أسماء عبد اللطيف حمد - فلسطين
حضور العملة في شعر العصر العباسي
المقدمة
إذا أردتَ معرفة أمة، فعليك دراسة نقودها، فهي هويتها التي تكشف سماتها التاريخية والجغرافية والفنية والمعطيات الدينية، وترى قيمتها الاقتصادية، وثقلها السياسي بين أمم العالم[1].
إنَّ عملية خلق النقود من المسائل التي شغلت أذهان الباحثين في الاقتصاد الإسلامي والتقليدي، والتي ترتبط أساسياً بآلية تطور شكل العملة منذ القدم حتى الوقت الحاضر، بدءاً من النقود السلعية كالقمح والشعير وغيرها، وهي أنواع النقود التي تعامل بها الإنسان تاريخياً، كما اشتملت على سلع معدنية، كان في مقدمتها الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها، ثمَّ جاءت المرحلة الائتمانية بأهم صورها المتمثلة في النقود الورقية، وتطورت لتتحوّل إلى نقود إلكترونية عبر البطاقات المحمية، ووصل التطور إلى ظهور العملات الإلكترونية مثل البيتكوين واللايت كوين[2]، وغيرها، والتي بات لها قيمة كبيرة في العالم.
مشكلة البحث ومنهجها
تتمثل مشكلة هذه الدراسة في تجلية موقف الشعر وشعراء العصر العباسي من النقود وأنواعها، وهذا دفعنا إلى البحث في كيفية تطور النقود وأنواعها، وكيف قدّم لها شعراء ذلك العصر لتحقيق نهضة حضارية للأمة المسلمة، وقد اتبعت في هذه الدراسة بشكل أساس على المنهج الوصفي التحليلي، وحقيقة تطور العملة العباسية، وأنواع هذه العملة بما يتوافق ونظرة شعراء ذلك العصر.
هدف الدراسة
وكان الهدف من الدراسة إبراز بعض الظواهر التي تفرّد بها شعراء العصر العباسي، وإمكانية تتبع قدرة القصيدة العربية على التعبير عن الاهتمامات الشعرية بالدّينار والدرهم، كونها أصبحت قادرة على الوفاء بحاجات المجتمع، واستطاع الشعراء أن يجددوا في صوره التقليدية، ويضيفوا صوراً جديدة ومبتكرة، لأنَّ الشعر يعدُّ وثيقة تاريخية لمجتمع بلغ شأوه في التقدم والحضارة.
طبيعة العملة في عصر صدر الإسلام
النقود الإسلامية أغنى النقود العالمية بالمعلومات التاريخية، فهي لا تحمل صوراً فقط، بل يتسع الدينار الإسلامي الواحد لنحو خمسين إلى مائة كلمة على الوجهيْن، اللذين مساحتهما نحو عشرة سنتمترات مربعة، ويمكن أنْ تتغير النقود تبعاً للبيئات والعصور، وعلى مدى توافر مادتي الذهب والفضة وقلتهما، وعلى عملية العرض والطلب[3].
أصبحت النقود الإسلامية بعد القرن السابع قبل الميلاد مصدراً أساسياً من مصادر المادة التاريخية، لأنَّ الباحث فيها يستطيع استخلاص معلومات دقيقة وموثقة عن الحقبة التاريخية المراد دراستها[4]، من حيثُ دلالتها على الأحوال الحياة المختلفة، ووثائق ذات أهمية في تثبيت أو نقض الكثير من الأخبار والحقائق عن أسماء الحكاّم والملوك والأباطرة والخلفاء الذين ورد ذكرهم في المصادر التاريخية، وأسماء المدن التي ضُربت بها النقود، وما يظهر عليها من نقوش وإشارات وخطوط ورسوم[5].
لم تلقَ النقود العربية من العناية عبر تاريخيها الطويل إلا القليل، فقد كتبَ عنها بعض الأدباء أمثال قدمة بن جعفر، ومن المؤرخين ابن خلدون، ومن الجغرافيين المقدسي واليعقوبي، وقد جاء الحديث عنها في كتبهم عَرَضاً وبشكل عام من خلال عناوين عامة، أو ضمن صفحات أو فصول مبعثرة هنا وهناك[6]، ولقي الحديث عن النقود اهتماماً من قبل الشعراء في العصور الأدبية المختلفة منذ العصر الجاهلي[7]، حيث قال الأعشى ميمون في ذكر الدراهم:
دراهِمُنا كُلُّها جيّدٌ = = فلا تحبِسنّا بتنقادها (مجزوء الوافر) [8]
ثمَّ توارثت الأجيال المتعاقبة هذا الابتكار الاقتصادي والحضاري المهم، وأخذت الممالك في مختلف البلاد تسكُّ نقوداً معتمدة على أمهر الفنانين والصّناع، وقد اختلفت الكتابات والنقوش على النقود عبر تاريخها من حضارة إلى أخرى، فالعرب في الجاهلية استخدموا الدنانير البيزنطية الذهبية والفلوس الساسانية الفضيّة، والدراهم اليمنيّة الحميّرية.
