هدى الدهان - العراق
مجلات الأزياء النسائية: تناقض الغاية والوسيلة
يلاحظ على المجلات النسائية، خاصة التي تعنى بالأزياء والموضة، تناقضا بين الغاية والوسيلة، فالغاية الترويج للأزياء، التي لبعض مصمميها شهرة عالمية، ولكن عند نشر صور هذه الأزياء والعارضات اللاتي يعرضنها، يتذكر المسؤولون عن إصدار هذا النوع من المجلات أن جمهور المجلة -النساء العربيات- ليس كالعارضات، الغربيات عادة، اللاتي لا يمانعن عرض أزياء لا تستر كل أعضاء الجسد، فيدخلون تعديلات على الصور تشوه صور العارضات والأزياء التي يعرضنها.
خرجت بهذا الانطباع في الآونة الأخير بعد تصفح مجلتين من هذا النوع، علما بأن ثمن الواحدة يكفي لشراء كتابين. تصفحت المجلة الأولى فابتسمت أولا ثم ضحكت. صور تبدو مقصوصة بيد طالب في المرحلة الابتدائية. يؤدي القص إلى اختفاء تصفيفة شعر العارضة، فذكرني ذلك بعملية جز صوف الخروف.
- صورة عارضة أزياء
المجلة الأخرى لا تهتم بالأزياء فقط، بل ذات موضوعات متعددة، لكنها تركز فقط على المبدعات والرائدات والعالمات في البلد الذي تصدر منه المجلة.
ويلاحظ على هاتين المجلتين وغيرهما من المجلات العربية التي تعنى بالأزياء اللجوء إلى إخفاء صدر العارضة ويديها ورجليها بلون آخر. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إذا كان هذا الموديل فاضحا وغير مناسب للمرأة العربية فلماذا يتم نشره؟
لماذا تحشى الصفحات بصور مشوهة بتلطيخها بالألوان فوق الذراعين والرجلين والصدر؟ بعض ذوي الخبرة، ظنا منهم أنهم يتحايلون على الأمر، يختارون لونا مماثلا للون ثوب العارضة ويغطون به الأجزاء المكشوفة من جسد العارضة، فيفسدون ملامح العارضة وتصميم الثوب.
هذا التناقص بين الغاية والوسيلة يمكن تفاديه بنشر صور لأزياء يصممها سوريون ولبنانيون وغيرهم ممن يصممون للمرأة العربية التي لا تميل إلى ارتداء الأزياء التي تكشف الكثير من الجسد كما تفعل نساء كثيرات في الدول الغربية أكثر من غيرها. عندئذ لا تعود هناك حاجة إلى تشويه الصور. أما تشويه الصور مع رغبة في التسويق لأزياء غربية فهو موقف لا يخلو من النفاق، إذا هو يروج لثوب فاضح أحيانا، ويتظاهر المروج بأنه محافظ. هذا الأسلوب يسيء للمرأة العربية مرتين إذ لا يحترم مقدرتها على اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا بالنسبة إلى الصورة التي يجب أن تشاهدها أو الثوب الذي تريد أن ترتديه.
- صورة عارضة أزياء
◄ هدى الدهان
▼ موضوعاتي