عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

عدلي الهواري

الأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية

تغليف الروايات العربية المترجمة إلى الإنجليزية


.

أدناه أحد فصول بحث أكاديمي عن الأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية بدأته في عام 2004 وهجرته في عام 2005. الفصل متوفر باللغة الإنجليزية. الرابط في ختام البحث.

.

السياق والمبررات

عدلي الهوارييهدف هذا البحث إلى تمحيص الادعاءات المتعلقة بالأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية، مع التركيز على الروايات من عام 1990-2000. من بين الادعاءات التي ستُمحّص ادعاء إدوارد سعيد (1999:278) أن الأدب العربي "محظور".

أحد مسارات التمحيص عمل مسح للروايات التي ترجمت إلى الإنجليزية. تحديد الأعمال التي ترجمت ونشرت نقطة بداية واضحة لهذا البحث. المسار المكمّل هو تحليل تغليف الروايات المترجمة لتحديد مدى تمثيل/عدم تمثيل الثقافة العربية بطريقة تتوافق مع الصور النمطية عنها السائدة في الغرب وتعززها. هذا ما سأفعله في هذا البحث.

المقصود بالتغليف (packaging): الغلاف، والصور، والعناوين، بما في ذلك الفرعية، والتعريف الموجز بالكتاب والكاتب/ة على الغلاف الخلفي أو طيات الغلاف. يستخدم كيث هارفي (2003:43) مصطلح (binding) للإشارة إلى ما ذكرته ضمن المقصود بالتغليف.

لأنه من غير العملي في فصل كهذا تحليل كل الغلف والتعريف بكل الروايات المترجمة ضمن الفترة الزمنية المحددة للتمحيص، من الضروري تحديد معايير اختيار واضحة ليمكن على أساسها تمحيص الادعاءات المتعلقة بالأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية.

أولا: معيار الناشر

(1) الرواية المترجمة نشرتها دار نشر تجارية كبرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة (مثل بنغوين وراندوم هاوس). الروايات التي تنشرها دور النشر الكبرى تتوفر لجمهور أوسع، ولها بالتالي تأثير على قطاع أكبر من جمهور القراء.

(2) الرواية المترجمة نشرتها مؤسسة ثقافية أو نُشرت بدعم منها، مثل مجالس الفنون في المملكة المتحدة وهيئة الوقف الوطني للفنون في الولايات المتحدة. هذا المعيار يمكنّني من المقارنة بين نهجي المؤسسات الثقافية ودور النشر التجارية[1].

(3) في حال نشر أكثر من رواية من قبل دار نشر/مؤسسة ثقافية، سيتم اختيار الأولى للتحليل.

ثانيا: معيار الفترة الزمنية

الرواية التي سيتم اختيارها للتحليل يجب أن تكون نشرت أو أعيد نشرها أو ترجمت أو أعيدت ترجمتها، أو أعيد إصدار طبعة ثانية منها ضمن الفترة الزمنية التي تبدأ من عام 1990-2000، لأن ادعاء إدوارد سعيد بشأن الأدب العربي نشر في عام 1990، وهو عام مهم في التاريخ والسياسة العربيين، والعالم، فخلاله غزا العراق الكويت، وفُرضت على العراق عقوبات فورية تقريبا، وبعد ستة شهور من الغزو، تم شن حرب بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت، وظل العراق خاضعا لعقوبات شاملة. وبعد الحرب، وبسببها، تم إطلاق عملية سلام في الشرق الأوسط، وعقد مؤتمر خاص بذلك في مدريد في عام 1991.

ونظرا لأن هذا البحث يمحص الادعاء المتعلق بمدى دخول/عدم دخول السياسة في الاعتبار عند اختيار رواية للترجمة، فإن عام 1990 يشكل علامة مهمة، ويساعد أيضا على المقارنة مع الروايات التي ترجمت في عقد الثمانينيات، وهو العقد الذي شهد قبل أن يبدأ بعامين حدثين مهمين تاريخيا ودوليا، وهما معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1978/1979، والثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بالشاه، أحد حلفاء الغرب، ثم الحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينيات (1980-1988).

أتبنى تهجئة الاسم [بالإنجليزية] كما استخدمته دار النشر لتسهيل عملية البحث في الإنترنت للوصول إلى المعلومات ذات العلاقة بسرعة. وأستخدم كابتال ايه (A) عند كتابة Al التي غالبا ما تكتب بايه صغيرة (al) لتقليل حالات تعديل الحروف التلقائي في الحواسب التي ترفض استخدام حرف صغير في بداية الجملة. أما في قائمة المراجع، فإن ترتيب الأسماء يتم بتجاهل ال في اسم الكاتب/ة. ولذا يظهر اسم الشيخ، مثلا، ضمن الأسماء التي تبدأ بحرف ش. سوف يسبق التحليل نبذة عن الكاتب/ة وذكر لكتاباته/ـا.