ويرجع سكُّ العملة بصفة عامة إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد تعامل العرب قبل الإسلام بأنواع مختلفة من النقود، وفي عهد الرسول الكريم لم يطرأ أي تغيير في الشكل الفني أو في مضمون الكتابات عليها، واعتمد الرسول الكريم الدينار البيزنطي، الذي ظهر على وجهه صورة (هرقل)[9]. وعلى الوجه الثاني ظهرت نقوش بيزنطية دعائية، ونقوش تذكر مكان السكّ بالحروف اللاتينية، والدرهم الساساني الذي يحمل على أحد وجهيه صورة نصفية بوضع جانبي للملك الساساني (كسرى الثاني) [10]، وهو يعتمد التاج، ونصوصاً من اللغة الساسانية، وعلى وجهه الآخر، فقد حمل دكة للنار المجوسية، وبجانبها حارسان ونصوصاً تذكر مكان السكّ [11]، قال آدم بن عبد العزيز عن إيوان كسرى ورثائه دولة الفرس:
وَرُحتُ كَأنّني كسرى إذا ما = = علاهُ التاجُ يومَ المهرجان (البحر الوافر) [12]
وقد وردت عملات هذه الدول في أخبار العرب وأسفارهم، وأطلقوا على الدنانير الذهبية اسم (التبر) [13]، كما أسموها (العين) [14]، وسمّوا المسكوكات الفضيّة «الورق»، وذكر اسم الدينار صراحة في الشعر العربي قبل الإسلام [15]، قال المخرز بن المكعبر الضبّي يمدح قوماً بإشراف وجوههم في الحرب:
كأنَّ دنانيراً على قسماتهم = = وإنْ كانَ قد شفَّ الوجوهُ لقاءُ (البحر الطويل) [16]
وقال المرقش:
النشرُّ مسكٌ والوجوهُ دنا = = نيرٌ وأطرافِ الأكفِّ عنَّمِ (البحر السريع) [17]
وذكر بعض المؤرخين أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الدراهم من جلود الإبل، حيثُ كان يقطعها على مقدار الدرهم، ويجعل الناس يتعاملون بها، وكان ذلك على معنى الضرورة لقلة الذهب والفضة [18]، قال أبو تمّام:
لم ينتدبْ عمراً للإبلِ يجعلُ من= = جلودها النقّدُ حتّى غرّهُ الذّهب (البحر الطويل) [19]
هذا ولمّا كان للنقود من آثار وأهمية، برزت الحاجة إلى دراسة مدى حضور هذا النقود في العصر العباسي، والتي ساهمت في احتوائها على قدر كبير من المعلومات، وفاقت مثيلاتها من العملات الأخرى.
تطور النقود العباسية
استمرَّ تداول النقود الأموية بكلِّ وحداتها مع بداية عهد الدولة العباسية، سواء القطع الكبيرة كالدّينار والدّرهم، والوحدات النقدية الصغيرة كالفلوس النحاسية [20]، وتعاملَ بها الخلفاء العباسيون في أمورهم الشرعية والتعاملات الاقتصادية، وجاء تداولهم لها من باب اعتمادها كمرحلة مؤقتة لكي يتفرغوا لتثبيت ملكهم وسيطرتهم على الأقاليم، وحاجتهم لتشيد عاصمة جديدة [21]، قال البحتري يمدح الخليفة المنصور:
وأبهجنا ضربُ الدّنانيرِ باسمهِ= = وتقليدهُ من أمرنا ما تقلدا (البحر الطويل) [22]
ولكنّهم أحدثوا عليها بعض التغيرات الطفيفة في النصوص والعبارات وترتيبهما فمثلاً: استبدلوا نصوصاً من سورة الإخلاص المثبتة على الدّينار بعبارة «محمد رسول الله» [23]، وإعطاء بعضها ألقاباً مثل الدانق، الذي يساوي سدس الدّرهم، والدّينار الذي يساوي عشرين درهماً [24]، وفي عهد الخليفة المهدي حملت دنانيره شكل هلال فوق مركز الظهر إلى جانب نقش اسم مدينة الضرب، مدينة السلام [25].
ويعدُّ الخليفة هارون الرشيد أول خليفة وضع اسمه على النقود الذهبية، فقد ظهرت له عدة أنواع من الدّنانير، منها ما ضُرب على نمط نقود الذين سبقوه من خلفاء بني العباس، وبعضها حمل أسماء الأمراء والوزراء، ومنهم الأمير جعفر البرمكي[26]، وأمر الخليفة هارون الرشيد بإعدام جعفر البرمكي [27]، بعد أن وصلَ حداً من النفوذ والثراء غير المشروع، وبعد سكَّه دنانير خاصة على شكل مداليات تزن الواحدة منها مئة وواحد مثقال «الدّينار يساوي مائة مثقال»، وفي رواية أخرى تزن ثلاثمائة مثقال، علماً أنَّ الوزن الشرعي للدّينار هو مثقال واحد، ويبدو أنَّ تلك الدّنانير كانت القشة التي كسرت ظهر البعير، وقد اعتبرها الخليفة تبذيراً بأموال المسلمين [28]. وذكر الجهشياري بأنَّ الحارث بن أبي أسامة (أخبار الخلفاء) الذي ذكر فيه: «عندما قُتل جعفر البرمكي وجد في داره بركة فيها أربعة الأف دينار ذهبي يزن الواحد منها «101» مثقال، ونقش على كل منها البيتين الشعريين الآتيين، كان يفرقها في عيد النيروز أو المهرجان[29]. قال أبو العتاهية يصف دنانيره:
وأصفرُ من ضربِ دار الملو = =كِ يلوحُ على وجه جعفرِ
يــزيدُ على المــائةِ واحــداً = = إذْ يلقَهُ معسراً يوسرُ (البحر الوافر) [30]
وفي رواية أخرى تذكر أنَّ الشطر الثاني كان كالآتي:
ثلاثمائة يكن وزنها= = متى يلقيه معسراً يوسر
ودنانير الأمين، وما نُقش عليها تعكس أحداثاً سياسية في عصره، ومنها خلعه من الولاية، والحرب التي دارت بينهما، وقد تنّوع ضرب النقود في زمن الخليفة المأمون، ما بين نقش اسم الخليفة ولقبه وصفته، واسم مدينة الضرب، وذكر أسماء الأمراء والولاة، ومن العبارات والنصوص التي حملتها نقود المأمون حرف [ع – سنة – ج – سنة] لعلّها تدل على أسماء المشرفين على دار السكة [31].
