هدى الكناني - العراق
رسالة إلكترونية
حافية الوجع
سأسير دربي حافية لا أنتعل وجعي، عارية لا أرتدي خوفي، طاوية كتبي ململمة أوراقي. حقيبتي هي وطني ومسكني. دثاري آلاف الحروف والكلمات. اقتات ألمي وأشرب دموعي حد الثمالة حتى تنضب مع آخر رشفة في كأسها. لن أخاف كواسر دهر أو من أو ما قد يحاول أسر روحي فأنا حافية القلب عارية الهم وسأجد ذاتي بل ها قد وجدتها.
ربما
كما أعشق البحر وزبده المتناثر حول فمه العملاق مغريا وممنيا النفس بأن يهديها إحدى محاراته الحبلى بلؤلؤة أو لآلئ، يغريني زبد فنجان قهوتي لأتجرع مرارتها حتى آخر رشفه علّي أعثر على لؤلؤة حظي قابعة تنتظرني في قعرها. لم لا؟ ربما. بل هو إعصار يقين يجتاحني أني سأجد في قعرها لؤلؤة، وقد أجد لآلئ.
أنشبه في الحب وردة؟
حين تتفتح الوردة بكل دلالها وغنجها بتوَاُدٍ وتمهل، نراها يتطاول ويشرأب عنقها. تُرجع أوراقها الخضراء إلى خلفها كراقصة باليه ترفرف بذراعيها الى الوراء كأجنحة طائر يتأهب للطيران رغم يقينها أنها ليست بطائر، تنطلق إلى الأمام بكل عنفوانها وطيشها وفرحتها متخلية عن حذرها وإن لم تجد من يتلقفها، ليتفتح برعمها ورقة ورقة ناثرة ذلك العبير الذي يميز الورقة الواحدة منهن عن الأخرى. حين نحب، نكون هكذا كوردة تفتح أوراقها. كل منا لها عبيرها الذي يميزها عن أخواتها. هكذا أرادنا الله. لذا يَحِن الى عطرنا وتفردنا حتى مَنْ يهجر إحدانا.
رسالة إلكترونية
خائفة أنا بدونك. خائفة أنا بحضورك. أرضع خوفي حين تبتعد واُفطم منه حين تعود. عُد إليّ وأَمْطِرني بسنابل عشقك وفِضْ عليّ بجود وَصلك. أنثرني قمح هوى. التصق بدمي كالتصاق ألوان زيتية بقماش لوحة فنية.
عد إلي فلقد انتفض القلب تمرغا باحثا عن وجه، نظراته سِكِينَة رحمة يَئِد بها كل عذاباته. عُد إلي قبل أن تبيّض عيناي لكثرة ما نظرت إلى الحمام الزاجل علّه يُحضر لي شيئا منك، رغم أن زمان الحمامات ولىّ وما عادت أرجلهن تلتقط إلا التراب والحصى.
يا فارسي الأوحد الذي يمتطي صهوة أحلامي؛ يا مَن لا أمّل رسم ملامحه على صفحات عمري؛ أبعث شوقي إليك أقواس قزح تبدأ هنا من قلبي وترسو عند باب قلبك، فلم لا تتوحد معي في فرحي وحزني؟ ولم أنا وحدي التي تفعل؟
أشتاقك بحجم يأسي من أن أجعل قلبك يستدل ويحس، وجع قلبي.
يقولون" فلنطوي صفحة آلامنا".
أُجيبهم: "بل فلنمزقها، ولكن هل بإمكاننا جعل الصفحة المتصلة بها لا تتخلخل؟ هل بإمكاننا إخفاء آثار تمزيقها؟ هل سيكفينا شريط لاصق وصمغ أو حتى إبرة وخيط في إخفاء آثارها من على صفحات أيامنا؟ وهل سنتمكن من منع غربان الذاكرة من النعيق على شواهد قلوبنا؟".
يقيني حد الارتياب أني سأنهار ما أن يغزوني طوفان عينيك؛ واثقة حد الطيش أنك لن تبادلني ذلك الاجتياح من الاحتياج؛ ويقيني أنني لن استطيع خلع تفاصيل وجهك عن ذاتي كما يُخلع الخاتم من الأصبع.
طفقت أكرر الكلمة، أحاول أن أستسيغها حد الهوس فحفظت جملتي التي صرت أرددها في صحوي ومنامي لألقيها على مسامعك على عجل كي لا يهوي قناع كرامتي بين قدميّ لا مبالاتك.