=أ= معيار دار النشر التجارية

يؤدي تطبيق معيار دار النشر التجارية إلى ترشيح أعمال ستة كتاب وكاتبات، هم:

حنان الشيخ، لبنان

=1= مسك الغزال (1988، بيروت: دار الآداب). ترجمتها كاثرين كوبام. نشرتها في عام 1992 دار آنكور بوكس (راندوم هاوس) بعنوان يعادل نساء الرمل والمسك.

=2= حكاية زهرة (1980، بيروت: دار الآداب). ترجمها بيتر فورد، نشرتها في عام 1986 دار كوارتيت (لندن) ثم في عام 1996 دار راندوم هاوس بالعنوان نفسه مترجما.

=3= بريد بيروت (1992، دار الهلال، القاهرة). ترجمتها كاثرين كوبام، ونشرتها في عام 1996 راندوم هاوس بعنوان أحزان بيروت.

=4= إنها لندن يا عزيزي (2000، بيروت، دار الآداب). ترجمتها كاثرين كوبام، ونشرتها راندوم هاوس في عام 1996 بعنوان فقط في لندن.

التزاما بالمعايير، يقع الاختيار لتحليل التغليف على رواية مسك الغزال.

عبد الرحمن منيف، السعودية

=1= مدن الملح (1984، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر). ترجمها إلى الإنجليزية بيتر ثيرو ونشرتها في عام 1994 دار فنتج (المملكة المتحدة) بنفس العنوان مترجما إلى الإنجليزية.

=2= الأخدود (1985، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر). ترجمها إلى الإنجليزية بيتر ثيرو ونشرتها في عام 1993 دار فنتج (المملكة المتحدة) بنفس العنوان مترجما إلى الإنجليزية.

=3= تقاسيم الليل والنهار (1989، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر). ترجمها إلى الإنجليزية بيتر ثيرو ونشرتها في عام 1994 دار فنتج (المملكة المتحدة) بنفس العنوان مترجما إلى الإنجليزية.

يقع الاختيار لتحليل التغليف على رواية الأخدود.

نجيب محفوظ، مصر [2]

1. زقاق المدق (1947، مكتبة مصر). ترجمها تريفر لو جاسيك، وأعادت نشرها في عام 1992 دار آنكور بوكس بنفس العنوان مترجما.

2. بين القصرين (1957، القاهرة: مكتبة مصر). ترجمها وليام مينارد هاتشنز وأوليف كيني، ونشرتها في عام 1990 دار آنكور بوكس بعنوان مشوار القصر. الرواية هي الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ: القاهرة.

3.قصر الشوق (1957، القاهرة: مكتبة مصر). ترجمها وليام مينارد هاتشنز ولورن كيني، ونشرتها في عام 1990 دار دبل داي بالعنوان نفسه مترجما. الرواية هي الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ: القاهرة.

4. السكرية (1957، القاهرة: مكتبة مصر). ترجمها وليام مينارد هاتشنز وانجيلي بطرس سمعان، ونشرتها في عام 1993 دار آنكور بوكس بعنوان شارع السكر. الرواية هي الجزء الثالث من ثلاثية نجيب محفوظ: القاهرة.

5. أولاد حارتنا (1959، القاهرة: الأهرام.1967. بيروت: دار الآداب). طبعة 1959 ترجمها فيليب ستيورات ونشرتها في عام 1981 دار هاينمان للكتب التعليمية، ثم دار ثري كونتينانتس برس [3] في عام 1988 بعنوان أولاد الجبلاوي.

6. ثرثرة فوق النيل (1966، القاهرة: مكتبة مصر). ترجمها فرانسيس ليارديت ونشرتها دار آنكور بوكس في عام 1994 بعنوان عائمة في النيل.

يقع الاختيار لتحليل التغليف على رواية قصر الشوق.

الطيب صالح، السودان

موسم الهجرة إلى الشمال (1966، بيروت: مجلة حوار. 1970، بيروت: دار العودة). ترجمها دينيس جونوسن-ديفيز، ونشرتها في عام 1966 دار هاينمان بنفس العنوان مترجما. أحدث الطبعات نشرتها في عام 2003 دار بنغوين كلاسيكس. [4]

جمال الغيطاني، مصر

الزيني بركات (1971، دمشق: وزارة الثقافة السورية). ترجمها فاروق عبد الوهاب، ونشرتها في عام 1990 دار بنغوين بالاسم نفسه.