وأهمُّ ما يميز هذه الفترة إشراف الخلفاء على دور السكة أو ما ينوب عنهم، إظهاراً لشخصياتهم التي ربطت بأغراض سياسية أو عنصرية أو أغراض أخرى. ومن الأمراء الذين ضربوا دنانير في خلافة الراضي الأمير بجكم [32]، وكانت هذه الدنانير يزن الواحد منها عدة مثاقيل، ونقش على وجهها صورته وهو شاكي السلاح، وكتب عليه:
إنّما العزُّ فأعلمْ
للأمير المُعظم
سيّد النّاس بجكم
ونقش على الوجه الثاني صورة بجكم وهو جالس يفكر. وتحتوي كتب التاريخ الشيء الكثير من هذه الغرائب، التي تدلُّ على تفنن العباسيين في ضروب اللهو ورغد العيش والإسراف والتبذير [33].
وضرب الخليفة المتوكل والد المعتز بالله دراهم في قصره، وكان قدرها «خمسة ألف ألف درهم، صُبغت بالحمرة والصفرة والسواد (يوم نشر الورد)، وكان الدرهم يبقى في الهواء بقاء الورد [34]، ودفع ابنه المعتز لمغنية اسمها «دنانير» دنانير تسمى الخريطة [35]، وكان مكتوباً على كل دينار منها ضُرب هذا الدينار بالجوسق لخريطة أمير الخليفة المعتز بالله. وضرب الخليفة المقتدر ديناراً ذهبياً ودرهما فضيّاً مصوراً أحدهما وقد رسم على وجهه صورة ثور، وفي أعلى الصورة كُتِب المقتدر بالله (هذا الدرهم محفوظ في المتحف العراقي) [36].
وتحتوي كتب التاريخ العربي الشيء الكثير من هذه، وخاصة الدّنانير والدراهم التذكارية، التي تدلُّ على تفنن العباسيين في ضروب اللهو ورغد العيش التي تتجلى فيها مظاهر الإسراف والتبذير، فقد نثروها نثراً على الجموع والأفراد في الأعياد والأفراح والأعراس والختان [37]، وقد أهدى عضد الدولة إلى ركن الدولة العباسي دنانير كلِّ دينار مائة مثقال ونقش عليها قوله:
بـذكرِ اللهِّ أكــرمَ مستجارٍ = = ضربناهُ من الذّهبِ النّضارِ
جعلنا وزنّه مائةَ فأضحى = = عــديمُ النَّد مفـقودُ النّـجارِ
لنهديه إلى الرُّكن المرجى = = بويه إلى علي ذي الفخارِ (البحر الوافر) [38]
أنواع النقود
عرف العباسيون ثلاثة أنواع من النقود هي: الذهبية ووحدتها الديّنار، والفضيّة ووحدتها الدرهم، والنحاسية ووحدتها الفلس، فكانت من القلة بمكان، حتى أنّها لم تخرج عن معاملات الفئات الفقيرة [39]، وأوجد الخليفة هارون الرشيد منصباً جديداً للإشراف على سك النقود هو «ناظر السكة»، وساعد على ذلك عدة أمور أهمها: أنَّ العملة المتداولة لم تخرج عن معدني الذّهب والفضة، وإن وجد إلى جانبهما النحاس.
ضُرب النقد في العصر العباسي بالخط الكوفي، الذي امتاز بحروف ذات نهايات مزينة وزخارف نباتية ملأت جميع المساحات غير المشغولة أو الفارغة، وتمتاز بالروعة والجمال، وكذلك السكة معرضاً رائعاً لدراسة التصوير، فالصور على المسكوكات أياً كان نوعها أو معدنها، هو نتاج قوالب حفرت فيها صور بعد رسمها، أي أنّها وليدة القدرات الفنية للمصورين، الذينَ وضعوا تصميمات هذه الصور قبل إبرازها خلال عملية الضرب.
