جليلة الخليع - المغرب
خطوط بيضاء
خطوط بيضاء
وكنتُ ذات قرار قد جعلتك اختباري المؤجل، حلمي العاجز الذي ينتظر من يمنحه كرسيا متحركا.
أرهق فكري في رسم حدود انتظارك، في استعجال الأمل ليضمني إليه، فأشعر بالفرج المقترب، والذي يخشى لقائي.
أضغط على أصابعي لأبعثر التوتر بعيدا عن حلمي وآمالي، ليظل الأمان في المنطقة المحاطة بالنور.
أنصت في صمت لصخب الذكريات، وأعزفني على أوتار أغنية ظلت عمرا بعضا مني.
يا سنيني اللي رح ترجعيلي = = رجعيلي شي مرة رجعيلي
ونسيني ع باب الطفولة = = تأركض بشمس الطرقات
يا ترى ستعود سنواتي الفائتة، لتعيدني بصفحات أيامها، لأعيشها من جديد بنسخة جديدة وتوزيع مغاير؟
كل ما فات أصبح رهينة للماضي، لا يمكنه الانفلات إلا في صفقة وهم.
أستعيد ساحات طفولتي، أرسم عليها مربعات الحجلة، أرمي بحجري، وأنتظر الرقم الذي سأوقع عليه خطواتي، وسيضجر من قفزي.
أصرخ بأعلى صوتي:
Arriba, Abajo.
(وهما مصطلحان إسبانيان، معناهما: من الأعلى للأسفل.)
والجميع ينتظر دوره، وأنا أتمسك بسطوتي على خارطة الأرقام، على تفاصيل اللعبة، أنظر للأفق، سحابات تتكدس، حتما ستمطر.
نسرع في العودة، والمطر يبللنا، يمحو خطوطا بيضاء كانت ذات لحظة تصميما للعبة لا تمحوها الذاكرة.
= = = = =
أسئلة غاضبة
تنسجني الأسئلة سؤالا عصيا، ما زلت أبحث في دولاب الأجوبة عن قميص ألبسه استفهاماتي المطلة علي من نوافذي المشرعة على المستحيل.
هو ذاك الذي تنزلق خطواتي فيه، و يستعصي علي السير فوق جليده، لأقعد القرفصاء في توالي الاستدارات المحاطة بي، والتي تنهش أثواب فكري لتقدها دون أن تتعرى مني الكلمات، أو ينفذ معجمي في ملتقى الصوت الغامض الذي لا يشفي غليل الآذان البائسة.
أداهم يأسي على حين غفلة، فيتلقفني السواد من كل حدب وصوب، يلبسني البؤس بأكثر من زي، فأغدو "أرملة الحزن المسن" العجوز المعمرة، التي ألقت عصاها لتتلقف التخاريف التي تزحف نحو الأعلى، وتنتظر لحظات التتويج.
أي المهازل التي تنقر الأذن، وتزعج النظر، وتتمشى منتصبة القوام، ونحن أمامها واجمون، نعد أنفاسنا المقهورة.
كل المستحيلات أصبحت مباحة، فلا تستغرب، لأنك ستكون خارج الدائرة وستفضح البلادة في تأوهاتك الصامتة، وفي نظرات استهزائهم.
عند عتبة الصدمات، يصيب العطب ورك الزمن، تتوقف الخطوات على سبورة الصمت، أصفار أخرى تستجمعها الخيبة، زمن مكروه، بائس، يتوج النفاق والوقاحة في أكثر من حفل، ويظل المصير يتصبب عرقا في مسارات الغفلة.
◄ جليلة الخليع
▼ موضوعاتي
3 مشاركة منتدى
خطوط بيضاء, إبراهيم يوسف - لبنان | 25 آذار (مارس) 2015 - 17:28 1
جليلة الخليع- المغرب
"ألا لا أرَى مثلي امترَى اليَوْمَ في رَسْمِ،
تغَـصَّ به عيني، وينكرهُ وهْمي"
إن غدت المستحيلات مباحة..!؟ فما من قدرة ستعيد الزمن إلى الوراء يا سيدتي. سنرضى بالواقع على مرارة طعمه. "يا سنيني اللي رح ترجعيلي"..؟ من روائع السيدة فيروز أمدَّ الله في عمرها، ليطيل لنا الحب والحياة والأمل. استمعت إليها مرة أخرى بنكهة مختلفة وأنا أقرأ ما خطَّته يدك المباركة وقريحتك الملهمة الخصبة.
في ساعة من ساعات الصفاء.. خطر لي أنني وقعت على فعل "امترى"..؟ (نظر إلى نفسه في المرآة) فعلٌ خلتُ أنني مكتشفه.. ولكم كانت خيبتي شديدة..؟ عندما أدركت أن أبا نواس تجاوزني إلى استخدامه بقرون طويلة من الزمن.
خطوط بيضاء, هيام ضمرة - الأردن | 29 آذار (مارس) 2015 - 06:07 2
لعزف حروفك موسيقى خاصة تتسلل إلى سمعي وعقلي فتزجيهما وتشفيهما.. أقرأ فيها وخلالها ترنيمات، ساعة تتحلى وأخرى تتشظى وثالثة تحلق إلى سماوات ليس يكفهر بها غمام.. سعيدة أن ألتقي حرفك المميز هنا صديقتي دون أن تلومي تقصيري وأنا دوماً وأبداً المقصرة بحق نفسي وأصدقائي.. سلام لعالم يتسع بك وأفق تعبئينه بحروفك
خطوط بيضاء, ايناس ثابت اليمن | 7 نيسان (أبريل) 2015 - 17:38 3
حضرت اللغة الجميلة في نصك برفقة البوح الشجي الذي أثر بي.
دام احساسك الراقي عزيزتي أ/جليلة.
كل الود لكِ.