عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إيمان يونس - مصر

تجربتي مع عـود الـنـد


إيمان يونسوجه لي دكتور عدلي الهواري دعوة للمشاركة في العدد 150 من عود الند الذي صدر منها 120 عددا شهريا، وثلاثون عددا فصليا. وكعهدي بدكتور عدلي لم تكن دعوة للمشاركة فحسب، بل لطرح الأفكار والاقتراحات لكيفية الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبة من كتاب وكاتبات المجلة والقراء المواكبين لإصداراتها.

لم أتردد ولو للحظة وعبرت له عن سعادتي وتلبيتي للدعوة الكريمة. ومنذئذ وأنا حائرة: ماذا سأكتب عن المجلة وإليها؟ فهي مناسبة خاصة للاحتفاء بمنبر ثقافي وهو ليس بالأمر الهين، وساورني القلق لأني لم أعتد كتابة المقالات فقلمي يكتب القصة القصيرة والرواية وأترك له العنان ليخط ما يشاء وقتما شاء، ولكن هذه المرة الموضوع محدد بمناسبة بعينها ومقيد بتوقيت بعينه، وأخشى أن كل حصيلتي المعرفية وكل ما أوٌتيت من بلاغة العبارة لم ولن يعبر عن مكانة «عود الند» لديّ وكتاباتي لها وعنها بعد سنوات من الغياب. لذا قررت أن أوجز تجربتي ومواكبتي لـ “عود الند» وإصداراتها فعدت بذاكرتي إلى الوراء، إلى سنوات مضت حين بدأت صداقتي عبر الفيسبوك مع دكتور عدلي الهواري المقيم بلندن، صاحب ورئيس تحرير مجلة «عود الند»، ومن ثمَ بداية متابعتي لمجلة «عود الند» التي تصدر بلندن مقر إقامته.

«عود الند» منذ أن عرفتها وهي تصدر رقميًا وهذا يعد سبقا لها مع عدد قليل من الصحف والمجلات آنذاك، مما يدل على أن مؤسسها تمتع ببعد النظر، وله السبق أيضًا في مواكبة لغة العصر واقتحام الثورة التكنولوجية والمعلوماتية وحُسن استخدامها بما يساعد على نشر المعرفة وتطور الثقافة.

بعد صداقتي مع دكتور عدلي، طالعت باهتمام عدة أعداد من «عود الند»، ولاحظت أن صدور كل عدد من المجلة شهريًا يلقى اهتماما واسعا من المهتمين بالشأن الثقافي ومن عدة صحف مرموقة بالوطن العربي، وخبر صدورها يزين صفحاتها مع إلقاء الضوء على محتوى المجلة وأهم الموضوعات والأقلام المبدعة والواعدة المشاركة بالمجلة.

ثراء محتواها وتنوعه شجعني على الانضمام لمبدعيها من مشارق الأرض ومغاربها، وصدورها شهريا حفزني على المواظبة على الكتابة والالتزام بموعد إرسال العمل كي ينشر بالعدد الجديد. وحرصت على النشر بها في الفترة من أكتوبر ٢٠١٣ إلى أكتوبر ٢٠١٤ ولمست رقي المعاملة من السيد رئيس التحرير ومرونته كذلك فيما يتعلق بالنصوص المراد نشرها كما كان واضحا في دعمه للأقلام الجديدة وترحيبه بنشر إبداعاتهم.

على مدار العام الذي نشرت فيه قصصي القصيرة بالمجلة، لم أتلق توجيها من السيد رئيس التحرير نحو موضوع بعينه أو تحذير بتجنب الخوض في موضوع دون غيره، ولم يحدث على الإطلاق أن تدخل بالحذف أو الإضافة فيما كتبت، ومن يتابع الأقلام المبدعة التي نشرت وتنشر بالمجلة يشعر كأنه يتجول في بستان عامر بكافة أنواع الورود والأزهار بكل ألوانها وأشكالها ولكل نوع معجبيه ومتذوقيه.

تجربتي مع مجلة «عود الند» تجربة ثرية وناجحة على كافة الأصعدة حيث كانت بمثابة نافذة أطل منها على الأصدقاء والقراء، مما ساهم في تقديم كتاباتي إلى شريحة جديدة من القراء وكسبت صداقات جديدة من القراء وزملاء الحرف، ولا أريد أن أسمي أو أذكر أحدا بعينه خشية نسيان أحدهم، فالجميع أكن لهم المعزة والتقدير.

الصدى الطيب لقصصي المنشورة على مدار العام حمسني على نشرها ورقيًا ضمن مجموعة قصص أخرى بمجموعتي القصصية الرابعة «خبز لقمر جائع».

لم يعكر صفو تجربة النشر بمجلة «عود الند» إلا إعادة نشر بعض من قصصي المنشورة بها وفور صدورها في مواقع إلكترونية أخرى دون أذن مني أو من المجلة بصيغة النسخ واللصق. وآفة النسخ واللصق هي ضريبة النشر الإلكتروني عامة ويعاني منها كل من يتخذها وسيلة للنشر والقضاء أو السيطرة عليها تماما مهمة شبه مستحيلة.

ظننت بمطالعتي المستمرة لـ»عود الند» أن الجهد المبذول لإخراج كل عدد من إعداد المجلة على هذا النحو ورائه كتيبة من الأفراد ممثلة في هيئة تحرير المجلة. ولكن بمرور الوقت عرفت إن دكتور عدلي الهواري هو كل هيئة التحرير، أي أن المجلة قائمة على جهد فردي واهتمام شخصي منه، وما يترتب عليها من مراجعة وتحرير وتبعاتها، فله كل التحية والتقدير والاحترام.