بتول الخضيري، العراق

كم بدت السماء قريبة! (1999، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر). ترجمها مهيمن جميل، ونشرتها في عام 2001 دار بانثيون بوكس بغلاف كرتوني وبالعنوان نفسه مترجما. ثم نشرت دار آنكور بوكس في عام 2002 طبعة بغلاف ورقي.

=ب= معيار المؤسسة الثقافية

تطبيق معيار المؤسسة الثقافية يسفر عن وجود مرشحتين لاختيار تحليل تغليف أعمالهما التي ترجمت بدعم من مجلس الفنون في بريطانيا ضمن سلسلة كاتبات عربيات [5] هما:

هدى بركات، لبنان

حجر الضحك (1990، لندن: رياض الريس للكتب). ترجمتها سوفي بينيت، ونشرتها في عام 1996 دار غارنيت بنفس الاسم مترجما.

سلوى بكر، مصر

العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء (1991، القاهرة: سيناء للنشر). ترجمتها دينا مانيستي، ونشرتها في عام 1995 دار غارنت بعنوان العربة الذهبية.

بناء على المعيارين المذكورين أعلاه، يقع الاختيار لتحليل التغليف على رواية حنان الشيخ (مسك الغزال) التي كانت روايتها الأولى أيضا [6].

حنان الشيخ

ولدت حنان الشيخ في لبنان عام 1945. تلقت تعليمها في لبنان ومصر. وبعد تخرجها من الجامعة، اشتغلت في صحيفة النهار اليومية اللبنانية. غادرت لبنان عام 1975 وعاشت في الخليج عددا من السنوات. وفي عام 1985، انتقلت إلى لندن حيث لا تزال تعيش. بالإضافة إلى الروايات المترجمة المذكورة سابقا، أعمالها الأخرى [7] تشمل التالية:

1. انتحار رجل ميت (1970: الناشر غير معروف). غير مترجمة إلى الإنجليزية.

2. فرس الشيطان (1975، بيروت: دار النهار). غير مترجمة إلى الإنجليزية.

3. أكنس الشمس عن السطوح (1994، بيروت: دار الآداب). ترجمتها كاثرين كوبام ونشرتها في عام 1998 راندوم هاوس بنفس العنوان مترجما. وهي مجموعة قصص قصيرة.

4. امرأتان على شاطئ البحر (2003، بيروت: دار الآداب). غير مترجمة إلى الإنجليزية.

وفقا لمعايير الاختيار للتحليل، سوف أحلل تغليف رواية مسك الغزال، وهي روايتها الأكثر نجاحا، فقد بيع منها أكثر من 35000 نسخة، وتم "اختيارها من قبل موقع بابلشرز ويكلي ضمن أفضل خمسين كتابا نشرت في عام 1992"، حسب موقع (RandonHouse.Com).

صورة الغلاف

JPEG - 40.2 كيليبايت
غلاف رواية مسك الغزال مترجمة

التعريف بالرواية على الغلاف الخلفي

.

رواية/دراسات شرق أوسطية

يُعرف القليل عن حياة النساء العربيات المعاصرات اللاتي يعشن في الشرق الأوسط. حنان الشيخ أحد الأصوات الأدبية القليلة التي تتحدث من ذلك المجتمع الذي لا يزال مغلقا. روايتها الأولى، حكاية زهرة، حُظرت في عدد من دول الشرق الأوسط بسبب التعبير الصريح عن حياة النساء الجنسية والشهوانية.

روايتها الجديدة، "نساء الرمل والمسك"، أصبحت متوفرة لأول مرة في الولايات المتحدة. في نثر مقتصد، لكنه أنيق —شبيه بنثر مارغريت درابل ومارغريت اتوود— تروي حكاية أربع نساء، يعشن في دولة صحراوية لا يُذكر اسمها، يعانين في تحمل مجتمع يقدم لهن كل أشكال الرفاهية باستثناء الحرية.

تكشف الشيخ العلاقة غير العادية والمشحونة كثيرا الموجودة بالضرورة في دولة تحرم النساء من إنسانيتهن، وتفعل ذلك بلغة عاطفية حساسة التي لها تأثير أكبر بسبب خلوها من إثارة الجدل.

"كاتبة موهوبة وشجاعة" – ميدل ايست انترناشنال.

"مهارة الشيخ في هذا الكتاب الذي لا يُنسى تكمن في طريقة سردها المتعلق بالدين والجنس والجواز وإدارة البيوت كما هي في القفص الذهبي العظيم في الصحراء" – إنترناشنال هيرالد تربيون.

.

"نساء الرمل والمسك" ليس ترجمة لعنوان الرواية في العربية (مسك الغزال). كما توضح دراسة هارفي، قد يقرر الناشر أن يخاطب الجمهور المستهدف مباشرة بتغيير عنوان النسخة المترجمة من الرواية. في هذه الحالة، بدلا من مسك الغزال، أو معادل لها بالإنجليزية، تم اختيار عنوان يوحي بصور استشراقية للشرق ونسائه.