ولكوني أضعف من أن أقولها أمامك وطوفان نظراتك يلتهم كل حواسي؛ تراجعت عن عزمي. حتى، إن قلتها، وهذا من المستحيلات أمام حضورك الطاغي، فسأسارع أستجدي مقعدا لألوذ به حين تنهار كرامة دمعاتي.
ولكوني ما عدت أبدا أرتضي قرصا مهدئا بديلا عن حل جذريّ لألم ذاكرتي المزمن الذي يجتاحني كل مرة حد الاحتضار، ولكوني قد أفشل في أن أواري آثار تمزيقي لصفحتك من عمري، ولكوني بين شك ويقين في أن تفهم ما أود قوله لك في ثورة ارتباكي وتبعثري،
سأواكب التطور وأفتح بريدا إلكترونيا لكل تلك الأشياء التي أود طيها أو انتزاع صفحتها من حياتي الى الأبد، وسأبدأ برسالة نسيان ابعثها لك.
ها أنا ضغطت على مفتاح الإرسال (send) وليس الحذف (delete) كما كنت أتأهب في ثورة ترددي.
◄ هدى الكناني
▼ موضوعاتي
11 مشاركة منتدى
رسالة إلكترونية, منال الكندي | 26 كانون الثاني (يناير) 2015 - 10:07 1
أحيانا كثيرة تحتاج منا الذكريات لنسيانها ان لا نمزقها بل نرسل لها رسالة نسيان حتى تفهم بأن لا مكان لها وشريطها احترق، وسأبدأ برسالة نسيان ابعثها لك.
ها أنا ضغطت على مفتاح الإرسال (send) وليس الحذف (delete) كما كنت أتأهب في ثورة ترددي.
رائع قلمك
رسالة إلكترونية, ايناس ثابت اليمن | 26 كانون الثاني (يناير) 2015 - 21:46 2
نصوص جميلة، وأنشبه في الحب وردة فاح عطرا في قلبي.
رائعة أنت دائما.
رسالة إلكترونية, هدى أبو غنيمة الأردن عمان | 28 كانون الثاني (يناير) 2015 - 18:17 3
أ/هدى عزيزتي يمتعنا بوحك الجميل وصورك الشفافة الشعرية أرجو لك التوفيق والتحرر من فتنة بريق اللفظ ,إلى آفاق جديدة تبرز موهبتك كامرأة مكتملة تتفاعل مع العالم من حولها .كل التقدير لكتابتك الجميلة .وعالمك الوجداني وما يحتويه من صور ورؤى ومشاعر متدفقة .
رسالة إلكترونية, مريم -القدس | 29 كانون الثاني (يناير) 2015 - 10:07 4
الأستاذه هدى الكناني
أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو
وإذا مالتأم جرح جد بالتذكار جرح
فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو
ستكون الوردة التي تميزت بخصوصية جمالها و عاطفتها أجمل غلاف
يزين صفحة النسيان
دمتِ ودام قلمك النابض
رسالة إلكترونية, إبراهيم يوسف - لبنان | 29 كانون الثاني (يناير) 2015 - 13:24 5
هدى الكناني- العراق
يقول أدونيس عن كآبة القلب وفرح الفكر والعقل.. "كالوردة تتوهج نضارة حين تنظر إليها بعين الجسد، وحين تتأملها بعين البصيرة ترى ما يؤرقها هاجس الموت والذبول ".
حينما تتفتح الوردة بغنجها ودلالها، ويشرئب عنقها إلى أعلى فتتمايل بذراعيها كراقصة المعابد، أو تنطلق كفراشة في الحقول..؟ فعلام تستدعي الموت والذبول بعد كل هذا الوصف الساحر الجميل..!؟
أخيراً.. من المفيد في رأي أن تستمعي إلى الملاحظات التي يبديها الآخرون
رسالة إلكترونية, جليلة الخليع /المغرب | 31 كانون الثاني (يناير) 2015 - 13:35 6
نصوص تنتعل الوجع ، تتدثر بالنسيان ، تحلق في رحاب الذاكرة الملتهبة ، لتغتاب الفرح في أذن وردة.
كل الأوقات تطل من نافذة الحرف ، وتصافحك يد اللغة لتسرين لها بما يختلج الصمت عند صافرة الأنين.
دام لك الألق غاليتي المبدعة هدى الكناني.
محبتي لك أيتها الرائعة، وباقة ورد تشبه روحك.
