هدى الدهان - العراق: كلمة العدد 24
عامان من عود الند
الإهداء: إلى كتاب وكاتبات عود الند الذين أمتعونا بالكلمات، وإلى الفنانات والفنانين الذين أمتعونا بالألوان خلال عامين.
تعرّف عليها صدفة. قلّب النظر فيها ثم لم يعد يكتفي منها. تقرب إليها شيئا فشيئا. راسلها، بثها إعجابه، أدهشه تفردها، وعذوبة حديثها ورقيه. لم تكن تشبه غيرها أبدا. أخبرته إن أحبها فستحبه أكثر.
حذّرته بشدة من أن يكتب لها أبجدية نظرت إليها أعين قبلها، وإن أراد —إذا نضبت قريحته— فله أن يراسل غيرها بعد أن يستأذنها هي، وأن يقول للأخرى إن هذه الأسطر قد كتبها لأخرى واستأذنها حتى يُريها إياها، وإن بدرت عليها عوارض الغيرة فلا يهم لأنها ستبقى الأولى ولا ثانية بعدها.
ضحك وداعبها أكثر بأن رسم لها صورة وضعتها على صدرها، ثم كتب لها قصيدة وأرفقها بصورة أخرى. دوما يحس أنه لن يفيها حقها لا حُباً ولا غزلاً لأنها عالمه المتجدد. كم تمنى أن تقتدي بها غيرها! لم يشهد مثلها متجددة، وكأنه يعشق أكثر من واحدة فيها هي.
حين عاتبت قلمه وريشته عن العزوف عنها، وأنه لم يأتها بهديتها المعتادة ككل لقاء، أخبرها أنها تكبر يوما بعد آخر، ويكبر معها تاجها، ويحتاج إلى صولجان لا قلم ليستطيع أن يأخذ بيدها ويبحرا معا.
غفا على مكتبه وأصابعه على الحاسوب يقلب فيها. نام وهو يحلم بموضوع جديد يكتبه في عود الند.
هدى الدهان
- تجميع لوحات: هدية لعود الند
◄ هدى الدهان
▼ موضوعاتي