من اللافت للنظر أن التعريف الموجز بالرواية يقول: "يُعرف القليل عن حياة النساء العربيات المعاصرات اللاتي يعشن في الشرق الأوسط". لكن الواقع لا يؤيد ذلك، فالعالم العربي، والشرق الأوسط تحديدا، من أكثر المناطق في العالم عرضة للدراسة، وهي في دائرة الضوء باستمرار. إذا كان القليل معروفا عن هذه المنطقة وسكانها، فربما الذي لا يعرف هو كاتب التعريف، وليس مواطنا عاديا يقرأ صحيفة يومية أو يشاهد نشرة إخبارية واحدة في اليوم.

من الملفت في التعريف أيضا استخدام الشرق الأوسط وليس العالم العربي أو الخليج. "الشرق الأوسط" يذكّر بالسياسة المتعلقة بالنزاع العربي الإسرائيلي التي ينظر لإسرائيل فيها بعين العطف، وخاصة في الولايات المتحدة، التي بحكم أنها مجتمع ديمقراطي مفتوح لا يقمع نساءه.

الجملة الثانية في التعريف بالرواية تقول إن حنان الشيخ "أحد الأصوات الأدبية القليلة التي تعبر عن رأيها من مجتمع لا يزال مغلقا". كما توضح أمل عميرة "يميل مراجعو [الأعمال الأدبية] إلى تصوير أي كاتبة عربية يراجعون أعمالها على أنها "صوت وحيد" وضحية الرقابة" (عمايرة 1996) [8].

لكن الروائيات العربيات لسن صنفا نادرا. عدد كبير منهن كان موجودا قبل حنان الشيخ، وكذلك لها الكثير من الروائيات المعاصرات اللاتي يتحدثن عن موقع النساء في المجتمعات العربية وقضايا أخرى. ولكن يناسب الصورة النمطية أكثر قول إن هناك القليل من النساء العربيات اللاتي تجرأن على الحديث. وبدلا من اعتبار الرواية عملا إبداعيا خياليا، ينظر إلى هذا النوع من الأدب العربي كبيان سياسي يُدلى به نيابة عن النساء المقموعات.

والإشارة في التعريف بالرواية إلى "مجتمع لا يزال مغلقا" تقود إلى التساؤل: هل المجتمعات العربية مغلقة؟ ومغلقة لمن؟ وبأي معنى؟ من السهل نسبيا لمواطني الدول الغربية خاصة أن يزوروا جميع الدول العربية تقريبا دون الحاجة إلى تأشيرة. وإذا كانت هناك حاجة لواحدة، يمكن الحصول عليها عند الوصول إلى المطار. والشوارع في القاهرة وعمان والكثير من العواصم العربية يظهر فيها درجات متفاوتة من الانفتاح، تتراوح بين مشاهدة نساء يلبسن أحدث الملابس الغربية وحتى النساء المنقبات. وقد يتعاملن مع الرجال والأجانب بحرية.

ولزيادة إغراء القارئ المحتمل لـ "نساء الرمل والمسك" هناك إشارة إلى حظر رواية حنان الشيخ الأولى، حكاية زهرة. حظر الروايات يحدث في العالم العربي، مرارا لأسباب دينية، عندما تعتبر هيئة دينية، كالأزهر مثلا، أن فيها كفرا أو إهانة للمسلمين. وحظر الكتب يحدث أيضا لأسباب سياسية، عندما تعتبر رواية أنها تتضمن نقدا لنظام أو زعيم. في حالة "حكاية زهرة" فإن السبب وفقا للتعريف الموجز هو "التعبير الصريح عن الحياة الجنسية النسوية". لكن من غير الواضح في أي دولة حُظرت الرواية (لبنان، مصر، إلى آخره)، وهل الحظر دائم أم مؤقت. دار الآداب أكّدت أن الرواية حُظرت أولا في السعودية والكويت، ثم تبعتهما مصر العام الماضي [2004]. لكن الدار قالت إنها لا تعرف أبدا السبب الحقيقي للحظر لأنها لا تتلقى أي شيء كتابيا [9].

إن الإشارة إلى الحياة الجنسية الصريحة وحظر الرواية استراتيجية متعمدة لإثارة الفضول، إضافة إلى أنها تعزز الصور النمطية المتعلقة بالنساء في الشرق الأوسط "الغريب". وتركيز التعريف بالرواية على الجنس والحياة الجنسية جزء من ثيمة استشراقية مهيمنة في علاقة الغرب بالشرق الأوسط. وكما لاحظ إدوارد سعيد (في كتابه الاستشراق): "العلاقة بين الشرق والجنس متكررة بشكل ملحوظ"، إضافة إلى أن "العلاقة بين الشرق الأوسط والغرب تعرّف حقا بأنها جنسية" (سعيد 1978/2003: 309).

