عبد الرحمن سعد - السودان
قصص قصيرة جداً
كسب
في زمن المتاهة يسير. قابل صاحب عملٍ ثري. وافق الثري علي شروطه لقبول العمل.
بعد فترة ارتأى الثري أن الموظف الجديد جادٌ جداً.
واجهه. لم يوافق الموظف علي تقليل جودة منتجات الثري.
طرده. لم يحزن الموظف، فقد كسب نفسه.
مجاملة
كانت تنظر عبر نافذة قطار مسرع. أشجارٌ كأعواد الثقاب تجري على مرآة عينيها.
هي كانت تفكر في تلك اليد التي تحاول أن تتحسن جيبها أو جسدها، ربما.
التفتت إليه في حِدَّة. نظرَ إليها وابتسم.
رأت أنه قد يكون غير قاصدٍ، أو أنها ظنَّتْ السوء به.
ابتسمتْ له. ارتاح لابتسامتها، حيث ظنَّ بأنها لم تعلم قصده الحسي.
افتقاد
رنَ الهاتف. كانت زوجته. لم يجب، حيث كان مع خطيبته الودَّاقة.
بعد ساعة، اتصل بزوجته. لم تجب، حيث كانت تمازح جارها الثري.
وضوح مربك
أشعلتْ الرغبةَ فيه. أطفأتْ المصباح. جلستْ بجانبه، تتنهد.
تصاعدتْ أنفاسُه مع تصاعدِ خيوطِ دخانِ بخورٍ عبقٍ يتلوَّى.
همَّ بها، وهمَت به، بيد هاتفه رنَ، كانت زوجته.
طرقٌ علي بابِ الغرفةِ، نهضتْ.
فتحتْ الباب، كان زوجها. سألها عن المتصلِّ
أجابت: زوجة عشيقي يا ...
تلكوء
خرج عنوان رئيس بخط أحمر أعلى تلك الصحيفة.
انزعجت سفيرة أوربية لذلك التحقيق الذي يُحرج بلادها.
اتصلت بالصحافي الذي أعدَّه:
"لماذا كتبت هذه السخافات والأكاذيب؟"
أجاب: "لأنك تلكأتِ في طلبي للهجرة الذي معك."
◄ عبد الرحمن سعد
▼ موضوعاتي
2 مشاركة منتدى
قصص قصيرة جداً, أشواق مليباري | 23 آب (أغسطس) 2011 - 19:34 1
جميل جدا استاذ عبد الرحمن، انا اعجز تماما عن محاكاة مثل هذا الاسلوب الفريد، برأيي أن القصص القصيره جدا أصعب بكثير من رواية تكتب فيها ماشئت.
كل عام وأنت بخير أستاذي المبدع.
قصص قصيرة جداً, زهرة-ي-الجزائر | 18 كانون الثاني (يناير) 2012 - 06:39 2
اصبحنا نستمد من واقعنا نكتا تضحكنا.. لكننا نضحك على انفسنا.. والضحك على النفس مر اقرب الى البكاء..