أحدث العباسيون في عهدهم نقوداً مميزة حملت سمة الخلافة العباسية، وعاصمتها الجديدة بغداد ناطقة باسمهم وباسم خلافتهم ابتداء بالدِّينار والدرهم والفلس، وقد أجروا تغيرات عليها، شملت مجال الوزن «الزيادة والنقصان والوزن والقطر والشكل»، والنصوص والعبارات والرموز التي نقشت عليها، وفي نظام زخرفي بديع، فكانت تنقش القوالب بهذه الكلمات أو الصور مقلوبة، ويضرب بها على الدِّينار والدرهم والفلس، فتخرج النقوش على السكة ظاهرة مستقيمة [40]، وتميز الدّينار في مرحلة من مراحل ازدهار الدولة العباسية بازدحام النقوش والعبارات حتى بلغ عددها اثنتين وستين كلمة، رغم ضيق وصغر مساحة الدّينار، وتزايدت حاجة الدولة العباسية من النقود، فاستعملوا القوالب المصبوبة أكثر، لأنّها أسرع الطرق وأبسطها للحصول على إنتاج أوفر، ولا ريب أنَّ زيادة الإنتاج أمر يهمُّ العائلات الحاكمة لرواج أسمائهم ولتثبيت سلطتهم. ولمّا عهد الخليفة الأمين لابنه موسى الملقب بناطق الحق المظّفر بالله ضرب الدراهم والدّنانير باسمه، جعل وزن كل واحدة عشرة أضعاف وزنها الشرعي، ونقش عليها من قوله:
كــلُّ عزٍّ ومفخرٍ = = فلــموسى المظفر ِ
منكَ خصَّ ذكرهُ = = في الكتابِ المُسّطرِ[41]
ومثل هذه الدراهم لم يعثر عليها، وربما يعود سبب ذلك إلى أنّ الخليفة المأمون قد صهرها عندما أصبح خليفة.
ومن أوزان النقود المتداولة عند العباسيين (الوّرق= الدراهم المضروبة)، جمع الوَرق، وقد ضاقت هذه الدلالة في كتاب المسعودي، حيث دلّت على الفضة [42]، ومن ذلك قوله تعالى: «فابعثوا أحدكم بِوَرَقكم هذا إلى المدينة» [43]. قال بشار بن برد:
كنزُ المحامدِ والتقوى دفاترهُ = = وَليسَ من كنزهِ الأوراق والذّهبِ (البحر الكامل) [44]
«المثقال = الوزن»، حيث قال أبو نواس:
واللهِ ما في القلبِ مثقالَ ذرةٍ = = لأخرى سواها إنَّ القلبَ لفي شغلٍ (البحر الطويل) [45]
السَّتُّوق = الدرهم المزيف الرديء، الذي لا خير فيه [46]. قال دعبل الخزاعي:
حتّى إذا ما الصّباحُ لاحَ لهم = = بينَ سَّتُّوقهم من الذّهبِ (البحر السريع) [47]
الوَضح = الدرهم الصحيح [48]. قال سديف [49] في أمير كان بمكة:
أميرٌ من بني جمحٍ = = طيّبُ الأعــراقٍ ُمْتّدحِ
إنْ أبحناهُ مدائحنا = = عاضنا منهنَّ بالوضَحِ (بحر الهزج) [50]
الطّسّوج = حبتان من الدانق، والدانق أربعة طساسيج، وهو مقدار من الوزن [51]. قال إسحاق الموصلي:
يرضى بلونيْن من كشكٍ ومن عدسٍ = = وإنْ تشّهى فزيتونٌ بطسّوجِ (البحر الوافر) [52]
الدانق = سدس الدرهم، جمعه دوانق ودوانيق، وهي كلمة فارسية معناها «الحبّة»، والدّانق ثماني حبات وخمسا حبّة من حبات الشعير المتوسطة التي لم تقشر [53]. قال محمود الوّراق:
سوى رجلٍ زادني دانقاً = = ولم يكنْ في ذاكَ بجاهدِ [54]
المثقال اسم له ثقل سواء صغر أو كبر، وهذا يدلُّ عليه صريح في القرآن الكريم، الذي ورد فيه لفظ مثقال. استعمل في أوزان النقد والكيل، ثم غدا اسماً لوحدات وزن مختلفة المقادير [55]. قال أبو العلاء المعرّي:
وفي المعاشر مَنْ لو حازَ من ذهبٍ = = طوداً لضَنَّ بإعطاءِ المثاقيلِ (البحر البسيط) [56]
أي لو أصابَ الناس جبلاً من الذهب، لبخلوا بإعطاء مثقال مما أصابوا، والمثقال صار عند العرب اسماً للدِّينار، وتحدد وزنه في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان [57].
وقد استخدم العرب في جاهليتهم وحدة قياس تسمى «النش»، واستخدمت هذه الوحدة في العصر العباسي. «النش» يساوي عشرين درهماً، وهو نصف أوقية، كما أنَّ أصل «النش» هو النص. النص هو أوقية، حولّت صاده شيناً، فقيل نش وهو يساوي وزن نواة من الذهب. قال أبو العلاء:
تزوجتُها، وهي فيما نظنُّ = = شمسُ الضّحى بأواقِ ونشِ (البحر المتقارب) [58]
القيراط، معرب عن اليونانية ومعناه قرن صغير، ويطلق على قرن الخرنوب [59]، معروف عند العرب منذ الجاهلية، إلا أنّ استخدامه اتسع كوحدة وزن في عصور إسلامية نتيجة زيادة المعاملات التجارية، بخاصة الموارد الثمينة، وكان أحياناً يستخدم كوزن عملة بعلاقته مع الدرهم، والقيراط جزء من أربعة وعشرين من الدرهم أو الدِّينار. قال بشار بن برد:
كسنّورِ عبد الله بيعَ بدرهمٍ = = صغيراً فلّما شبَّ بيعَ بقيراط (البحر الطويل) [60]
قيل هذا البيت في أبي خالد خال الخليفة المهدي واسمه يزيد بن منصور بن عبد الله بن شهر بن مشوب الحميري. ولاه المنصور إمارة اليمن ثم البصرة، وولاه المهدي إمارة الحج.