رسالة إلكترونية, هدى الكناني | 31 كانون الثاني (يناير) 2015 - 20:46 7
الى كل من اسهم بنفحة عطرة من تعليق او نقد او استحسان
لنصوصي التي توجتموها بتاج مزبن بابهى الحروف
ارجوا ان تعذروا تاخري في تواصلي معكم
لكم شكري و كل احترامي وتقديري
هدى الكناني
رسالة إلكترونية, آيات محمد من العراق | 2 شباط (فبراير) 2015 - 22:10 8
احياناً يتطلب منا ايجاد القوة الكثير من النزيف ولوم الذات ، لكن في اخر الدرب ، عند اخر نفس .. هناك ستجدين ما تنشدين
انتظري تلك اللحظة ، وامتعينا بكتاباتكِ حتى ذلك الوقت سيدتي العزيزة
1. رسالة إلكترونية, 5 شباط (فبراير) 2015, 08:10, ::::: هدى الكناني
آيات محمد
اشكر لك حروفك الطافحة بالبشر والحنان
اذا فليكن موعدا بيننا
عساه يكون قريبا
مودتي
رسالة إلكترونية, هدى الدهان | 3 شباط (فبراير) 2015 - 08:31 9
الكل يتدثر بوجعه , لااحد ينسى لانه لايوجد نسيان للالم اصلا .إن نسيت الشخص و نسيت المناسبه المؤلمة لن تنسى كيف استطاع ان يغلبك فينقلب الالم الى ثورة وغضب من ذاتك انت . المصالحة مع النفس و غفران الاخر كلها ترهات برأيي فما انكسر لايمكن اصلاحه فقد اخذ من وقتنا وجهدنا و سنواتنا واحيانا حتى اموالنا فالنسيان يحتاج تعويض كل الخسارة فهل بالامكان ذلك ؟ لنقل الطبطبة على الجرح او التناسي لنتمكن من عيش حياة اخرى او التأقلم وكلها مسميات واقعية تماشي الواقع المليء بأناس اشد مانكون بحاجة الى نسيان تجاربنا معهم .
1. رسالة إلكترونية, 5 شباط (فبراير) 2015, 07:28, ::::: هدى الكناني
هدى الدهان
افرح حين ارى حروفك تزهر من جديد
ما أماتها جفاف دواتك.
جرحنا واحد والمنا كبير وعانينا منه وصديقة مشتركة عزيزة.
لو كشف الحجاب عن المظلوم لراى ان ظالمه يعاني اكثر منه بعشرات المرات.
انتظر ان اقرا لك فلقد اشتقت لهندسة حروفك وتميزه.
فصبرا يا سيدتي
2. رسالة إلكترونية, 5 شباط (فبراير) 2015, 07:35, ::::: هدى الكناني
هدى الدهان
سعدت حين رايت حروفك تزهر من جديد وما أماتها جفاف دواتك
جرحنا واحد وعانينا منه وصديقة مشتركة عزيزة علينا.
من يدري لو كشف الحجاب عن المظلوم ، لراى ان الظالم يعاني اكثر منه بعشرات المرات فصبرا.
بانتظار رسم حروفك.
دمت وسلمت من اﻻذى
رسالة إلكترونية, احلام مهدي -العراق | 3 شباط (فبراير) 2015 - 09:27 10
اتمنى ان تكون كل الرسائل الالكترونية متضمنة بين سطورها كلمات برقة وعذوبة كلماتك رغم الالم والحزن الذي يشوبها الا انني استمتع بقراءتها واقول انه لايوجد احد خالي من الذكريات المؤلمة ولكن علينا ان نجاهد بان ننساها أو نتناساها وان نتفاءل بأن القادم افضل وادعو لك بان تكون لؤلؤة حظك ياغاليتي هدى اجمل باذن الله .
1. رسالة إلكترونية, 5 شباط (فبراير) 2015, 07:15, ::::: هدى الكناني
احﻻم مهدي
عزيزتي
ولك مني محارة حبلى بﻵلئ بكل اﻻلوان
تزين جيد قلبك العابق بالمحبة والحنان
اسعدني مرورك
رسالة إلكترونية, شهرة بلغول | 20 شباط (فبراير) 2015 - 09:50 11
أتحفتنا بهذا البوح الراقي والحرف العطر ...
1. رسالة إلكترونية, 21 شباط (فبراير) 2015, 08:33, ::::: هدى الكناني
شهرة بلغول
اشكر لك اطراءك عزيزتي
عطر الله ايامك بالخير
وبازاهير الماغنوليا والكاردينيا.لكن هناك من ينصحني بعدم البوح
فما رايك؟
مع الود
هدى