الفقرة الثالثة تذكر "دولة تحرم النساء من إنسانيتهن" دون أن تذكر اسما لدولة، فالشرق الأوسط ليس دولة، بل منطقة فيها عدد من الدول. حتى في الدول العربية المحافظة جدا، من المبالغة (لكيلا نقول غير صحيح) قول إن النساء محرومات من إنسانيتهن. من المؤكد أن النساء في الدول العربية يردن المزيد من الحرية، ويستحققن ذلك، لكن هذا أمر مختلف عن قول إنهن يعشن في "دولة" تحرمهن من إنسانيتهن، سواء أكان استخدام (state) يقصد به دولة أو حالة. للكثير من النساء سلطة كبيرة على الرجال حتى في المجتمعات العربية-المسلمة المحافظة جدا، وخاصة من خلال دورهن كأمهات وجدّات.

وسواء من ناحية تغيير العنوان الاستغلالي للرواية، أو من ناحية الخطاب في التعريف بها، لا تعتبر حالة مسك الغزال حالة منفردة. تورد أمل عمايرة المزيد من الأمثلة في هذا السياق. على سبيل المثال، مذكرات هدى شعراوي غــُيـّر عنوانها من "مذكراتي" إلى "سنوات الحريم" [10]. غلاف رواية فادية فقير "نيزانيت" (Nasanit) التي كُتبت بالإنجليزية تصدّر غلافها امرأة تلبس الأسود من الرأس إلى القدمين [11]. وتلاحظ عمايرة أن مراجعي الروايات والكتب العربية الأخرى "يبدو أنهم يلتقطون الإلهام من العناوين والغلف"، وأن المراجعين "يقرؤون الروايات باعتبارها اختبارات سوسيولوجية أنثروبولوجية "تعكس" الإسلام والعالم العربي" (عمايرة 1996).

تجدر الإشارة إلى أمر آخر في التعريف بالرواية، وهو مقارنة أسلوب حنان الشيخ بأسلوبي مارغريت درابل، الروائية البريطانية، ومارغريت أتوود، الشاعرة والروائية الكندية. في تحليل آندريه لوفيفر لجوانب من التعامل مع الأدب العربي كأدب من الدرجة الثانية، يشير لوفيفر إلى "استراتيجية المقارنة" التي يمكن استخدامها في سياق سلبي أو إيجابي (لوفيفر 1992: 77). في التعريف برواية مسك الغزال تم استخدام استراتيجية المقارنة في سياق إيجابي لجعل أسلوب حنان الشيخ يروق النساء والنسويات الغربيات.

هل للادعاءات الواردة في التعريف بالرواية أساس في الرواية وشخصياتها؟ قراءتي للرواية أنها ليس عن نسوة محرومات من الحرية. لو كانت هذه رسالة رواية حنان الشيخ، لماذا اختارت أن يكون بين النساء الأربع امرأة أميركية هي سوزان، التواقة توقا شديدا للبقاء في الدولة الصحراوية إلى حد أنها مستعدة لتغيير دينها؟ تستعرض سوزان أفكارا مختلفة، كما يرد في الفقرة الأخيرة من الفصل الذي ترويه سوزان:

وأفكر بأنني لن أغادر هنا مهما حصل. تصميمي هذا، جعل أفكارا حتى الخرافية منها تتزاحم في رأسي. إشهار إسلامي وطلبي البقاء لأعمل مربية أطفال؟ أو توقيع أوراق الطلاق من ديفيد والزواج الشكلي من رينغو والذي لن تنتهي إقامته قبل شهر؟ وجدتني أعد على أصابعي، وكان عدد ما تبقى لي خمسة أيام (ص 184).

لا يتوقع المرء من امرأة أميركية أن تفوّت فرصة مغادرة دولة تحرمها والنساء الأخريات من إنسانيتهن. لذا ما الذي يجعلها تريد البقاء؟ يمكن القول إنه الاهتمام الذي تناله من الرجال في الدولة الصحراوية وكونها مرغوبة جنسيا. لذا، حتى المرأة الأميركية في الرواية ضحية صور نمطية متعددة على رأسها أن المرأة الأميركية منحلة/فاجرة. كل امرأة من النساء الأربع مزيج من الصور النمطية. وكذلك الأمر بالنسبة للشخصيات الفرعية الأخرى اللاتي يتعاملن معهن.

