عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

طه بونيني - الجزائر

عود الندّ: مجلّة ورفيق

ملف: عود الند تكمل عامها العاشر


"من السّهل أن تبدأ أيّ مجلّة الإصدار بقوّة، بل من اليسير أن يفتتح كلّ واحد منّا مشروعا في أي ميدان في الحياة، ويخطو خطواته الأولى بعزم وعنفوان. لكنّ العسير هو امتلاك النفس الطويل، بل هذا أصعب شيء، أي المحافظة على الوتيرة نفسها من الإنجازات والجودة في الموضوعات المطروحة. وهذا ما نُشيد به في تجربة مجلّة عود الندّ".

طه بونينيفي كثير من الأحيان أجد الكلمة أو اللفظ لا يفي حقّ معناه، أو أنّ القالب لا يكفي حجمه لاحتواء مضمونه. وهذا ينطبق على بعض المسمّيات التي نختزلها في تلك الصورة التي نحملها على أسمائها. فنطابق صورتنا المُختزنة في الذاكرة على الموضوع الحاضر، ونضع عليه حكما مُسبقا، وقد يكون نمطيا يحيف بالموضوع، ويضيم به.

آخذ التركيب: "مجلّة إلكترونية"، ثمّ أقتطع منه الكلمة الأولى: مجلّة. وهي كما وجدتُها في معجم لغوي: "صحيفة كبيرة تصدر دوريا وتحمل معلومات عامّة أو أخبار فنّ من الفنون". لكن لا أدري لماذا لا أجد التعريف وافيا وشافيا. ففي وقت صارت فيه القراءة من الترف والفخامة والرفاهية، ليس من السّهل أبدا أن تجد المجلّة طريقها للنّجاح وأن تصنع لنفسها سُمعة وقاعدة شعبية من القرّاء. أمّا الكلمة الثانية في التركيب وهي كلمة: "إلكترونية"، فهي تجعل أمر النّجاح والمقروئية أكثر تعقيدا. فالشخص الذي يفتح حاسوبه ليكتب عنوان المجلّة، هو شخص قد اختار تصفّحها بالطّبع وعن سبق إصرار وترصّد. أي نحن نتكلّم عن عيّنة استطاعت المجلّة جذبها من خلال عمل دؤوب دام عقدا من الزمن.

ومن جهة أخرى، فمن الواضح أنّ اقتناء المعلومة أسهل عبر الشبكة العنكبوتية، ولهذا يبدو من المنطقي بل من المفروض أن يكتب للمجلّة الالكترونية نجاحا لا مثيل له بين نظيراتها من المجلّات الورقية، لكن ما يعترض هذا المسعى في الحقيقة، هو اقتران الانترنت لدى النّاس بذلك العالم الافتراضي، غير المحسوس وغير الملموس. وهو يقترن أيضا ـ وللأسف ـ بالألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي والدّردشة، والاستهلاك المعلوماتي السريع. وهذا ما يعترض طريق أيّ مجلّة إلكترونية لتتميّز وتحظى بمكانة فريدة في الشبكة العنكبوتية، بل لتصنع لنفسها علامة مميّزة لدى القرّاء.

ثمّ من السّهل أن تبدأ أيّ مجلّة الإصدار بقوّة، بل من اليسير أن يفتتح كلّ واحد منّا مشروعا في أي ميدان في الحياة، ويخطو خطواته الأولى بعزم وعنفوان لكنّ العسير هو امتلاك النفس الطويل. بل هذا أصعب شيء، أي المحافظة على الوتيرة نفسها من الإنجازات والجودة في الموضوعات المطروحة.

وهذا ما نُشيد به في تجربة مجلّة عود الندّ، وإدارتها. ورغم أنّي انضممتُ حديثا إلى ركب الكتّاب وقافلتهم الطويلة التي تسير بخطى واثقة، لتحطّ رحالها قبيل كلّ شهر، لننظر جميعا إلى سماء الثقافة، فنرى هلالا جديدا يولد. وهكذا كلّ شهر، وليس من السهل أن تَقطعَ القافلة هذه المسافة الطويلة، وأن ترى في سمائها أهلّة جديدة تولد كلّ شهر، لولا عوامل عديدة.

