مقابلة مع أسماء أبو نمر
الأولى على فلسطين في امتحانات الثانوية العامة
"معاناة شعبي حافزي على التفوّق ... كنت أدرس على نور (الشمبر)."
الدراسة والنجاح في الامتحانات عبء ثقيل حتى عندما تتوفر كل سبل الراحة للطالب أو الطالبة. وامتحانات السنة التي تسبق الجامعة (الثانوية أو البكالوريا) أهم امتحانات يواجهها الطلبة وأهاليهم، فهي التي تقود إلى تحقيق الأحلام الصغيرة والكبيرة: أحلام الطالب/ة وأحلام الأهل. ولشدة حرص الأهالي على مستقبل أبنائهم وبناتهم هناك من يوفر لهم أجواء خاصة تشمل الهدوء في البيت، وعدم استقبال الزوار، وتوفير دروس خصوصية ليمكن النجاح وبمعدل عال يؤهل للدراسة في الجامعة.
ولكن إذا كنت تعيش تحت الاحتلال، أين هو الحافز من أجل الدراسة والتفوق فيها، وخاصة لمن يعيش في قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، وقبل اتفاق التهدئة كان مهددا بالاجتياح؟ عدلي الهواري سأل أسماء أبو نمر التي حصلت في امتحانات الثانوية العامة في فلسطين على معدل 99 وثلاثة أعشار في المئة، فكانت لها المرتبة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة معا.
ع هـ: مبروك نجاحك الباهر. ماذا ستدرسين؟ وفي أي جامعة؟
أسماء أبو نمر: بارك الله فيك. إن شاء الله سأدرس الطب في الجامعة الإسلامية في غزة.
ع هـ: هل هذه الجامعة خيارك الأول أم اخترتها بسبب الحصار الذي تتعرض له غزة؟
أسماء أبو نمر: نعم خياري الأول، فهي جامعة لا تقل أهمية عن الجامعات الأخرى.
ع هـ: ما هو حافزك على التفوق الدراسي؟
أسماء أبو نمر: معاناة شعبي هي الحافز الأساسي. أريد أن أكون طبـيـبة لأخفف من معاناته. لمداواة جرحاه.
ع هـ: كيف أمكنك التركيز على الدراسة رغم صعوبة الظروف؟
أسماء أبو نمر: كما ذكرت لك في ردي عن الحافز. التركيز راجع إلى رغبتي في التخفيف من معاناة شعبي.
ع هـ: كيف تعاملت مع انقطاع التيار الكهربائي على سبيل المثال؟
أسماء أبو نمر: الوالد وفر لنا (شمبر) كمصدر نور بديل. وكنت أدرس على ضوئه الأصفر.
ع هـ: حدثينا عن نظامك الدراسي: كم ساعة كنت تدرسين يوميا؟
أسماء أبو نمر: يختلف الأمر من يوم لآخر. هناك دائما تحضير لدروس اليوم التالي. أراجع أيضا المواد التي شرحت لنا، وخاصة يوم الجمعة.
ع هـ: هل سيتمكن أهلك من توفير نفقات تعليمك الجامعي؟ أم حصلت على منحة نتيجة تفوقك؟
أسماء أبو نمر: سيكون لدي منحة. الأوائل حصلوا على منحة.
ع هـ: ضعينا في صورة ظروف هدم بيتكم.
أسماء أبو نمر: كنا نسكن في منطقة المعسكر، وكانت المنطقة تتعرض لاجتياحات إسرائيلية متكررة. ولذا اضطررنا لترك البيت عام 2005، وانتقلنا إلى مسكن بالإيجار. علمنا فيما بعد أن القوات الإسرائيلية هدمت البيت اثر اشتباك مع مقاومين.
ع هـ: ماذا تقولين لمن يعتبر الدراسة لا طائل منها في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون؟
أسماء أبو نمر: يجب اعتبار معاناة الشعب الفلسطيني حافزا إيجابيا وليس سلبيا. يجب أن يفكر الطالب في رفع المعاناة عن شعبه.
ع هـ: هل لديك نصيحة لمن يريد أن يسير على درب التفوق؟
أسماء أبو نمر: يجب أن يعتمد الطالب الأسلوب الدراسي الذي كان مناسبا له عبر السنين. يجب أن يحترم الطالب المعلمين والمعلمات، وأن يتوج علمه بعمل نافع.
= = =
أسماء مع والدها نصر أبو نمر. الصورة نقلا عن موقع نافذة مصر.
- أسماء أبو نمر ووالدها