثيل فهذا يؤكد وجود رغبة دفينة في داخله لاستخدامها الامر الذي لايتحقق على ارض الواقع بدون تبعات قانونية. يبين السرد بوضوح مصداقية عنوان الفلم ان لاشيء في الحياة مجاني وبلا ثمن الامر الذي ينطبق على كل الافلام موضوع النقد في هذا المقال.
    ثم من خلال الموضوع الواحد وهو الدفن حياً تطرق الكاتب الى افلام اخرى لها نفس الموضوع حيث قارنه بثلاث افلام اميركية اخرى وهي فلم ا"لغراب" و "اقتل بيل" والظلال المظلمة"
    تتبين اخيرا وبوضوح اهمية الفلم التركي باتجاه معاكس ومضاد لضحالة المسلسل التركي ،مقال شمولي تحليلي للسينما التركية ثم مقارنتها بأفلام اخرى بنفس الموضوع من خلال تحليل رائع لكل التفاصيل وترك الحكم للقاريء حول اهمية هذه الافلام مشوقاً اياه لمشاهدة الفلم وبانتظار المزيد من المقالات التحليلية للافلام من الزميل مهند النابلسي.


    • اراهن أن السبب الحقيقي لكافة ابداعات الغرب يكمن في التقدير الموضوعي والقراءة الذكية والاستبصارية لهذه الأعمال ، والتي كثيرا ما تقود لاعادة خلق العمل برؤيا جديدة وبصيغة شيقة ممتعة ، وهذا هو حرفيا ما فعلته الكاتبة المبدعة هدى الدهان بنصي ، وهي بالحق تتمتع بموهبة نادرة قادرة على استجلاء كوامن البحث او العمل الأدبي، واخراج كنوز دفينة منه،كما أنها قادرة على النفاذ لما وراء النص وفك طلاسم المجاز وربط الأحداث واعادة ربطها ، وكل ذلك ينبع من غريزة فريدة تسمح بفهم الأشياء بشكل كلي ورصد الأجزاء وكأنها تحمل كشافا ضوئيا ...انها بهذا تحفز الكتاب والباحثين على العمل الجاد الدؤوب لاخراج أحسن ما في جعبتهم ! بعد أن عمل المخرج السينمائي العبقري جيمس كاميرون على اخراج تحفته السينمائية المبهرة " آفاتار " وبعد ان واجه عاصفة من الثناء والتقدير من قبل النقاد والعامة على حد سواء ، قرر أن يخرج أجزاء جديدة من هذه التحفة السينمائية ستصدر في العامين 2014 و2015 ، والمغزى واضح !

  • اشكر مهند النابلسي على هده الدراسة الثرية لهدا الفيلم الدرامي التركي بالفعل انه تحليل جميل -ان صح التعبير-انه لون جديد في فن النقد السينماءي
    اتمنى لك مزيد من التالق والابداع.


  • رغم اني لست من هواة السينما العالمية، و مشاغل الحياة لا تسمح للانسان اصلا بتبديد ساعتين ونصف من الزمن جالسا امام شاشة لمشاهدة فلم، الا ان الاستاذ مهند قد كفانا ذلك مشكورا بهذا الملخص السينمائي الماتع، في حديثه ومقارناته لعدة افلام في آن واحد بسرد شيق و منسق، حيث لا يعتري القارئ الملل و لا يشعر الا وهو في نهاية المقال.

    جهودكم مشكورة و كل عام و أنتم بخير.


    • القارئة المبدعة زهرة: لايسعني الا شكرك على ملاحظاتك العابرة المشجعةوعلى تلخيصك المعبر ، وقد أصبت الحقيقةعندما تحدثت غن عنصري الوقت والملل وهما باعتقادي الأعداء الطبيعيين لأي عمل ابداعي ، وعلى الكاتب او المخرج أن يضع نفسه مكان المتلقي مراعيا ضغط الزمن والتزامات الحياة والقدرة على الاستمرار بشد ذهن المتلقي او القارىء او المشاهد بنمط شيق وبتناغم وسلاسةحتى يكمل المتابعة، ويحقق الغرض من عمله ، والا فقد التفاعل المطلوب وضاع جهده سدى !

في العدد نفسه

ياسمينة صالح: تعزية

تهنئة رمضانية

عن مبدعة الغلاف

كلمة العدد 73: الليبرالية: ما لها وما عليها

الجمال بين الذاتي والموضوعي