محمد حماس - المغرب
نافذة على مرافئك
جُمَّار الروح
كلما أطبقت جفنيها، خجلا، دثرتني الرموش وميضا مشرقا لأسيل دمعا في مآقيها وأنحبس قطرة ندى على صفحة خديها. تمتد أناملها نحوي تمسح الدمع فأتسرب عبر مسام يدها الناعمة. أسري بين رعشات بدنها. أتوالى نبضا بين دقات قلبها أو أصير جُمَّار روحها. يا لبياض الثلج مثل جسدها النافر. هي ذي زائرتي في منامي. كم كنت وحدي. آه يا وحدي.
فيف
عدوت طفلا بين شعاب أرضك البوار، كفيفا ضاعت مني عكازتي، أتلمس وهج نور وجهك الصافي. حافيا مشقق القدمين قطعت فيفك أبحث عن ظل أو قطرة ماء بين كثبان كبريائك. لا أحد غيرنا، أنا والجبال والبحر وأنت. كم أحبك.
أحبك
لست أدري لِمَ أحبك. لِمَ أحملك سهما منغرسا في لوعة أيامي. سوف أستلك وأمزق أوتار العذاب. كنت لحنا ظلت تهتز لمرورك أحزاني. كنت قمرا متوهجا في لياليَ الهادئة.
زحام
ودعتها ثم وقفت أتملى جسدها الرائع وهي تمشي بخطى قصيرة تهتز أردافها. تعلم أني أراقبـها فتأبى أن تلتفت خلفا حتى تزيدني عشقا لهذه المرأة الساحرة. تتوالى المشاهد في مخيلتي فلا يشدني إلاك. وحدك من يغريني دون سواك. حين تغادرين الفراش صباحا يمضي الليل خلفك، يتشبث بخصلات من شعرك يريد أن ينام فيك.
حلم
أريد أن أنام كي أصادفك في الحلم. أريد لجمالك أن يستمر لحنا أو لونا، كالفراشات بين الأزهار في فناء بيتنا العتيق. أريد لطفولتك أن تمتد إلى ما بعد العمر. سوف أنام الليلة قريرة العين. أنام نومة رضيع لا يحلم سوى بثدي أمه.
أيقونة
سأنفثك حبرا فوق أوراقي ليتشكل منك القصيد. أريدك مجازا، دوما، لا حقيقة، كي أنسج من عينيك الصور ومن شفتيك. هكذا أقبض على طيفك عشقا أو رغيفا أو وهما. المهم عندي أنك هنا، دوما، مثل الماء والهواء، وقهوة الصباح، فتصيرين أيقونة أو أسطورة أو وشما. قد يلزمني زمان آخر لأروي سيرتك البعيدة بين مد وجزر.