الديّنار
أدرك الحكام والخلفاء أنَّ سلامة الاقتصاد وانتظام مصالح الناس، وسمعة الدولة ترتبط بسلامة النقد، لهذا وضعوا النظم والقواعد الحمائية، وأشرفوا بأنفسهم على تنفيذها، وعلى الوزن الشرعي للدّينار وعياره ونقائه، مما ساعد الدّينار الإسلامي العباسي على تحقيق هذه المكانة العالية والسمعة الدولية في مشرق العالم العربي ومغربه [61].
تطور الدّينار وجرى عليه الكثير من التغيرات، حيث شملت الوزن والشكل القطر والنصوص والعبارات والرموز، التي حملها الدّينار الذهبي، ومنها اعتماد اسم الخليفة ولقبه، وأسماء بعض الوزراء والأمراء، وتخلصه من بعض الرسوم والإشارات، والدّينار من الذهب، وليس من الفضة، ويختلف سعر الدينار باختلاف جوهره، وقيل الدّينار: هو وزن احدى وسبعين شعيرة ونصف شعيرة تقريباً، بناءً على أنَّ الدّانق ثماني حبات، فالدّينار ثمان وستون وأربعة أسباع حبّة، والدّينار هو المثقال.
اعتمد العباسيون على دور السكة الأموية وخاصة دمشق، التي لعبت دوراً هاماً في تاريخ السكة الإسلامية، حيثُ قام الخليفة عبد الملك بن مروان بالإصلاح النقدي، وأصدر نقوداً إسلامية خالصة (الدّينار الذهبي الإسلامي) لا تحمل إشارات بيزنطية في سنة سبع وسبعين للهجرة، حتى ثبتوا دعائم ملكهم، وبناء عاصمة الخلافة بغداد، التي أصبحت فيما بعد دار سكة التابعة لدار الخلافة العباسية ومنها: دار سكة بخارى، دار سكة طبريا في فلسطين وغيرها [62].
وقد عرف العباسيون أنواع مختلفة من أسماء الدّنانير، وقد أطلقت هذه الأسماء تبجيلاً لبعض الشخصيات، ومنها: الدّينار بن الدينار، الدّينار كامل الجودة والحُسن،. قال المتنبي يمدح دينار البدر بن عمار:
إنّي أنا الذَّهبُ المعروفُ مخبرهُ = = يزيدُ في السّبكِ للدّينار دينارا (البحر البسيط) [63]
وصف المتنبي صفرة وجه امرأة أحبها من الحياء بالصفرة بالذّهب، وشبه دموعها باللؤلؤ، فكأنَّ صفرتها والدّمع فوقها ذهب مرضع باللؤلؤ، فقال:
فكأنّها والدّمعَ يقطرُ فوقها = = ذهبٌ بسمطي لؤلؤٍ رُصعا (البحر الكامل) [64]
الدّينار العوال: دينار كان معروف في بغداد، وإلى جانبه الدّينار المرسل الذي كانت أغلب مبيعات الناس ومعاملاتهم التجارية به [65].
ومن الدّنانير التي تعامل بها العباسيون الدّينار الهرقلي: أو الهرقليّة = الدّنانير الرومية نسبة إلى هرقل عظيم الروم، أول من ضرب هذه الدّنانير، وهرقل هذا هو قيصر الروم[66]. قال بشار:
رأيتُ إباءَ المُلكِ فوقَ جبينه = = يهزُّ المنايا والهرقليّةِ النقدُ (البحر الكامل) [67]
وقد أطلق بعضهم عليه اسم (الذّهب المصنّم)، أي المرسوم عليه صورة كالصنم، وهي دنانير رومية. قال بشار معبراً عن هذا المعنى:
تجري من الذّهب المصنّمِ راحتي = = كرماً عليه وناري باليفاعِ توفدا (البحر الوافر) [68]
دنانير الخريطة، نوع من الدّنانير التي دفعها المعتز لمغنيته «دنانير»، وفي رواية للمقريزي، كان لبني العباس دنانير الخريطة، وهي مائة دينار فيها مائتان مكتوب على كل دينار «ضرب الحسنى الخريطة».
