عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

تهميش المثقف الجزائري: من المسؤول؟

فضيلة الفاروق


فضيلة الفاروقحين قرأت سؤاليك، وجدت أن الإجابة لن تغير من الواقع شيئا. لقد سألت وأجبت في الوقت نفسه، لم أجد ما أضيفه سوى أن أصمت، لقد قلت الكثير في الحوارات التي أجريت معي في زيارتي الأخيرة للجزائر، وحرف أغلب ما قلت، لم يعد لدي ثقة في إعلاميـينا، ولا في بعض الأصدقاء الذين يسنون خناجرهم لذبحي عند أول خطأ مطبعي.

حسب رأيي لا أحد همش أحدا. كل مثقف يغار من آخر، وكل مثقف ينتمي لمجموعة تحسب عليه، كل كمثقف يريد أن يرى أفكاره فقط على الساحة وتحت الضوء، لهذا يبدو لي الصراع في مشهدنا الثقافي حرب قبلية لم ترق إلى المستوى الحضاري المطلوب.

لقد تركت الجزائر لأني تعبت من أجواء الشتم والإذلال والحقرة، وهنا حين أظلم من غريب لا يحز ذلك في نفسي كثيرا، إذ ما يؤلمني أكثر هو حين أظلم من أخوتي في الجزائر.

في الحوار الصحفي، على الكاتب في بلادنا أن يتفادى ذكر الأسماء، لأنه إن فضل فلانا على فلان فلسوف ينسف، وتندلع نيران الغيرة فيمن لم يذكروا وتعلن الحرب عليه، فجأة يجد نفسه محاطا "بأعداء" جدد.

مشكلتنا يا صديقتي تبدأ من العائلة التي لم تقم بتربية أبنائها جيدا، ثم من المدرسة التي نتعلم فيها كيف نفتك ببعض. انظري إلى المدارس الجزائرية عند وقت خروج التلاميذ، يخرجون صارخين، كأنهم خارجون من السجون، ويبدؤون بالاعتداء على بعضهم بعضا أو السخرية من بعضهم بعضا، ويختلف هذا المشهد صباحا حين يقبل التلاميذ على المدرسة.

يا صديقتي نحن نحتاج لتوظيف أطبائنا ومعالجينا النفسيين الذين يعانون من البطالة، لمعالجة عقدنا، وتغيير منهج الدراسة، وإشراك الأهل في تربية أبنائهم، لأن أبناء الجزائر تربيهم الشوارع. فاقد الشيء لا يعطيه يا صديقتي. هذا ما نعاني منه.

وأشكرك على هذه الفسحة، مع أني فعلا أقسمت ألا أعطي حوارا لصحفي جزائري منذ البهدلة التي تعرضت إليها في جريدة الخبر ولم ينزل تكذيبي في الجريدة.

D 1 تموز (يوليو) 2009     A فضيلة الفاروق: ملف الجزائر     C 0 تعليقات