مجلة «عود الند» لا تنشر فقط الإبداعات المشاركة في إعدادها المختلفة بل تلقي الضوء أيضًا على الإصدارات الجديدة كجزء من اهتماماتها الإعلان عن مولود إبداعي جديد، تم عرض قراءة البعض منها بقلم دكتور عدلي أو تناولها بالنقد لأحد النقاد المهتمين بهذا المجال.

مع افتتاحية كل عدد من أعداد مجلة «عود الند» نصافح كلمات دكتور عدلي الهواري التي تتجلى فيها سعة أفقه وسلاسة أسلوبه في عرض مواضيع الافتتاحية المتنوعة والمتناغمة مع ما يواكب ويشغل الرأي العام العالمي من ناحية ومحل اهتمام قراء وكتاب المجلة من ناحية أخرى.

التعليق على المواد المنشورة رقميا متاح في الغالبية العظمى من المنابر الثقافية والإعلامية لكن المتابعة والتفاعل الدائم ميزة تختص بها مجلة «عود الند» وهي ثمرة جهد واضح من القائم عليها. ومن متابعتي لما يكتبه دكتور عدلي، كثرة التعليقات بافتتاحية العدد الفصلي 29 والتي حملت عنوان (الذكاء الصناعي والغباء الطبيعي) والذي تحدث فيه عن الذكاء الاصطناعي وهو موضوع في غاية الأهمية يُبهر البعض ويُقلق البعض الآخر خاصة أنه يهدد بأن يحل محل الكثير من الوظائف كما أشار بمقاله وتحدث عن تجربته الشخصية مع تشات جي بي تي عندما سأله عن مجلة «عود الند» ولم يكن مزودا بمعلومات كافية عنها. ومن يقرأ الموضوع كاملا يفهم المغزى من وراء العنوان ودلالاته لذا تراكمت التعليقات وكادت تملأ مساحة التخزين الخاصة بموقع المجلة الأمر الذي يؤدي أدى إلى احتجابه!

وبعد أن فرغت من قراءة تلك المقال على وجه الخصوص، بالإضافة إلى ما قرأته عن التشات جي بي تي وإمكانية الاستعانة به لكتابة القصة والرواية والشعر ومقدرته على ممارسة النقد أيضا، أحسست إن الإبداع بكافة صوره في خطر، ودار في ذهني عدة أسئلة:

= هل يصبح الذكاء الاصطناعي أديب المستقبل؟

= كيف يمكن للقارئ التمييز حينئذ بين الإبداع الحقيقي والإبداع الصناعي؟

= هل سيتسنى للقائمين على المنابر الثقافية التفريق بين ما يُكتب صناعيا وإبداعيًا؟

وكلها أسئلة تبحث عن إجابة ربما نحصل عليها في المستقبل القريب.
من لم يسعفه الوقت في قراءة عدد من إعداد المجلة حين صدوره أو من يريد أن يعيد قراءة إحداها سيجد أرشيفا كاملا بالإعداد الفصلية يمكنه أن يرجع إليه بمنتهى السهولة واليسر وهي ميزة تضاف إلى مميزات المجلة أيضًا.

مجلة عود الند تأسست منذ عام 2006، ونحن بصدد الاحتفاء بمرور سبعة عشر عام على ميلادها، والتي توافق صدور العدد 150 من المجلة وما زالت مستمرة في الإصدار ولكن فصليا وما زلت أتابع صدورها وأواظب على قراءة موضوعاتها المختلفة، ويُقال كل مولود يأتي إلى الحياة وأسمه معه ومن يبحث في معجم اللغة العربية يجد أكثر من معنى لـ»عود الند « مما أثار لديّ رغبة لسؤال مؤسسها:

= ما سر اختياركم «عود الند» أسما لها؟

= أي معنى قصدتم؟

= كيف ولدت فكرة المجلة؟

وهذه الأسئلة مشروعة وربما تدور في ذهن متابعي ومبدعي «عود الند» وكلي شغف لمعرفة إجاباتها.

وأود أن أقول لصاحبها ومؤسسها: بتأسيسكم «عود الند» كمجلة ثقافية قد اخترتم مهمة شاقة وشيقة في ذات الآن لأنها تخاطب العقول وهواة القراءة والاطلاع، والمهتمين بالشأن الثقافي بوجه عام، وتحتاج إلى العمل الدؤوب والكثير من البحث والقراءة لتجذب شرائح مختلفة من المجتمع.

كما أني أثمن وأثني على جهودكم المبذولة كصاحب ورئيس تحرير المجلة للحفاظ على مستواها ومحتواها القيم ودورية إصدارها، وبالتالي الحفاظ على متابعيها على كافة المستويات.

كل عام وأنتم بألف خير ومتعكم الله بموفور الصحة العافية وأسمى الدعوات بالتوفيق والسداد للإعداد المقبلة لأعوام عديدة، ولـ»عود الند».

أطيب التهاني وكل الأمنيات الطيبة بمزيد من التقدم والازدهار والاستمرار على هذا المنوال وعقبال الإصدار رقم 1000.


عود الند: لوغو دائري

D 1 أيلول (سبتمبر) 2023     A إيمان يونس     C 0 تعليقات

بحث



5 مختارات عشوائية

1.  تغيير عرض المحتوى

2.  انتفاضة الاحتضار

3.  رحيل عبد الرزاق العمري

4.  كلمة العدد الفصلي 16: المبادرات الثقافية: ما لها وما عليها

5.  العرب والغرب والنقد الأدبي

send_material


microphone image linked to podcast



linked image to oudnad.net pdf_xive
linked image to oudnad.net/dox