وجاء نظم الشعراء العباسيين أبياتهم في النقود في ثنايا قصائدهم ومقطوعاتهم في الوصف وفلسفة الحياة والتغزل والمديح والهجاء وغيرها من الأغراض، فتدفق الشعر على ألسنتهم، رغم تعدد تجاربهم وثقافتهم، وقد أخبرنا أبو العتاهية أنَّ الخليفة المأمون كان يبعث إلى أمِّ جعفر في كل سنة من ضرب السنة مالاً دنانير صفراء ودراهم بيضاء، فكانت تصلُّ أبو العتاهية بها فقال:
خبرونّي أنَّ من ضربِ السنة = = جُدداً بيضاً وصفرَاً حسنةْ (بحر الرمل) [69]
فقد أضفى بعض الشعراء على العملة الصفات والمحاسن الحسية المادية التي تداولوها في التغزل بالمرأة، وقد مزج أبو نواس بين لذة الجنس والخمر والوجه الحسن الذي يشبه الدّينار، فقال:
ولا بدَّ أنْ يزنوا فقالت أو الفدا = = بأبلجَ كالدّينار في طرفه فتْرُ (البحر الطويل) [70]
وقال أبو نواس يصف جاريته «دنانير»:
اللهُ مولى «دنانير» ومولائي = = بعينه مصبحي فيها ومسائي
وهي تكــسو كـــفَّ شــاربها = = وستبانات مــن الــذّهبِ (بحر الرجز) [71]
ويذكر أنَّ الخليفة المأمون كان يحبُّ الورد كثيراً، فإذا بغلام يقف على بابه ومعه سبع وردات وضعها على صينية من الفضة، ينتظر الدخول على الخليفة، فقال له إسحاق الموصلي كل وردة بدينار، فأجابه لك هذا، فدفع له سبعة دنانير، وقال إسحاق أحببت أن يصل الورد والشعر إلى الخليفة، فخرج من فوره، فسمع رجلاً آخر يغربل التراب يقول: هذه الأبيات، فدفع الموصلي له بكل بيت عشرة دنانير، وأخذها والوردات السبع إلى الخليفة [72]، فانشد قائلاً:
اشربْ على ورد الخــدود فإنّه = = أزهى وأبهى فالصبوح يطيبُ
ما الوردُ أحسنَ من تورد وجنّةٍ = = حمراء جــادَ بها عليكَ حبيبُ
صبغُ المُــدامِ بياضها فكــأنّــه = = ذهبٌ بقالبِ فضةٍ مضروبُ (البحر الكامل) [73]
ونجد أبو نواس يصف زهرة بيضاء مشوبة بالاحمرار، تشبه الدّينار البيزنطي فقال:
ومصفرةٌ بالزّعفرانِ جلودها = = وإذا حليتْ مثلَ الهرقليّة الصُّفرُ (البحر الطويل) [74]
ومن مداعباته يصف تاجرةً غشومةً، وقد أعطاها دنانير صُفر من الذّهب:
ودهقانةٍ ميزانها نصْبَ عينها = = وميزانها للمشترين غشومُ
فأعطيتها صُفراً وقبلتُ رأسها = = على أنّني فيمَ اتيتُ مليمُ (البحر الطويل) [75]
وقال ابن الرومي واصفاً ديناراً خفيفاً:
كأنّها لكفُّ من خفةٍ = = مقدارهُ من صُفرةِ الشمس (البحر السريع) [76]
ولم يقف وصف الدّنانير في ذلك العصر على الشعراء، بل نجد بعض اللغويين وصفها بما عنده من بديع الألفاظ والمعاني. قال المبرد يصف عيون زهرة النرجس:
نرجسةٌ لاحظني طرفها = = يشبه ديناراً على درهم (البحر المنسرح) [77]
وقال الحسن بن دريد الأزدي يصف هذه الزهرة:
عيونُ مــا يلُّــم بهــا الــرّقــادُ = = ولا يمحو محاسنّها السُّهادُ
لها حدقٌ من الــذّهبِ المُصّفى = = صياغةُ من يدينُ له العبادُ (البحر الوافر) [78]
وجمع عبيد بن طاهر بين تشبيه النرجس وبالعيون وتشبيههما بالمعادن النفيسة، إذ يقول:
كأنَّ العيونَ وهي ترمقهُ = = دراهمُ وسطها دنانيرُ [79]
الخاتمة
من خلال دراستنا وتحليلنا لحضور النقود في شعر العصر العباسي، يمكننا الوصول إلى معرفة الأهمية البالغة للنقود والدور الجهوي الذي تلعبه في مختلف الأنظمة الحياتية، ومدى تدخلها في تنظيم العلاقات الاقتصادية بين الدول، فقد جاء الإسلام بنظام اقتصادي لا مثيل له، وجعل له قواعد وضوابط ترتكز على مجموعة من الأسس العقائدية والأخلاقية.
أهم نتائج هذا البحث أن تطور النقود عبر التاريخ الإسلامي أسهم بشكل كبير في تحسين المستوى الاقتصادي ورفعته. ومن الضروري إعداد دراسات وأبحاث من شأنها توضيح موقف الشعراء من النقود التي استخدمت في العصور الأدبية المختلفة.
= = =
الهوامش:
[1] مبيض، سليم: النقود العربية الفلسطينية، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة، 1989م، ص 3.
[2] كمال، يونس: فقه الاقتصاد النقدي، دار القلم، القاهرة، ص 27.
[3] رحاحلة، إبراهيم القاسم: النقود ودور الضرب في الإسلام في القرنين الأوليين (32هـ -365هـ)، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1990م، ص 77.
[4] رباح، إسحاق محمد: تطور النقود الإسلامية حتى نهاية عهد الخلافة العباسية، دار كنوز المعرفة، عمّان، 2008م، ص 7.
[5] المصدر السابق: ص 9.
[6] د. بيطار، إلياس: تطور الكتابات والنقوش على النقود العربية من الجاهلية حتى العصر الحديث، ط1، دار المجد للطباعة والنشر، دمشق، 1997م، ص 22.
[7] الأعشى ميمون: هو أبو بصير ميمون بن قيس. انظر ديوان الأعشى، الشركة اللبنانية للكتاب، بيروت، 1960م، ص95.
[8] السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن: حسن المحاضرة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج2، ط1، المطبعة العصرية، بيروت، 2004م، ص 174.
[9] هرقل هو فلافيوس أغسطس هرقل (575-11فبراير 641) إمبراطور الامبراطورية البيزنطية. انظر ابن كثير: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد، ج3، دار المعرفة، بيروت، 1396هـ، ص 505.
[10] كسرى الأول المعروف باسم أنو شيروان العادل بالفارسية (أنو شروان دادكر) الروح الخالدة، واسم قباذ بن بهرام جور، حكم الامبراطورية الساسانية ما بين (531-579) للميلاد. انظر ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، ج4، ط1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408هـ، ص 305.
[11] انظر البيطار: تطور الكتابات والنقوش على النقود من الجاهلية حتى العصر الحديث، ص 45.