ولا يتطلّب الأمر عناء شديدا ليتبـيّن أحدنا بأنّ المجلّة تتطلّب إدارة، أو لنقل هيئة تحرير أو نشر إذا صحّ تعبيري. كما يتوقّف النّجاح على هيئة من الكتّاب الجادّين، والمُجدّين، ينضَوُون تحت هذا المشروع الأدبي والفكري والفنّي. وهنا نجد فسيفساء من الكتّاب، تختلف فيها الأعمار والخبرات والأوطان... فنجد المُبتدئ الفجّ، والخبير المخضرم. ونجد الكاتب من الجِنسين. وغيرها من التباينات ممّا يضفي تنوّعا.

كما نلمسُ التنوّع في المواضيع، فإذا كنتَ قارئا وأرَدتَ أن ترسو عند شاطئ مقالة، فقد صادفتَ بُغيَتك. وإذا أَردت التّجذيف في نهر رقراق من القصص، تغامر فيه بخيالك دون أن تبتلّ، فقد وجدتَ نهرك ونِلتَ مرادك. وإذا كُنتَ من محبّي الورود المتفتّحة ذات النّدى المتألّق ففي كلّ عدد جديد، إهداءات لكُتب حديثة النشر، طازجة كزهرة فيحاء تستقبل أولى الأنوار.

وفي المجلّة أخبارٌ متفرّقات تَمُتُّ إلى حياتنا وثقافتنا بصلة أو بِصِلات. وتأبى المجلّة ـ وها نحن نختزلها مجدّدا في كلمة ـ إلّا أن تُعانق الفنّ، فتُطلّ علينا في مُستهلّها بلوحة من الفنّ التشكيلي بمدارسه ومشاربه العديدة.

لا يتقدّم الكاتب دون أن يُقرأ له، أو تلقى كلماته من يُعنى بها. تخرج الفكرة من مخبئها وتتحرّر العاطفة من مكمنها ويصدُر النصّ فيمشي قُدما دون أملٍ في الرجوع كرصاصة إذا انقذفت من ماسورتها لا سبيل إلى استرجاعها، فإمّا أن تُصيب أو أن تخيب.

وتُعلّق نصوصنا على جدار الموقع، ولا أراه تشريفا خالصا في المقام الأوّل كشأن المُعلّقات، بل تكليفا. فالموضوع أوّلا وما يسوقُه للقارئ من أفكار، واللّغة ثانيا: صحّتها وغناها. وهنا يوضع النصّ وكاتبه على السفّود، ويمشي كلاهما على الصّراط ليتطهّر. وأجمل ما في الأمر، أنّه لا يمرّ عدد إلّا ومناعتك أقوى، وقد صرتَ أدرى بعيوبك وسقطاتك فتعدّلها وتصحّحها وهكذا تتحسّن.

ولا أنفي بل أقرّ بأنّ لياقتي الأدبية تتحسّن، وأقولها أوّلا اعترافا بالفضل، لأمثال هذه المجلّة في تطوير إمكانيات الكتّاب الشباب، واستغلال قدرات الكتّاب المخضرمين، لما فيه رضا الجميع، قرّاءً أوّلا وكتّابا.

رسمة: عود الند في خدمة الثقافة

D 23 نيسان (أبريل) 2016     A طه بونيني     C 2 تعليقات

1 مشاركة منتدى

  • السلام عليكم جميعا.أتردد في القول،هل لي دخل فيما يقال حول مرور عشر سنوات عن صدور مجلة عود الند؟وأجيب عن سؤالي بلا تهيب:نعم،لأننا معشر القراء نمثل حلقة هامة من حلقات اكتمال صورة مجلة عود الند الالكترونية. وكم يغمرنا الفرح ونحن نطالع ما جادت به قرائح المشتركين من الاديبات والادباء المحترفين و الناشئين على السواء.ألم تلاحظوا معي ان المساهمين في عود الند أصبحوا،مع مرور الوقت أسرة واحدة،متالفة،يشكر ويهنئ ويؤازر بعضها بعضا في كل مناسبة.أطال الله عمر هذه المجلة وبارك تعالى في القائمين عليها، ما دام "عود الند"منبرا للجميع،يفوح على من رغب بأزكى الروائح.


في العدد نفسه

فيديو بمناسبة اتمام عـود الـنـد 10 أعوام

عود الند: تمثّل تلك الفئة

رؤى عود الند

إنها عودُ النَّد

تجربتي مع عود الند