كما أن الرواية ليست عن حقوق المرأة، وتوجهها ليس نسويا بالضرورة. النساء المغتربات مجردات من التعاطف مع النساء الأصلانيات في الدولة الصحراوية، أو لديهن القليل من التعاطف معهن. وهنّ عرضة للسخرية منهن، والسبب في واحدة من الحالات عدم إتقانهن للغة الإنجليزية.

أطلت فاطمة، تحمل صحنا كبيرا من الفاكهة، وابتسامتها عريضة، دلت على بطنها وقالت: "في بوبو". ابتسمت لها، كأن الأمر لا يعنيني. فعلا ما كان يعنيني. كل ما أردته الآن أن استنجد بمعاذ وأبــقى هـنا. ولـما هـــزت فاطــمة كتفيها عندما سألتها عن معاذ بمعنى أنها لا تعرف قلت: "Son of the bitch" ردت فاطــمة "تانكيو مـدام السوزان". ثـــم ابتسمت فـرحة بأنها تتكلم الإنكليزية (ص 168).

تظهر الروائية فاطمة كامرأة غبية لا تفهم الإنجليزية. لكن امرأة أميركية لا تقول "ابن الشرموطة" (باستخدام the والشائع هو a). يضيع في الترجمة إلى الإنجليزية احتقار فاطمة والتعبير غير الدقيق الذي ذكرته سوزان.

بالنظر إلى وجود صور نمطية للنساء في الرواية، خاصة النساء في الدول الصحراوية، لماذا اختارتها للترجمة والنشر دارُ نشر تجارية كبرى؟ جنين عبوشي دلال تعتقد أن مسك الغزال كتبت لقارئ غربي:

أن تكون مسك الغزال قد كتبت لجمهور ناطق بالإنجليزية، على وجه الخصوص، لهو أمر يتضح في الفصل الأول نفسه. فالإشارات الواردة فيه إلى الثقافة الغربية، وهي إشارات لا يألفها القارئ العربي، لا تحظى بأي توضيح من لدن المؤلفة (جنين عبوشي دلال 1999: 54).

عندما تتلف سهى، المرأة اللبنانية في الرواية، اللعب ذات شكل الحيوانات، يُشرح عملها بالإشارة إلى الحساسيات الدينية. أما الحديث عن برنامج الدمى، والضفدع كيرميت، والآنسة بيغي، فلا يرد شرح لها، وكأن الجميع يعرفها [12].

أخيرا، يبالغ الناشر في ادعاء أن حنان الشيخ هي "الكاتبة العربية الأشهر والأكثر إعجابا في العالم العربي". لا شك في أنه من المثير للإعجاب تحقيق كاتب/ة عربي/ة النجاح في بلده/ـا، وإعجاب أكثر بتكرار النجاح في الغرب. لكن ادعاء الناشر مجحف بحق كثيرات من الكاتبات المعاصرات لها، اللاتي لا يسعين إلى الكتابة بطريقة تروق الغرب من خلال التمسك بالصورة النمطية للنساء العربيات. على سبيل المثال، غادة السمان، الروائية السورية التي كانت تعيش في لبنان، كانت ولا تزال روائية مشهورة ولها ثمانية وعشرون كتابا (موقع جامعة سيراكيوز برس 2004).

أحدث روائية تحقق نجاحا من ناحية المبيعات والمراجعات الأدبية هي الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي. روايتها "ذاكرة الجسد" التي نشرت في عام 1993 صدر منها [2005] عشر طبعات [13]. بثينة شعبان، أستاذة الأدب في جامعة دمشق، تعتبر الروائية الفلسطينية سحر خليفة "أفضل روائية عربية في القرن العشرين" لأنها "كتبت رواية تلو رواية لتظهر عدم إمكانية الفصل بين القضايا النسوية عن الهموم الاجتماعية والسياسية" (شعبان 1999) [14]. ونظرا لكون شعبان مؤلفة دراسة شاملة عن الكاتبات العربيات لا بد من النظر بجدية لتقييمها لأعمال الكاتبات العربيات.

يرى كيث هارفي أن "خطاب التعريف بالعمل تعبير عن نوع معين من "الفضيحة" في الثقافة المستهدفة" (هارفي 2003: 66). أميل للاتفاق مع رأيه. فيما يتعلق برواية "نساء الرمل والمسك"، تظهر الفضيحة في تصوير التعريف لـ "دول الصحراء" والنساء اللاتي يعشن فيها. الصحراء لا يمكن أن تكون بمعنى أمة/وطن أو بيت. صحيح أنه لا يزال هناك في الدول العربية النفطية الثرية في شبه الجزيرة العربية الكثير مما يرغب الناس في تحقيقه، ولكن ارتباطهم بأوطانهم وبيوتهم يجب ألا تكون محل سخرية أو استخفاف. جزء كبير من الولايات المتحدة (نيفادا وأريزونا ونيو مكسيكو) صحراوي، لكن هذا لا يمنع اعتبار هذه الولايات جزءا لا يتجزأ من الولايات المتحدة، ولا ينظر إلى الناس في "ولايات الصحراء" نظرة احتقار كالنظرة للذين يسكنون في دولة صحراوية بلا اسم في رواية نساء الرمل والمسك (مسك الغزال).