[12] أصفهاني، أبو الفرج الأصفهاني: الأغاني، تحقيق سمير جابر، ج15، ط2، دار الفكر، بيروت، ص 279.
[13] التبر: يطلق على الذهب أو على الذهب والفضة، وبعضهم جعله للذهب أصلاً، قال ابن جنّي: «لا يقال له تبر حتى يكون في تراب معدته أو مكسوراً «. انظر ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله (ت626هـ): معجم لسان العرب، ج5، ص156م، مادة «تبر».
[14] انظر ياقوت الحموي: معجم لسان العرب، ج4، ص 3198، مادة «عين».
[15] المسعودي، أبو الحسن بن علي الحسين بن علي (ت346هـ): مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، ط1، دار الكتب اللبنانية، 1982م، ص 376.
[16] التبريزي، يحيى بن عليبن محمد أبو زكريا(ت502هـ): شرح ديوان الحماسة، ج4، دار القلم، بيروت، ص 16.
[17] الدينوري، أبو محمد بن قتيبة (ت276هـ): عيون الأخبار، تحقيق محي الدين الخطيب وآخرون، ج2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ، ص 724.
[18] التبريزي، يحيى بن عليبن محمد أبو زكريا(ت502هـ): شرح ديوان الحماسة، ج4، دار القلم، بيروت، ص 16.
[19] الدينوري، أبو محمد بن قتيبة (ت276هـ): عيون الأخبار، تحقيق محي الدين الخطيب وآخرون، ج2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ، ص 456.
[20] البلاذري، أبو الحسن أحمد بن يحيى جابر بن داود (ت297هـ): فتوح البلدان، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1988م، ص 578.
[21] أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي (188-231هـ): ديوان أبي تمام، شرح الخطيب التبريزي، ط3، دار المعارف بمصر، 1964م، ص255.
[22] البحتري، أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي (206-284هـ): ديوان البحتري، المحقق كامل الصيرفي، مج1، ط2، دار صادر، بيروت، 1962م، ص 154.
[23] الكرملي، انستاس ماري: النقود الإسلامية وعلم النميات، ط2، المركز للطباعة، الجيزة، 1987م، ص 47.
[24] القلقشندي، أحمد بن علي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ج3، ط1، دار الفكر، دمشق، 1987م، ص(429-463).
[25] الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت310هـ): تاريخ الطبري، ج1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407هـ، ص (21-22).
[26] الطراونة، خلف فارس: موسوعة النقود العباسية، ط1، دار مكتبة الحامد للنشر والتوزيع، 2002م، ص27.
[27] أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، وزير الخليفة هارون الرشيد، وحامل خاتم السلطة، أرسله أبوه إلى القاضي أبي يوسف لتعليمه، ولي المغرب إلى الأنبار إلى أفريقيا، وظهرت دنانيره في مصر سنة 186هـ، قُتل سنة 187هـ. انظر تراجم الأعلام، ابن عاشور، محمد الفاضل: تونس، الدار التونسية للنشر، 1970م، ص 589.
[28] القيسي، ناهض عبد الرازق: الدينار الإسلامي، ط1، دار المناهج للنشر والتوزيع، 2006م، ص 99.
[29] المقريزي، تقي الدين احمد بن علي (ت845هـ): إغاثة الأمة وكشف الغمة، تحقيق محمود محمد شاكر، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1945م، ص (56-60).
[30] أبو العتاهية، أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان: ديوان أبو العتاهية، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1980م، ص 452.
[31] ابن تغري بردي، أبو المحاسن جمال الدين يوسف (ت874هـ): النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج2، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر، بدون تاريخ، ص 259.
[32] بجكم: بجكم من حكام إمارة الأمراء لقبه، وكنيته أبو الحسن، مولى أمير المؤمنين، عاصر الخليفة الراضي والمتقي (322هـ -329هـ)، وبعد دخوله بغداد أكرمه الخليفة الراضي بالله، ورفع منزلته ولقبه «أمير الأمراء» وقلده إمارة خراسان. انظر الطراونة: موسوعة النقود العباسية، ص 76.
[33] انظر البيطار: تطور الكتابات والنقوش على النقود من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث، ص 115.
[34] انظر متنز، آدم: الحضارة العربية الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ترجمة محمد عبد الهادي أبو زيد، مج2، دار الكتاب العربي، بيروت، ص 248.
[35] دنانير الخريطة: هي نوع من الدنانير دفعه الخليفة المعتز بالله إلى مغنيته دنانير، انظر الشرباصي، أحمد: معجم الألفاظ الاقتصادية، دار الجيل، بيروت، 1981م، ص 169.
[36] تيمور، أحمد: التصوير عند العرب، تحقيق زكي محمد حسن، مركز الشارقة، الشارقة، ص261.
[37] الطبري، محمد بن جرير بن يزيد أبو جعفر(ت310هـ): تاريخ الطبري ط1، ج5، دار التراث، بيروت، 1387هـ، ص 67.
[38] الراغب الأصفهاني: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، ج1، المحقق إبراهيم زيدان، دار ومكتبة الهلال، بدون تاريخ، ص230.
[39] انظر البيطار: تطور الكتابات والنقوش على النقود العربية منذ الجاهلية حتى العصر الحديث، ص 114.
[40] ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت808هـ): العبر وديوان المبتدأ والخير، وضع حواشيه خليل شهادة، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، بيروت،1983م، ص 183.
