أمين دراوشة - فلسطين
فاكهة فلسطينية
=1= البرتقال: غسان كنفاني
عندما اعتمر "قبعة النبي" دق الخزان، ونجح في إقامة "جسر إلى الأبد" ودخل عبر "الباب" المؤدي إلى حبيبته حيفا. من خلاله استطاع حتى "الأعمى والأطرش" اكتشاف لذة الحقيقة المرة، حقيقة أنه "عالم ليس لنا"، وعرف بعد صراع مرير وسؤال محير وغريب "ما تبقى لنا"، أن "برقوق نيسان" لا يصمد أمام "رجال في الشمس" يطاردون الماء في الصحراء.
إذن لا معنى لنسف جسد لميس الطري، معشوقته وسلوته الوحيدة، ذات الرداء الأحمر، وهي تجلس في حضنه، ينتظرا العودة لـ"أرض البرتقال الحزين"...
أليس من حقنا أن نسأل معه "من قتل ليلى الحايك؟"
=2= الموز: جبرا إبراهيم جبرا
حرق الماضي وفي " صراخ في ليل طويل" انشغل، صوته كان "سراب عفان"، اكتشف بعد أن مارس الموسيقى وأبدع في الرسم، وأبحر في الترجمة، وغرق في النقد، أنه لا بد من "السفينة" تعيده إلى أرض الرسالات التي أحبها، واجتاحه غرامها.
غير أنه تاه في "عالم بلا خرائط"، ولم يسعفه إلا كأس "عرق وبدايات من حرف الياء"، القى كل التفوق والإبداع تحت قدميه، وقرر أن يكون من شلة "صيادون في شارع ضيق"، وخرج في رحلته الطويلة في عملية معقدة من أجل "البحث عن وليد مسعود"، الذي كان قد عرف الطريق ووصل إلى "شارع الأميرات".
=3= فراولة في بستان ورود: عزت الغزاوي
لم تضف له شهاداته شيئا، رجل يتضوع عطرا، ليس له أعداء، لذا لم أثق كثيرا بالقول: إن النجاح والمحبة تجلب الأعداء، لديه قدرة عجيبة على زرع محبته حتى في أغلظ القلوب وأكثرها بشاعة.
حتى استشهاد ابنه لم يكن ليعطيه مزيدا من السمو والتسامي، غير مسحة حزن تختبىء خلف ابتسامة لا تنسى.
روحه "سجينة" حاول في مرات كثيرة أن يصل إلى المراد، ولكن "رسائل"ه" لم تصل بعد"، على "حواف" القلب سار بخفة وحيوية كقصيدة درويشية، يرتقي "جبل نبو" ومنه يطل على حبة الروح، "عبدالله التلالي" من فوق الجبل يعلن بشكل لا مواربة فيه أن "الخطوات" ليس لها سوى اتجاه واحد لا غير..
من "جنة مضيئة" يقبل بين الفترة والأخرى ليطمئن على حبيبته، تماما كما "الحلاج يأتي في الليل"، ينثر بذور محبة وخير، يمسح على شعورنا كما تعود، ويقول:
عليكم بالقراءة، فالمشوار طويل. وهي زاد المسافر الذي يعشق فلسطين.
غسان كنفاني
جبرا إبراهيم جبرا
عزت الغزاوي
◄ أمين دراوشة
▼ موضوعاتي
2 مشاركة منتدى
فاكهة فلسطينية, محمد التميمي | 25 كانون الثاني (يناير) 2014 - 22:45 1
كم أنت "امين" على صحن "فاكهة فلسطين" الذي جلبته لنا يفوح عطرا ك"عود الند" لنتذوقه ونشمه ونستمتع به ايما استمتاع.
صحن فاكهة جميل فيه أطايب فلسطين الادبية، وتوظيف رائع لأسماء القصص والروايات في النص.
أعجبتني جدا جملة الختام
"عليكم بالقراءة، فالمشوار طويل. وهي زاد المسافر الذي يعشق فلسطين".
احسنت ودمت مبدعا
فاكهة فلسطينية, م. شروق حسان_ الأردن | 17 شباط (فبراير) 2014 - 14:44 2
يا لعبق الرائحة الجميلة لذاك الصحن الذي جلبته لنا من أرضنا المقدسة
سلمت يمناك