لقاء الأربعاء: مبادرة نابعة من حب العربية
مقابلة مع د. سمية الشوابكة
يعقد في الجامعة الأردنية صباح كل أربعاء لقاء مفتوح لطلبة الجامعة على اختلاف كلياتهم وتخصصاتهم وسنواتهم الدراسية، وللراغبين في الحضور من موظفي الجامعة وبعض الضيوف من المجتمع المحلي ضمن مبادرة للتأكيد على أهمية اللغة العربية. وتجري في اللقاء مناقشة أمور ثقافية متنوعة. وتشرف على تنظميه وإدارته د. سمية الشوابكة، رئيسة قسم اللغة العربية في مركز اللغات في الجامعة. لتسليط الضوء على المبادرة، طرحت عود الند الأسئلة التالية على د. سمية الشوابكة.
س: حدثينا بشيء من التفصيل عن لقاء الأربعاء.
ج: لقاء الأربعاء ليس درسا تعليميا بل ذوقيا جماليا. ويقال: "من غرس جنى." ونحن في هذا اللقاء نغرس فكرة، لنجني الحكمة بانطلاقنا من دائرة الحوار مع الذات إلى دائرة الحوار مع الآخر. وفي اللقاء نعمل على التنقيب والانتقاء واصطفاء الجمال أنى كان، وبثه ببساطة وتلقائية بعيدا عن المبالغة والتهويل من جهة، والتعقيد والتقعر من جهة ثانية، ونناقش الأمور بموضوعية وبطريقة تعزز حق الآخر في التعبير عما يدور في خلده من وجهات نظر.
س: ما هي الأهداف المرجوة من تنظيم هذا اللقاء الأسبوعي؟
ج: ثمة مجموعة من الأهداف تشمل تعليم فن الحوار وأدبيات الاستماع إلى الآخر، وإتقان فن الاختلاف بمقدار إدراكنا لفن الائتلاف، والوقوف على نماذج وألوان تعبيرية فكرية ثقافية، والإشارة إلى مواطن الجمال في نصوصنا العربية، وتكوين ذائقة لغوية أدبية تتنامى بالمزيد من الاستماع والتدبر والتأمل، وتأكيد أهمية العربية من قبل ومن بعد. فكرة لقاء الأربعاء لهذا العام الجامعي سميتها "كمشة حكي" حيث سيتوالى فعل الحكي هدفا فيما سيثور في دواخل ذوات الحضور من المتلقين، ليحفزهم على إعادة إنتاج المقروء والمكتوب والُمشاهد، والمساهمة بوعي في التأويل والتحليل والاستيعاب والتذوق.
س: ما هي المواضيع التي تطرح في اللقاء؟
ج: يتنوع الطرح في لقاءاتنا أسبوعيا وفق ما يقرره جمهور الحضور، وباختلاف الموضوع تتباين طرائق العرض والتقديم. طرحنا في لقاءاتنا السابقة: معنى الحوار مع الآخر وأدبـياته، الممنوع والمقموع وفن المصادرات على اختلاف المُصادَر (بفتح الدال) والمصادِر (بكسر الدال)، الرسائل المتبادلة بين الأدباء المغمورة والمشهورة، مع التركيز على ما تنشره الكاتبات من رسائل الرجال إليهن دون اجترائهن على نشر ما كتبن لهم، وأسباب الظاهرة، وثنائية الـ"هو" والـ "هي" فالرجال كما يقال من المريخ والنساء من الزهرة. وما زال الجدل قائما، والحوار مستمرا.
س: ما هو تقييمك للتجربة حتى الآن؟
ما زلنا في البدايات التي أتمنى أن تكون مضيئة، ففي العام الدراسي الماضي فكرت في فتح قنوات الحوار بالعربية مع الطلبة خارج محاضرات الدرس في لقاء منظم بجهد فردي خالص، وكنت متخوفة من ردة الفعل، لاسيما وأن إقبال الطلبة على العربية كان دون الإقبال على الإنجليزية. غير أنني فوجئت بمدى اهتمام الطلبة بالفكرة الحوارية، ورغبتهم في تكثيف اللقاءات بين الحين والآخر لقراءة مرئيات واقعنا ومحاولة استشراف مستقبلنا فكريا واجتماعيا وإنسانيا.
= = =
د. سمية الشوابكة في سطور:
= حاصلة على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها بتقدير امتياز من الجامعة الأردنية عام 2004.
= نشر لها كتاب بعنوان التراث والبناء الفني في أعمال محمد جبريل الروائية (1972-2002). الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، مصر (2005).
= حائزة على شهادة تقدير من قصر ثقافة كفر الزيات، مصر، عام 2004.
◄ عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص
▼ موضوعاتي