[41] انظر رباح: تطور النقود الإسلامية حتى نهاية عهد الخلافة العباسية، ص 247.
[42] المسعودي: أبو الحسن علي بن علي (ت346هـ): مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج1، تحقيق أسعد داغر، دار الهجرة، 1409هـ، ص 323
[43] سورة الكهف: الآية 19.
[44] ابن برد، بشار بن برد يرجوخ: ديوان بشار بن برد، ج3، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 2017م، ص 277.
[45] أبو نواس، الحسن بن هانئ: ديوان أبو نواس، شرح وتحقيق مجيد طراد، دار الفكر العربي، بيروت، 2003م ـ ص 112.
[46] ياقوت الحموي، معجم لسان العرب، ج12، ص 18.
[47] الخزاعي، دعبلبن علي: شعر دعبل بن علي الخزاعي، تحقيق عبد الكريم الأشتر، ط1، مجمع اللغة العربية، 1983م، ص 92.
[48] زوين، علي: ألفاظ الحضارة في الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، ج2، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 2006م، ص 212.
[49] سديف: هو سديف بن إسماعيل بن ميمون، شاعر وأديب وخطيب مخضرم، كان مولى من موالي بني العباس زمن الخليفة العباس ومن بعده المنصور إلى أن توفي، انظر الجمحي، محمد بن سلاّم: طبقات فحول الشعراء ج1، تحقيق محمود محمد شاكر، دار المدني، جدة، ص 623.
[50] ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم (ت267هـ): الشعر والشعراء، ج7، ط1، دار المعارف للمطبوعات، بيروت، 1983م، ص188.
[51] زوين: ألفاظ الحضارة في الشعر العربي في القرن الثاني الهجري، ج2، ص 957.
[52] أبو حفصة: مروان بن أبي حفصة: ديوان مروان بن أبي حفصة، تحقيق حسين عطوان، القاهرة، 1973م، ص 29.
[53] انظر الشرباصي: المعجم الاقتصادي الإسلامي، ص 149.
[54] الوّراق، أبو الحسن محمود بن حسن: ديوان محمود الوّراق شاعر الحكمة والموعظة، ط1، تحقيق وليد قصاب، مؤسسة الفنون، 1991م، ص 141.
[55] انظر رباح: تطور النقود الإسلامية حتى نهاية عصر الخلافة العباسية، ص 98.
[56] المعري، أبو العلاء: ديوان لزوم مالا يلزم، ج1، ط1، شرح نديم مرعشلي، دمشق للدراسات للترجمة والنشر، 1986م، ص226.
[57] نخبة من المؤلفين: الموسوعة العلمية الميسرة، ترجمة محمد شريف الطرح، وزارة الثقافة، دمشق، ج4،1992م، ص 2191.
[58] المعرّي، أحمد بن عبد الله أبو العلاء (363هـ): لزوم ما لا يلزم، ج2، مطبعة المحروسة، 1891م، ص 954.
[59] انظر الشرباصي: المعجم الاقتصادي الإسلامي، ص 376.
[60] ابن برد، بشار: ديوان بشار بن برد، ج2، ص 908.
[61] الحسيني، باقر: النقود العربية الإسلامية، «الموسوعة الصغيرة» العدد 168، بغداد، 1985م، ص ص7-8.
[62] انظر رحاحلة: النقود ودور الضرب في الإسلام في القرنين الأوليين (132-365هـ)، ص (91 -99).
[63] المتنبي، أبو الطيب أحمد: ديوان المتنبي، ج3، شرح عبد الرحمن البرقوقي، ص 4.
[64] المصدر السابق: ج2، ص 244.
[65] انظر الشرباصي: المعجم الاقتصادي الإسلامي: ص 166.
[66] انظر زوين: ألفاظ الحضارة، ج1، ص 212.
[67] انظر ابن برد: ديوان بشار، تحقيق محمد طاهر بن عاشور، ج2، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة،1950م، ص 321.
[68] انظر ابن برد: ديوان بشار بن برد: ص 321.
[69] أبو العتاهية: ديوان أبو العتاهية، ص 649.
[70] أبو نواس: ديوان أبو نواس، ص186.
[71] المصدر السابق: ص 18.
[72] الأتليدي، محمد المعروف بذياب الأتليدي: نوادر الخلفاء المشهور بإعلام الناس بما وقع للبرامكة من بني العباس، ط1، تحقيق محمد أحمد عبد العزيز سالم، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م، ص 75.
[73] الأتليدي: نوادر الخلفاء المشهور بإعلام الناس، ص (384-385).
[74] أبو نواس: ديوان أبو نواس، (90-91).
[75] المصدر السابق: ص 131.
[76] ابن الرومي، أبو الحسن بن علي (ت283هـ): ديوان ابن الرومي، تحقيق حسين نصّار، مطبعة دار الكتب، 1976، ص 1241.
[77] أبو العباس، أحمد بن عبد الله المؤمن (ت620هـ): شرح مقامات الحريري، أشرف على نشره وطبعه وتصحيحه محمد عبد المنعم خفاجي، ج1، المطبعة المنيرية بالأزهر، القاهرة، 1952م، ص 76.
[78] ضيف، شوقي: سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي، ج2،
[79] عبيد الله بن طاهر: كنيته أبو أجند، كان شاعراً ولي إمارة بغداد ونيابتها من الخليفة، ولد سنة 213هـ، وتوفي 300هـ. انظر الأغاني، ج6، ص 39.