هدى بركات

ولدت هدى بركات في لبنان عام 1952 وحصلت على بكالوريوس في اللغة الفرنسية من الجامعة اللبنانية في عام 1975. غادرت لبنان إلى باريس عام 1989، آخر سنوات الحرب الأهلية اللبنانية. عندما كانت في لبنان، اشتغلت كمعلمة وصحفية [15]. لها بالإضافة إلى حجر الضحك الأعمال التالية:

1. أهل الهوى (1994، بيروت: دار النهار). غير مترجمة إلى الإنجليزية.

2. حارث المياه (1998، بيروت: دار النهار). فازت هذه الرواية بجائزة نجيب محفوظ في عام 2000. ترجمتها ماريلين بوث، ونشرتها في عام 2001 الجامعة الأميركية في القاهرة بنفس العنوان مترجما. لذا، لا تدخل هذه الرواية في نطاق بحثي.

يقع الاختيار لتحليل التغليف على رواية حجر الضحك لأن معياري الفترة الزمنية ودعم مؤسسة ثقافية ينطبقان عليها. نشر الرواية دارا نشر مختلفتان في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وهذا يتيح المقارنة بين التشابه والاختلاف في الغلاف والتعريف بالرواية على الغلاف الخلفي.

عنوان الرواية بالإنجليزية يعادل نظيره بالعربية. الغلاف يستعين بصور مرتبطة بالإسلام: الهلال، والمئذنة، وأشجار النخيل. أحد أسباب اختيار الرواية للترجمة أن يوغوسلافيا سابقا كانت وقتها تشهد حربا أهلية (فقير 1995: v). لذا بدت اختيارا ملائما بالنظر إلى أن حجر الضحك تركز على حرب أهلية أخرى، أي اللبنانية (1975-1989).

الغلافان الأمامي والخلفي لطبعة دار غارنت، 1995

JPEG - 106 كيليبايت
غلافة رواية حجر الضحك مترجمة

الغلاف الخلفي لطبعة انترلنك، 1995.

.

حجر الضحك رواية رجولية تظهر التاريخ المتناقض لمدينة تحت النيران من خلال حياة رجل مثليّ وما يتعرض له من ورطات. تتسم الرواية بالجرأة والجذرية، وحافلة بالفكاهة السوداء، والملاحظات الساخرة عن الحياة في بيروت، المدينة التي مزقتها الحرب. عندما نشرت الرواية في عام 1990، أشاد بها النقاد في مختلف أنحاء العالم العربي كأفضل رواية خلفيتها الحرب الأهلية اللبنانية.

يدور السرد المفكك حول خليل، وهو رجل مثليّ يحاول تجنب الانتماء الإيديولوجي أو العسكري، حيث يجد نفسه في مواجهة انهيار مجتمعه المدني، فيكون رد فعله بالانسحاب إلى حياته البيتية. ويصبح تواصله الوحيد مع العالم من خلال الأصدقاء والصحف، التي يعني لها سقوط القنابل أخبارا أهم يروج لها، أكثر مما يعني لها المأساة والدمار. يحرص خليل على إبعاد نفسه عن الحرب، لكنه يُجر إليها في النهاية نظرا لإدراكه أنه عندما تكون مدينة في حرب، لا يستطع أحد أن يظل محايدا.

الرواية مكتوبة بحساسية، وبلا أثر من العاطفة أو الدعاية السياسية. هزّت حجر الضحك مفاهيم القرّاء العرب حول الكتابة النسائية وضرورة وجود انتماء سياسي للكتاب العرب. أشاد بها الكثير من النقاد كأفضل رواية خلفيتها الحرب الأهلية اللبنانية، وحصلت على جائزة [مجلة] "الناقد" المرموقة للروايات الأولى.

"رواية رائعة تتفوق على معظم أعمال الكتاب العرب المعروفين".

إدوار الخراط

.

استخدم غلاف طبعة غارنت صورا مرتبطة بالإسلام: الهلال والمئذنة وشجرة النخيل. أميل إلى الاعتقاد أن الغلاف صمم ليتوافق مع المقدمة التي كتبتها فادية فقير للنسخة المترجمة، وتتحدث فيها عن المعاملة السيئة للنساء في العالم العربي. ما ورد في مقدمتها عن ذلك ستتم مناقشته ببعض التفصيل في فصل آخر.

غلاف النسخة التي نشرتها دار انترلنك لم يستخدم صورا كالتي استخدمت في نسخة غارنت.

الفارق المهم في نسخة انترلك في التعريف بالرواية هو الإشارة إلى شخصية خليل بأنه رجل مثليّ. هناك سببان محتملان لذلك. الأول جعل الرواية جذابة للقراء المثليين. أما طبعة غارنت فهي مهتمة أكثر بالنساء لأن المؤلف امرأة، والرواية جزء من سلسة كاتبات عربيات. السبب الثاني، قد يكون هناك اختلاف صادق في تفسير الميول الجنسية لخليل، أي هل هو رجل مثليّ بالتأكيد، أم مجرد رجل رقيق.

غارنت وانترلنك تدعيان في التعريف بالرواية أن هدى بركات "هزّت مفاهيم القراء العرب حول الكتابة النسائية وضرورة وجود انتماء سياسي للكتاب العرب". لكن الواقع لا يؤيد ذلك، فالكاتبات العربيات، سواء أكنّ منتميات سياسيا أم لا، كتبن الروايات قبل صدور حجر الضحك ولا يزلن يكتبن.

= = =

الهوامش

[1] هناك أسباب وجيهة لاعتبار بعض المبادرات وهيئات أخرى مؤسسات ثقافية، مثل مشروع الترجمة من العربية (PROTA) وبعض المطابع الجامعية، خاصة تلك التي تهتم بشدة بالأدب العربي، مثل جامعة تكساس في أوستن وجامعة أركنسا وجامعة سيراكيوز. لذا يمكن إدخال تغليف الكتب الصادرة عن هذه الجهات ضمن معايير الاختيار للتحليل، وهذا يعتمد على تبني تعريف أوسع للمؤسسة الثقافية.

[2] نجيب محفوظ روائي غزير الإنتاج، وحائز على جائزة نوبل. قائمة رواياته المترجمة التي تنطبق عليها معايير الاختيار طويلة. الروايات المذكورة أعلاه هي تلك التي أشارت إليها لجنة جائزة نوبل.

[3] تعرف حاليا باسم باسيجياتا برس ومقرها ولاية كولورادو الأميركية.

[4] نشرت رواية موسم الهجرة إلى الشمال في البداية في عام 1966 في مجلة حوار التي كانت تصدر في بيروت. ثم نشرتها في عام 1970 دار العودة، بيروت. هناك شرح للخلفية المثيرة للجدل لصدور الرواية كتبها المؤلف لطبعة دار بنغوين.

[5] الروايات الأخرى في السلسلة: حبات النفتلين لعالية ممدوح، العراق. عين المرآة لليانة بدر، فلسطين. الوطن في العينين لحميدة نعنع، سورية.

[6] معايير هارفي تأخذ في الحسبان سرعة ترجمة الرواية الأولى لكاتب/ة لأن ذلك يدل على الأهمية التي أولاها الناشر للرواية.

[7] http://www.bloomsbury.com/authors/default.asp?id=165§ion=1

http://voices.cla.umn.edu/newsite/authors/ALSHAYKHhanan.htm

[8] http://www.aljadid.com/features/0210amireh.html

[9] رسالة إلكترونية من دار الآداب بتاريخ 24 حزيران/يونيو 2005.

[10] سنوات الحريم: مذكرات نسوية مصرية، 1979-1924. ترجمتها مارغو بدران، ونشرتها في عام 1987 دار فيمنيست برس، نيويورك.

[11] نشرتها أولا في عام 1987 دار ايدان اليس، أوكسفورد، ثم نشرتها دار بنغوين في عام 1988.

[12] مسك الغزال، ص ص 13-14. برنامج الدمى برنامج تلفزيوني محبوب من الصغار والكبار.

[13] الطبعة التي لدي هي التاسعة عشرة.

[14] http://www.macmag-glip.org/joussour_contribution.htm

[15] http://weekly.ahram.org.eg/1999/457/profile.htm


الفصل متوفر باللغة الإنجليزية متوفر على الرابط التالي.

https://www.oudnad.net/dox/spip.php?article233

D 1 آذار (مارس) 2023     A عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص     C 0 تعليقات

بحث



5 مختارات عشوائية

1.  تغيير عرض المحتوى

2.  انتفاضة الاحتضار

3.  رحيل عبد الرزاق العمري

4.  كلمة العدد الفصلي 16: المبادرات الثقافية: ما لها وما عليها

5.  العرب والغرب والنقد الأدبي

send_material


microphone image linked to podcast



linked image to oudnad.net pdf_xive
linked image to oudnad.net/dox